في هذا العام يكمل الموسيقار طلال، خمسة وثلاثين عاماً من رحلة الإبداع، من صناعة الأغنية، منذ انطلاقته عام 1982، وهي مسألة فارقة في مواصلة الإبداع، خارجاً منها المتوازية عندهم موهبة الغناء والتلحين معاً، مثل: طلال مداح، وأبو بكر سالم بالفقيه، وكاظم الساهر، بينما أستثني ملحني العقود دون الغناء، مثل: بليغ حمدي "1931 - 1993"، وإذا انشغل كثير بقضية نسبة الألحان السابقة، منذ إعلان اللقب: الموسيقار طلال 2014 في حفل تكريمه بالقاهرة، إذ منحت في وقت صدورها إلى من لا يستحقها، وصنعت صورة ملحنين وهمية لأغنيات بنت ذاكرة ثقافية لأكثر من ثلاثة عقود، وإن حصل انتفاع ممن نسبت إليهم وقتها، فهي حق المؤلف الثابت في حياته ومماته -بعد عمر طويل- بحسب الملكية الفكرية، ولاستعادة حيازتها طرق نظامية واضحة، وقد عرفت الثقافة السعودية أعلاماً حملوا ألقاباً، مثل: سمير الوادي "الشاعر والمغني مطلق الذيابي"، وسميرة بنت الجزيرة العربية "الصحافية والأديبة سميرة خاشقجي"، ودايم السيف "الأمير الشاعر خالد الفيصل" وغيرهم، ولكن لكل مبدع أسبابه التي لابد من احترامها في إخفائها أو الإفصاح عنها، لاستخدام لقب من عدمه، فإذا نسبت ألحان الموسيقار طلال، فحق المؤلف لا يسقط، في عقد الثمانينيات إلى حناجر مثل طلال مداح، وعلي عبدالكريم، ومحمد عمر، وراشد الماجد، ورابح صقر، ونبيل شعيل، أو لمحمد شفيق في مجموعات غنائية لعبدالكريم عبدالقادر، ورباب، ومحمد شفيق، وعارف الزياني، ثم نسبت في عقد التسعينيات إلى طلال مداح، الذي لم يعهد أن لحن إلا لحناجر قلة مثل، عبادي الجوهر، ورجاء بلمليح، وابنه رأفت المداح، في مجموعات غنائية لعبدالمجيد عبدالله، وعبدالكريم عبدالقادر، وأنغام، وذكرى، وأروى، ووعد، بينما استمر نسبة ألحانه إلى راشد الماجد حتى ما بعد الألفية الثالثة، ويتوجب أن ندرك أن المنجز الثقافي للموسيقار طلال، لم يقف عند التلحين، بل هو شاعر-لقبه إبراهيم غازي- ومنتج فني، وواضع سياسات ثقافية، مثل الخلطة السرية للأغنيات السائرة catchy song، وإعادة تأهيل الحناجر إما التائهة فنياً، مثل: علي عبدالكريم، ومحمد عمر، وإما ذات الرتابة، مثل: عبادي الجوهر، لطرق تسجيل الأغنية، أو مختاراته من التراث الثقافي، وعرضها، سواء في جلسات غنائية أو برامج، مثل "ليلة سعودية" 1987 أو سلسلة "أغاني أعجبتني" 1996 -1999 أو استعادة أغنياته بحناجر جديدة، ويحق لهذا الملحن الكبير مكانة بين أعلام الثقافة السعودية.