سلطة مسيسة لا تبحث عن الحقيقة، وسياسة لما تحت الطاولة من أوامر وتعليمات تهدف لبقاء الوطن العربي ساحةً للحروب والقتل، وضعف وفشل يرسم أهداف وغايات أسست لتمزيق العالم وتحويل الجنس البشري إلى وحوش وذئاب تسعى للقتل وتستلذ بسفك الدماء قادت الأممالمتحدة بضعف أمينها لإصدار تقارير مغلوطة بشأن اليمن تضمنت ادعاءات حول ارتكاب دول التحالف العربي انتهاكات ضد أطفال اليمن وهي من التقارير الكاذبة التي تبثها وسائل إعلام الانقلاب المأجورة، متجاهلة أكثر من ثمانية مليارات دولار أنفقتها المملكة لإغاثة ودعم الشعب اليمني. وهذا ليس بمستغرب على الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش وعلى تاريخه السياسي وأساليبه فهو من يتخذ بعض ردود الفعل غير المتوقعة والمنافية للمنطق، وهو من قرر الاستقالة من رئاسة الحكومة البرتغالية بشكل غير متوقع في عام 2001 في هروب من مواجهة تراجع التأييد السياسي لحكومته على ضوء نتائج انتخابات المجالس البلدية. وليس بمستغرب على رئيس واجه الرئيس الإندونيسي الراحل سوهارتو بشكل مباشر وغير متوقع خلال قمة الاتحاد الأوروبي - آسيا في بانكوك عام 1996 طالباً منه إطلاق سراح زعيم المقاومة التيمورية الذي كان معتقلاً في جاكرتا في مقابل موافقة البرتغال على افتتاح مكاتب لرعاية مصالح البلدين لدى سفارتين لدولتين صديقتين في كل من لشبونةوجاكرتا، ومن جعل البرتغال توشك على الإفلاس عندما كان رئيساً لوزراء البرتغال. وحول تاريخ غوتيرش السياسي قال العميد الدكتور أحمد بن حسن الشهري ل"الرياض": "عندما نتحدث عن الأممالمتحدة لابد أن نعرف كيف ولماذا أنشئت؟ باختصار أنشئت بعد أن أنهكت الحروب والويلات العالم وقتل عشرات الملايين بل نقل مئات الملايين في الحرب العالمية الأولى وما سبقها من حروب عرقية ومذهبية وطائفية وجغرافية ومائية واقتصادية مزقت العالم وحولت الجنس البشري إلى وحوش وذئاب تسعى للقتل وتستلذ بسفك الدماء، على هذا المشهد تأسست عصبة الأممالمتحدة عام 1919م كأول منظمة دولية تعنى برعاية الأمن والسلم العالميين وتوقف شلالات الدماء التي عصفت بالعالم ولكن هذا التأسيس لم يسلم من سطوة المنتصر القوي الذي وضع النظام واحتفظ بالقرار حيث احتكرت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن القرار وفرضت موافقتها المسبقه على أي قرار يصدر من هذه المنظمة الأمر الذي جعلها منظمة عرجاء تخضع قراراتها لتوجه الدول الخمس، وينسحب هذا التوجه على تعيين الأمين العام لهذه المنظمة فلا يمكن أن يتسلم هذا المنصب من لا توافق عليه هذه الدول الخمس". وتابع الشهري: "أما سيئو الذكر من الأمناء فهم كثر وهم الغالبية وآخرهما الكوري الجنوبي الأمين السابق الذي لو لم يكن في صفحته السوداء إلا تعيين بن عمر ومن بعده ولد الشيخ أحمد مندوبين للأمم المتحدة في اليمن وتعيين دي مستورا في سورية لكفته فشلاً وعاراً أن يعيين مناديب مبيعات في أرواح وأقوات اليمن وسورية. ولذا رأينا التخبط والفشل مصاحباً للأزمة اليمنية والسورية منذ اندلاعها نتيجة للاختيار غير الموفق لأشخاص يعتبرون هذه الوظيفه للكسب المادي وإطالة الأزمة، وخلفه البرتغالي أنطونيو غوتيرش الذي استمد الضعف والفشل من سابقه حيث أبقى على مندوب اليمن وسورية في منصبيهما رغم تعالي الأصوات المحلية والعربية