أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أن رسالة الوسطية والاعتدال هي بمثابة خيار إستراتيجي للمملكة التي قامت عليها هذه الدولة منذ تأسيسها على يدي الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله– وعزز قادة هذه البلاد تلك الرسالة السامية وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– والذي شهد فيه العالم تدشين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) في العاصمة الرياض لتكون هذه البلاد نبراساً عالمياً في مكافحة الفكر المتطرّف وتعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال، وتحقيق رسالة الدولة المتواصلة في نشر هذه القيم في إطار مساعيها لمجابهة العنف والتطرف، وذلك استناداً إلى مكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية وتأثيرها على العالمين العربي والإسلامي. جاء ذلك خلال رعاية سموه لبرنامج سفراء الوسطية الذي نظمته جامعة طيبة في موسمه الثاني مساء أمس (الاثنين)، وأضاف سموه، بأن تعزيز التكاتف نحو الوسطية والاعتدال من خلال مخاطبة العلماء والمفكرين للشباب والنشء يقود إلى تحقيق المقاصد الصحيحة لتعاليم الإسلام في كافة شؤون الحياة، مشيراً إلى أن ذلك هو ما دأبت عليه حكومة المملكة التي تسعى دائماً على التأكيد بأن الإسلام المعتدل هو دين التسامح والسلام، الذي يحفظ كرامة الإنسان ويعزز مبادئ التكافل بين الجميع ويحقق سيادة العدل. وأكد أمير المدينةالمنورة بأن الأفكار المتطرفة لا بد من مواجهتها بالفكر المعتدل الذي يستند إلى أصول تعاليم ديننا الحنيف، ولذلك فإن المملكة قادت على الصعيد الخارجي الكثير من المبادرات الإنسانية إلى العالم في إطار مساعيها الداعمة للسلام، وهذه النوعية من البرامج والمبادرات التي ترعاها الدولة داخل الصروح التعليمية، تفضي إلى تعزيز روح الشراكة مع المجتمع في مواجهة الفكر المتطرف وتحقق ثقافة الاعتدال والوسطية في نفوس الأجيال القادمة. من جهته ألقى الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر كلمة أشار فيها إلى أن الملك المؤسس -رحمه الله- حقق إنجازات عظيما بتوحيد المملكة وخدمة الحرمين الشريفين وسار من بعده أبناؤه البررة، وقد حافظت المملكة على مسيرتها وأصبحت دولة حديثة وسطية وحاربت التطرف بجهود محلية وإقليمية وعالمية. وأوضح ابن معمر أن الوسطية هي صنو الاعتدال في مختلف تشريعات الإسلام ومبادئه وأخلاقه، كما يشكل الحوار بعداً اجتماعياً وثقافياً وحضارياً ضرورياً لا غنى عنه، مستعرضاً أدوات الحوار التي يعمل عليها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وكذلك برامجه التي يعمل على تطويرها لرسم خارطة فكرية لكافة الشرائح والتوجهات المجتمعية، ومن ذلك البرامج القصيرة كالمحاضرات وورش العمل والمقاهي الحوارية وغيرها، كما شارك المركز في سفراء الوسطية في موسمه الأول بحضور 17 جامعة، وتدريب 1200 طالب وطالبة في الجامعة وفروعها على مهارات الحوار. عقب ذلك تم تقديم عرض مرئي عن برنامج سفراء الوسطية في موسمه الثاني حيث سيتم تنفيذ 30 مبادرة طلابية عن الوسطية في مختلف مناطق المملكة، كما تشارك أكثر من 30 جامعة وكلية في البرنامج بالإضافة إلى تنفيذ 3 محاضرات وأربع دورات وورشة عمل وغيرها من الفعاليات. بعد ذلك، ألقى مدير جامعة طيبة د. عبدالعزيز السراني كلمة قال فيها: "هذا الحضور هو امتداد لدعم سموه للجامعة وبرامجها المختلفة، كما أن سموه رعى برنامج سفراء الوسطية في موسمه الأول الذي يؤكّد مدى اهتمامه بالشباب ورعايتهم وحمايتهم من التطرف، ونشر البرامج الوسطية والاعتدال بينهم. وفي ختام الحفل، كرم الأمير فيصل بن سلمان، الجهات الراعية والمشاركة في البرنامج، كما التقط سموه صورة تذكارية مع الفرق الشبابية المشاركة في البرنامج.