أقل من عام على مغادرة أحمد عيد كرسي رئاسة اتحاد كرة القدم السعودي، يعود مرة أخرى إلى المشهد الرياضي من جديد، ضمن اللجنة الفنية لتطوير الكرة السعودية، التي ضمت إلى جواره نواف التمياط وطارق كيال ومدني رحيمي، أحمد عيد الرجل الذي لا يطيق العيش بعيداً عن صخب كرة القدم، تماماً كالسمكة التي تفارق الحياة بمجرد مغادرة الماء، بدأ مشواره في كرة القدم عام 1963م، ففي عمر ال15 ارتدى قفاز الحراسة وربط حذاءه الرياضي، واتجه إلى نادي التسامح في جدة ليقف على خشباته الثلاث محاولاً منع وصول كرات الخصم إلى شباك فريقه، وفي ال19 من عمره التقطته أعين الأهلاويين حين توج بجائزة أفضل لاعب في الدوري السعودي، وبدّل قميصه إلى اللون الأخضر الممزوج بالأبيض، وبعد عام من وقوفه حارساً للأهلي، انضم إلى قائمة المنتخب السعودي الأول. ظل الحارس الأسمر ذو الطول الفارع واحداً من أبرز الأسماء في حراسة "الأخضرين"، فقاد أهلي جدة لتحقيق لقب الدوري مرتين، واحتفل مع الجماهير بتحقيق كأس الملك في ست مناسبات، وحقق في بطولتين خليجيتين لقب الحارس الأفضل مع المنتخب السعودي، ومع بلوغه عامه ال30 خلع أحمد عيد قفازه، وغادر الملاعب عام 1978م معلناً اعتزاله كرة القدم بصورة نهائية. على صعيد حياته الشخصية التي ابتدأت منذ مولده في مايو عام 1948م، أنهى الشاب المولود بجدة دراسة الابتدائية في مدرسة الفيصلية، ومن متوسطة الفارق حصل على شهادة المتوسطة، ثم أتم الشهادة الثانوية في مدرسة الشاطئ، وانتقل إلى جامعة الملك عبدالعزيز، واختار الجغرافيا تخصصه، وحين غادر ملاعب الكرة قرر الرحيل إلى واشنطن لإكمال دراسة الماجستير، وكان له ما أراد وتخرج عام 1983 من جامعة واشنطن سياتل بشهادة الماجستير بتخصص "خرائط جغرافية" ، ولأن شغفه بكرة القدم لم ينتهِ بمجرد خلعه القفاز، فقد قرر العودة مرةً أخرى بمجرد وصوله السعودية لكرة القدم، وانخرط في العمل الإداري فشغل منصب المشرف العام على الفريق إلى جانب دخوله عضو مجلس إدارة رسمي، في الموسم الذي تلاه استلم سكرتارية النادي، ثم أصبح نائباً للرئيس، قبل أن يترشح عام 1985 رئيساً للأهلي لمدة عام، قدّم بعدها استقالته واختفى عن المشهد الرياضي . عام 1996م شهدت عودة جديدة لأحمد عيد إلى الرياضة، لكن هذه العودة جاءت في اتحاد الكرة السعودي فتولى مهام الإشراف على المنتخب الأول، ونجح معه بتحقيق لقب كأس آسيا في الإمارات، ثم تأهل الأخضر تحت إشرافه إلى مونديال فرنسا 1998م، وفي مطلع الألفية انضم لعضوية مجلس اتحاد الكرة وعضوية لجنة المسابقات، وعمل نائباً لرئيس لجنة الاحتراف، وبقي في دائرة العمل الإداري باتحاد الكرة حتى عام 2011، وفي مطلع عام 2012 كان أحمد عيد هو الرجل الذي كلفه الأمير نواف بن فيصل بإدارة اتحاد الكرة المؤقت، لحين عقد انتخابات لرئاسة الاتحاد ونجح في وقت لاحق من الفوز بها، والظفر برئاسة اتحاد الكرة كأول رئيس منتخب في تاريخ الرياضة السعودية. في ديسمبر الماضي خسر أحمد عيد كرسي الرئاسة لصالح عادل عزت، وودع المشهد الرياضي وغادره مرةً ثالثة، واليوم يعود للمرة الرابعة ضمن لجنة تطوير الرياضة السعودية، ويحمل معه خبرة سنين طويلة عاشها في ملاعب كرة القدم، التي عرفها شاباً نحيل الجسم، وتوطدت علاقته بها إلى أن شاب رأسه، يطمح أن يرسم لها من خلال هذه اللجنة خرائط واضحة المعالم تقودها للتطور والتقدم، ولتواكب التحديات التي تنتظر الكرة السعودية في المستقبل.