والدولية بطردهما. ولكنها سياسة ما تحت الطاولة من أوامر وتعليمات تهدف إلى بقاء الوطن العربي ساحة حرب لتحقيق أهداف وغايات مرسومة ومخطط لها منذ أمد بعيد، واذا نظرنا للأزمة اليمنية منذ انطلاقها قبل ثلاث سنوات التي قتلت الآلاف ودمرت بنية الدولة والشعب، وصدر قرار الإدانة من المنظمة الدوليه رقم 2216 بعودة الشرعية وإلغاء الانقلاب ومحاكمة الحوثي وصالح وتسليم السلاح وعودة الشرعية إلى صنعاء، إلا أن هذا القرار لم يساوِ الحبر والورق الذي كتب به، وليستمر مسلسل الفشل هذه المده الطويلة، ولم تكتفي الإمم المتخاذلة بهذا بل بعثت منظماتها الإنسانية كما تدعي لكي تقيم في مناطق سيطرة الحوثي وتأتمر بأمره وتشرف على المساعدات المليارية من المملكة ودول التحالف ليتسلمها الحوثي ويبيعها على الشعب بأغلى الأثمان، بل أصبحت شريكة في هذا التمرد فهي تشرعن الإنقلاب وتستقي تقاريرها مما تبثه وسائل إعلامه المأجور والممول من المخطط الصفوي الإيراني دون أن تكلف نفسها سماع وجهة نظر الطرف الآخر نتيجة لتهديد الحوثي وابتزازه لهذه المنظمات، مما حدا بهذه المنظمات إلى البحث عن سلامتها وذلك بانخراطها كشريك وعميل للحوثي وصالح في المتاجرة بمآسي الشعب اليمني. فالحوثي يقتل ويدمر، وهذه المنظمات تصور وتنقل التقارير المغلوطة الكاذبها للأمم المتحدة. والأممالمتحدة بضعف أمينها وخيبته يعتمد هذه التقارير دون دراسة أوتمعن. طالما أن منظماته تعيش في أمن وسلام وتجار الحروب وعملائهم يقبضون العمولات المليونية ويبيعون المساعدات الدولية بالملايين. فلتستمر الحرب طالما صنبور الدولار يجري". وأردف الشهري: "هذه منظمات غوتيرش المأجورة التي لم تكتب سطراً واحداً أن مملكة الإنسانية قد صرفت أكثر من ثمانية مليار دولار على الشعب اليمني غذاءً ودواءً ومرتبات وإعانات ومشاريع وإعادة إعمار سواءً منفردة أوضمن التحالف العربي الذي تقوده لإعادة الشرعية". مشيراً إلى أن مركز الملك سلمان سير آلاف الأساطيل من الشاحنات حاملة الغذاء والدواء، وكل هذه المكرمات موثقة ومصورة لكن كاميرات وعدسات غوتيرش لا ترى إلا مآسي الشعب الذي فتكت به الكوليرا نتيجة قصف الحوثي واحتلاله صنعاء والزج بالأطفال والشعب إلى أتون حربه الظالمة، لم تشاهد عدسة غوتيرش 60 مليوناً قدمتها المملكة لعلاج وباء الكوليرا الذي فتك بمناطق سيطرة الحوثي، ولكنها شاهدت هذه المساعدات المليونية ومئات القوافل وهي تسرق وتنهب من قبل عصابات الحوثي دون أدنى إدانة، هذه العدسة الأممية أصبحت جزءاً من المشكله ولم تعد جزءاً من الحل، فالعين التي لا ترى الحق وتقف مع الظالم تستحق أن تفقأ، وليس إقدام منظمة غوتيرش على وضع المملكة ودول التحالف في قائمتهم السوداء إلا دليل على سواد نظرتهم وانحيازها وتسييسها وفقدانها لأدنى مصداقية. مما يجعل الأمر لزاماً على الدول العربية والإسلامية بقيادة تحالفٍ دبلوماسي لإسقاط هذا الأمين ومنظماته التجارية في اليمن وسحب قراره المنحاز المشبوه. فمملكة الحزم التي صرفت أكثر من 90 مليار مساعدات عالمية استفاد منها أكثر من 80 دولة هي من تحتضن أكثر من مليوني يمني تقدم لهم ولأطفالهم وأسرهم ما تقدمه لشعبها. فهل بعد هذا مزايدة أو مراهنة إلا من جهلاء بأبجديات السياسة والدبلوماسية؟ ومن فشل في البرتغال بالضرورة سيفشل في نيويورك.