استغرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «كيف لم يستقل الرئيس سعد الحريري قبل الآن، إذ حصلت أشياء كثيرة في الأشهر الثمانية الأخيرة لا تترك المجال لأحد يحترم نفسه أن يتمكن من الاستمرار، فنحن كقوات حاولنا أن نصنع تغييراً في مجالات كثيرة، نجحنا في بعضها وفشلنا في البعض الآخر، وكما رأيتم في آخر أسبوعين أو ثلاثة طرحنا نحن موضوع الاستقالة من هذه الحكومة إذا كانت ستستمر على هذا الشكل، وأبلغنا من يعنيهم بالأمر». وأشار إلى أن «رئيس الحكومة استقال لأن الحكومة لم تكن قادرة على ممارسة صلاحياتها كما يجب، ولأن هناك حكومة ظل تتخذ القرارات، فجيشنا مثلاً يتوجه إلى القتال في معركة فجر الجرود التي هي من أهم خطواتنا العسكرية، ولكن قام حزب الله باستثمار ومصادرة نتائج هذه المعركة وتفاوض مع فلول داعش ليس لصالح الشعب اللبناني بل لصالح أمور أخرى لا علاقة للبنان بها، فكيف تريدون من رئيس حكومة أن يصمد في ظل تصرفات بهذا الشكل؟» وتابع جعجع:»منذ سبعة أشهر حتى اليوم، يقوم بعض الوزراء بزيارة سورية ونظام الأسد وكأن هناك دولة في سورية، وفي الوقت عينه يضغطون من داخل الحكومة لتعيين سفير للبنان في سورية ليقدم أوراق اعتماده، وهنا نسأل: لدى من سيُقدم أوراق اعتماده؟ إذ لا يوجد دولة في سورية، والمفاوضات تحصل بين تركياوروسيا أو بين روسيا وأميركا أو أطراف أخرى، وآخر من يعلم بها هي مجموعة بشار الأسد، في حين أن البعض هنا يريد فرض تعيين سفير للبنان هناك». وأكد جعجع أن «الحل يكون بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى طاولة حوار ببند وحيد على جدول أعمالها هو كيفية العمل لوضع خارطة طريق للانتقال من وضع نصف دولة إلى دولة فعلية، مع كل ما يعنيه هذا الكلام، وإلا سنبقى مستمرين على المسكنات والمهدئات بينما المرض يفتك بلبنان من حصارات وعقوبات وغياب سواح واستثمارات وأموال ضائعة إلخ...، فلماذا علينا أن نتحمل كل ذلك؟ من أجل معادلات يسمونها ذهبية بينما في الواقع هي خشبية أو بالأحرى تدميرية وأكبر دليل هو الوضع الذي أوصلتنا إليه، فنحن لدينا معادلة وحيدة قائمة هي: شعب لبناني مع دولة لبنانية يحكمها دستور وقوانين لبنانية ونقطة على السطر». كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي للقوات اللبنانية في المتن الشمالي مساء أمس، وتطرق جعجع إلى موضوع الانتخابات النيابية، فقال:»نشتكي كمواطنين من الوضع الذي نعيشه، من الطرقات وزحمة السير والمياه والكهرباء وعدم توافر فرص العمل، كما نشتكي من نقص الكرامة الوطنية والسيادة في الدولة القوية التي نتمناها جميعناً، ولكن ولا في أي يوم من الأيام «النق» والتشكي والتذمر تمكنوا من حل مشكلة، فكل ما نشتكي منه حلّه في يدنا نحن، مفتاح الحل بين أيديكم، فالسلطة في لبنان موجودة بيد المجلس النيابي الذي ينتخب رئيساً للجمهورية ويُسمّي رئيساً للحكومة ويعطي الحكومة الثقة أو يحجبها عنها، وهو الذي يشرع ويقرر السياسات العامة، ونحن ننتخب أعضاءه ال128، فبدل «النق» علينا التصويت كما يجب لنغيّر الوضع القائم.