"إن تضحك أخيرا ستضحك كثيرا".. هذا المثل ينطبق على نادي الشباب بقيادة الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان في قضية الحارس محمد العويس التي شكلت ضربة قوية لبعض الأهلاويين الذين حاولوا قلب الحقائق وبعض الشرفيين والإعلاميين الذين تمسكوا عبر الفضاء و"تويتر" بسلامة موقفهم وأن ناديهم سلك الطرق القانونية، بينما العقوبات -حسب تأكيداتهم- ستكون ضد الشباب الذي صعّد الموقف إعلامياً ولدى الاتحاد السعودي لكرة القدم وأمام هيئة الرياضة، والأخيرة تجاوبت واحالت ملف القضية إلى هيئة الرقابة والتحقيق التي فصلت بها وادانت النادي الأهلي ممثلا بالأطراف التي أدارت المفاوضات في معسكر المنتخب السعودي في معسكر أبو ظبي، وهذا النصر الشبابي المادي والمعنوي يؤكد أنه متى ما كانت الجهة التي ترعى الأندية وتحمي النظام وتكرس مفهوم المساواة والعدالة حاضرة سيأخذ الجميع حقوقهم بعيدا عن الضجيج الإعلامي والبكائيات ومحاولة قلب الحقائق، وهذا بكل أسف كان شعار جل الإعلام الأهلاوي الذي غرر ببعض الجماهير وأضر بالكيان، لأنه خدعهم بسلامة المفاوضات وعدم قدرة هيئة الرياضة واتحاد الكرة على معاقبة النادي الأخضر، بل إن بعضهم قال مجرد فتح الملف سيذهب فيها الاتحاد السعودي ضحية لأن "الفيفا" سيعاقبه، ولكن الحقائق ومجريات القضية وتحركات الجهات المعنية خصوصا هيئة الرقابة والتحقيق كشفت كل شيء، وعرت الكثير من الوجوه والأقلام، وأكدت أن القرارات كانت في السابق تعتمد على قوة النفوذ والصوت الإعلامي، وليس أمام الضعيف والمظلوم إلا الصبر والتحسر. حضور هيئة الرياضة وفق القانون وسير كل قضية ومعطياتها سوءا قضية الأهلي والعويس والشباب أو القضايا التي باشرتها هو من يقضي تماما على التجاوزات والمزايدات والمنافسة غير الشريفة التي عانت منها الرياضة السعودية في أعوام مضت، وكان القوي نفوذا وصوتا يخرج كاسبا كل قضية يدخل فيها، حتى لو كان عبر الطرق الملتوية، لذلك نقول شكرا لهيئة الرياضة التي فرضت النظام، وشكرا لإدارة الأهلي بقيادة الأمير محمد بن تركي العبدالله والشبابيين بقيادة الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان على التسوية ليس من أجل إغلاق الملف وتجنيب الأهلي العقوبات، ولكن من خلال الاعتراف بكل شفافية من جانب النادي الراقي بالتجاوزات والأخطاء الإدارية والقانونية، وقبول الشباب بالتسوية وفق النظام العام واللوائح الرياضية، والحقيقة التي يجب أن تقال ربما لأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية يخرج ناد ويعترف ويعتذر.. لماذا؟.. لأن القانون حضر والتحقيقات انتصرت، والأطراف المتضررة شعرت بهيبة النظام، والاذعان له من الأطراف التي كانت تردد في السابق على أنها على حق، وهذا مالم يقبل به تركي محمد العبدالله الذي يريد أن يقود أهلي جديد نحو عصر جديد ومرحلة مختلفة عن السابق تكون العلاقة فيها مع الأندية وهيئة الرياضة واتحاد الكرة هي الأكثر تكاتفا وتعاونا وتميزا.