يعرف الذكاء الاصطناعي بأنه فرع من علم الكمبيوتر يهدف إلى إنشاء آلات ذكية تعمل وتتفاعل مثل الإنسان، وتصمم أنشطة الكمبيوتر مع الذكاء الاصطناعي لتشمل: التعرف على الكلام والتعلم الآلي والتخطيط وحل المشكلات. وبدأت تطبيقات الذكاء الاصطناعي تستخدم بشكل رئيس في حياتنا اليومية من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والبحث في الإنترنت، والتسويق. بالإضافة إلى استخداماته العامة. وأصبح استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي واقعاً في الأوساط العالمية الصحفية حيث بدأت هذه الجهات تتداول مصطلحات مثل: "صحافة الروبوت" و "الروبوت الصحفي" و"المحرر الآلي" و"صحافة الخوارزميات". وتعمل الخوارزميات في تحليل مواقع القراء، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من البيانات المتاحة للجمهور. مما يسهم في إنشاء نسخ لا حصر لها من القصص الصحفية. وبدأ استخدام الخوارزميات والأتمتة يزداد في إنتاج الأخبار حيث أدخلت عدداً من المؤسسات الصحفية العريقة مثل وكالة بلومبرج، ورويترز مؤخراً ما يطلق عليه "بالروبوت الصحفي" أو "الآلي" الذي يتوقع أنه سيهدد مستقبل الصحفيين في إنتاج القصص الصحفية والأخبار. ويثار جدلاً في تلك الأوساط الإعلامية حول دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأخلاقياتها ويرى فريق أنها ستلغي دور الصحفيين بينما يرى آخرون أن هذه التقنيات لن تؤثر على عمل الصحفيين بل ستزيد من جودة العمل الإعلامي حيث ستساعد الصحفيين للقيام بمزيد من العمل الصحفي من خلال تحليل مجموعات ضخمة من البيانات. وبدأت صناعة الأخبار في الصحف العالمية تعتمد على "الخوارزميات" في الرصد، والتنبؤ، وكتابة الأخبار. وتعد صحيفة واشنطن بوست الأميركية وصحيفة نيويروك تايمز من أوائل الصحف التي اعتمدت هذه التقنيات حيث استخدمت الواشنطن بوست تجريب الأتمتة والذكاء الاصطناعي في إنتاج دورة الألعاب الأولمبية والانتخابات الأميركية، وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز توقعاً مثيراً لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، واستخدمت وكالة أسوشيتد برس أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي وهو "التعلم الآلي" لتسخيرها لجذب انتباه الصحفيين إلى الأشكال التي يتوقع أن تكون ذات جدوى إخبارية في البيانات، وتعمل وكالة رويترز على تطوير تقنيات للتعرف تلقائياً على شهود الأحداث في وسائل التواصل الاجتماعي. ويعتقد مسؤولو وكالة الأنباء العالمية أن "الروبوت الصحفي" أكثر إنتاجية من المحرر العادي فقد أعلنت وكالة أسوشيتد برس صراحة أن تقاريرها الصحفية في نهاية المطاف ستكون مكتوبة من خلال برامج الذكاء الاصطناعي وأنها ستفرغ الصحفيين لمزيد من العمل التحليلي ". وفي الاتجاه ذاته أعلنت وكالة رويترز وشركة التكنولوجيا "جرافيك" شراكة لتوفير قاعدة بيانات ضخمة لتصوير البيانات التفاعلية. ويوضح هذا الأمر كاتب افتتاحية مجلة نيويورك تايمز كيفن روز قائلاً: "المعلومات في قصصنا ستكون أكثر دقة، لأنها سوف تأتي مباشرة من البيانات وليس من النسخ البشري واللصق ". ويؤكد رئيس شركة ترونك التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى في مقابلة مع قناة CNBC "أن الذكاء الاصطناعي سيساعد شركته في إنتاج ما يصل إلى 2000 فيديو في اليوم الواحد، قائلاً: "في الوقت الراهن نصنع المئات من أشرطة الفيديو بشكل يومي". السؤال الذي يتبادر في الأذهان هل الصحف المحلية تتبنى مثل هذه التقنيات والاتجاهات الجديدة للصحافة وتضعها في أولوياتها، أم إنها لا تزال تعتمد على الورق المطبوع الذي بدأت صناعته تتراجع عالمياً. *باحث في الإعلام الاجتماعي والاتصال الإستراتيجي