من أبسط حقوق نادي الهلال أن تبادر إدارته بطلب رسمي باستثناء لاعبيها من انضمامهم لمعسكر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الذي يخوض مواجهتين وديتين دوليتين في إطار استعداداته لمونديال كأس العالم صيف 2018 في روسيا، والهلال يمثل الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا، وبات قريبا من بلوغ المباراة الختامية بفوزه على بيروزي الإيراني بنتيجة 4-صفر في أبو ظبي ذهابا، ما يعني خوضه الإياب بوضعية مريحة، غير أن رفض طلب الهلال لا يعني أن هناك من يعمل ضده، أو لا يهتم باللقب الآسيوي، المباراتان الوديتان أمام جامايكا وغانا ليستا مهمتين في نتيجتيهما بقدر حاجة الجهاز الفني الجديد للمنتخب بقيادة الأرجنتيني ادغاردو باوزا باوزا في الوصول لفرقة متجانسة تؤدي مباريات قوية عدة على مراحل مختلفة قبل دخول معترك "المونديال"، كثيرون ربما يلومون اتحاد الكرة والجهاز الفني والإداري على موقفهم من الهلال، لكنهم هم أول من يطالب بإعداد قوي للمنتخب في روسيا، وأول من سيحمل اتحاد الكرة وباوزا وماجد عبدالله المسؤولية في حال كان الإعداد ضعيفاً والحضور متواضعا، والنتائج في غير طموحات عشاق "الأخضر". في مثل هذا الظروف لا أرى أن العودة لفترة حظيت أندية الاتحاد والأهلي والشباب وكذلك الهلال باستثناء لاعبيها من معسكرات المنتخب سببا في تكرارها اليوم، منتخبنا يبحث عن حضور مختلف في كأس العالم، من يحدد آلية الإعداد واختيار اللاعبين والمباريات الودية هو الجهاز الفني والإداري، وعلى الهلاليين أن يتقبلوا قرار مسؤولي المنتخب أسوة بنائب رئيس النادي عبدالرحمن النمر الذي تحدث عن طلب متاح وأن القرار الأخير سيتقبلونه بصدر رحب، والهلاليون غير ملامين في رغبتهم، يعيش فريقهم أفضل حالاته، يقدم مستويات فنية عالية بقيادة رامون دياز، حتى مع النقص الكبير تجاوز القادسية في الدوري بهدوء، أظن أن ما يواجه الهلال اليوم هو تداعيات تصريحات المدرب الأرجنتيني الأخيرة في المؤتمر الصحفي، والرسائل المقلقة بتلميحات حول إمكانية رحيله بعد نهاية دوري أبطال آسيا، دياز مدرب ذكي متمكن صنع فريقا قويا وقائمة من البدلاء قادرة على تمثيل "الأزرق" خير تمثيل، معالجة إصراره على منح فرص للمهاجم ماتياس مسؤولية إدارة النادي، بإقناعه بأن هذا اللاعب لا يمكن أن يستمر على حساب مواهب أخرى تنتظر الفرصة وكلفت الهلال الكثير.