يتغاضى المسؤولون في بعض المنظمات ولسنوات عن مديرين رغم شكاوى ترد عن أسلوبهم في التعامل مع موظفيهم طالما أنهم يحققون أرباحاً للمنظمة أو منافع ومصالح للمسؤولين ولم يرتكبوا أخطاء قانونية صارخة تجبر المنظمة على اتخاذ إجراءات ضدهم، فتجاوز آداب التعامل الإنساني والمهني لا يعد مبرراً كافياً بالنسبة لهم لتغيير الوضع، ولأن هؤلاء المديرين يدركون هذا الأمر ويمتلكون الصلاحيات فإنهم يستخدمون سلطتهم مع من يعمل تحت إدارتهم دون حسيب. إساءة استخدام السلطة لها صور مختلفة ليس من السهل إثباتها، أحياناً على المدير في حالة إنكاره أو عند اعتماده أساليب المناورة، وغالباً ما تمرر شكاوى دون إجراء تحقيق رسمي حولها، ولكن ما يفوت المسؤولين أن الموظفين هم من يشارك في تحقيق أهداف المنظمات، وإنتاجيتهم مرتبطة بمدى توفر البيئة المحفزة على الجد والابتكار، فالموظف الذي يمتلك قدرات عالية على العمل والإنتاج يتأثر عطاؤه وانتماؤه تحت إدارة لا تتعامل معه بثقة وعدل، وبدل أن يكون تركيزه على العمل يصبح مشغولاً بالدفاع عن نفسه وأدائه ويكون في حالة استفزاز مستمر كلما استدعاه مديره ليناقشه في أمر يخص العمل، ومع تنامي الشعور بالاستياء بين الموظفين تتزايد حالات الغياب أو الاستقالة أو طلب الانتقال إلى أقسام أخرى. يظهر سوء استخدام السلطة مع الموظفين بطرق مختلفة، مثل تقريب بعضهم على حساب آخرين، أو التعنت في منح الإجازة رغم استحقاقها، أو إشعار الموظف بالتقصير لمجرد أنه لم يوافق على إنجاز عمل في يوم العطلة الرسمية رغم إمكانية التأجيل، أو الاتصال بالموظف في أوقات خارج الدوام لسبب غير مهم، أو استبعاد الموظف عن مشروع ما كان بدأه دون وجود مبرر مقنع، أو تصيد خطأ ما والاستمرار بالتذكير بها في أي مناقشة، أيضا حجب بعض معلومات يعد من تلك الطرق، وكذلك تجاهل التحذيرات أو المقترحات التي تقدم لهم، إضافة إلى تأجيل الترقيات لأسباب واهية، وتوجيه اللوم على أي تقصير ولو كان بسيطاً، وعدم إظهار التعاطف أو الاهتمام تجاه ظروف صعبة يمر بها الموظف صحية أو اجتماعية.. وغير ذلك. إهمال الشكاوى وعدم إعطاء أولوية لصفة النزاهة والعدل عند المديرين يؤثر في تقدم وازدهار أي مؤسسة على المدى البعيد.