استسلم عشرات المقاتلين من تنظيم داعش في الرقة، معقلهم الأبرز سابقا في سورية، الى قوات سورية الديموقراطية (قسد) التي باتت على وشك السيطرة على كامل المدينة. وفيما تحدثت مصادر عدة عن التحضير لاجلاء المقاتلين الاجانب في التنظيم المتطرف من المدينة، أكد التحالف الدولي بقيادة واشنطن أن هؤلاء ممنوعون من مغادرة الرقة، بينما أعلن وزير الدفاع الأميركي من واشنطن أن بلاده ستقبل ب"استسلامهم". على جبهة أخرى مع التنظيم، استعاد جيش النظام السوري وحلفاؤه أمس السيطرة على مدينة الميادين، أحد آخر ابرز معاقل تنظيم داعش في سورية، وفق ما نقل الاعلام الرسمي عن مصدر عسكري. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته أن كل المقاتلين السوريين في التنظيم المتطرف خرجوا من الرقة مع عائلاتهم. وقال التحالف الدولي لوكالة فرانس برس عبر البريد الالكتروني "خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، استسلم نحو مئة إرهابي من تنظيم داعش في الرقة، وتم اخراجهم من المدينة". وكان مسؤول محلي في محافظة الرقة قال في وقت سابق ان مقاتلين من التنظيم المتطرف في الرقة استسلموا ليل الجمعة الى قوات سورية الديموقراطية، مؤكدا انهم "محليون وليسوا أجانب"، من دون أن يحدد عددهم. واوضح "الاجانب لم يسلموا انفسهم حتى الآن". وقال التحالف "لا يُسمح للمقاتلين الاجانب بمغادرة الرقة". لكن مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أكد أمس خروج "كافة المقاتلين السوريين في تنظيم داعش من مدينة الرقة خلال الايام الخمسة الماضية"، مشيرا الى أن عددهم نحو مئتين، وقد "خرجوا مع عائلاهم" الى جهات غير محددة. وتحدث عن "مفاوضات بين قوات سورية الديموقراطية وتنظيم داعش لخروج المقاتلين الأجانب الذين يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور" في شرق البلاد. وقدر عبد الرحمن عدد المقاتلين الاجانب ب"150 عنصرا كحد أقصى". وأفادت مصادر عدة عن وجود حافلات تنتظر خارج مدينة الرقة، مرجحة أن هدفها إخراج باقي مقاتلي التنظيم المتطرف. وقال مصدر عسكري في الرقة "الحافلات متوقفة حاليا في احدى القرى، وسيتم ارسالها لاخذ الدواعش ونقلهم لاحقا باتجاه دير الزور". في المقابل، نفى نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سورية الديموقراطية، لوكالة فرانس برس حصول أي مفاوضات لاخراج مقاتلي التنظيم من آخر جيوب يتواجدون فيها في مدينة الرقة. وشارفت العمليات التي تقودها قوات سوريا الديموقراطية منذ السادس من يونيو على نهايتها، مع انكفاء مقاتلي التنظيم بشكل أساسي الى وسط المدينة حيث يتحصنون في المستشفى الوطني والملعب البلدي كما في مبان عدة في أحياء محيطة. وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي من طرد التنظيم المتطرف من نحو تسعين في المئة من الرقة.