تفاقمت كارثة وباء الكوليرا في اليمن بسبب سرقة مليشيات الانقلاب للمحاليل والعلاجات المجانية المخصصة لمرضى الكوليرا، وقيامهم ببيعها للمصابين بأسعار باهظة، ما أجبر اليمنيين على اتخاذ خيارات قاسية بين الحياة أو الموت. وقالت منظمة أوكسفام الدولية الإنسانية أمس إن الكارثة المفتعلة في اليمن تسببت في إجبار الناس على اتخاذ خيارات قاسية بين الحياة أو الموت. وصرحت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، بعنوان "اليمن: أزمة الكوليرا الكارثية"، بأن "اليمنيين، والذين باتوا بالفعل في نقطة حرجة بعد مضي أكثر من عامين من الحرب، يضطرون اليوم لاختيارين إما الحصول على علاج للكوليرا أو توفير الطعام لذويهم". وأضافت: "غالباً ما يكون البحث عن العلاج الطبي هو الملاذ الأخير، فالكثير من الناس يلجؤون إليه متأخراً، إذ أن الملايين من الناس يكافحون لشراء ما يكفي من الطعام ولا يستطيع من يصاب منهم بالكوليرا تحمل تكاليف النقل والدواء ورسوم الطبيب سوى بتقليل كمية الطعام الذي يشترونه". وكانت إعلامية في الداخل اليمني وشهود عيان قد أكدوا أن المشرفين المعينين من قبل المليشيا يبيعون المحاليل والعلاجات المجانية المخصصة لمرضى الكوليرا لصيدليات تجارية في صنعاء وذمار وإب والحديدة، ويمنعون تقديم أي علاجات للمرضى المصابين بالكوليرا سوى عبر تلك الصيدليات. ونقلت المصادر عن الأطباء قولهم إن الحوثيين حولوا الدعم المقدم من المنظمات الدولية للأمراض المزمنة إلى تجارة خاصة بهم. وأفادوا أن المليشيات تهدف من وراء هذه الأعمال الإجرامية إلى زيادة الإيرادات التي تذهب لجيوب مشرفيهم وقيادات ما يسمى اللجان الشعبية. وبينت المصادر أن قادة اللجان الشعبية في صنعاء يستعينون بأعداد كبيرة من المسلحين لنهب الأدوية المخصصة لوباء الكوليرا والمقدمة من منظمة الصحة العالمية، وإخفاءها وبيعها بعد ذلك في السوق السوداء بمبالغ باهظة. ميدانياً، أفادت مصادر ميدانية بسقوط قتلى وجرحى من عناصر المليشيات في قصف لمقاتلات التحالف استهدف تجمعاً ومواقع لهم شرقي مديرية موزع غربي محافظة تعز، وجاءت الغارات بالتزامن مع تبادل للقصف المدفعي بين القوات الحكومية والانقلابيين. ودفع الانقلابيون بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة الصلو ربما للتحضير لهجوم على مواقع القوات الشرعية التي رفعت جاهزيتها القتالية. وشهدت جبهات القتال في صرواح بمحافظة مأرب تبادل للقصف المدفعي بشكل مكثف، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. واختطفت المليشيات ثلاثة من موظفي السفارة الأميركية باليمن. وقالت مصادر مطلعة إن مسلحين حوثيين اعتقلوا هشام العميسي، وأسامة الأنسي وعصام المحويتي بشكل فردي، و جرى نقلهم إلى مكان مجهول. إلى ذلك، رست برصيف ميناء المكلا بمحافظة حضرموت اليمنية أمس، سفينة شحن إماراتية تحمل على متنها مساعدات غذائية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن رئيس فريق الهلال الأحمر الإماراتيبحضرموت أحمد النيادي، قوله "إن السفينة تحمل على متنها 50 ألف سلة غذائية إضافة إلى مواد عينية منها ملابس وبطانيات، سيتم توزيعها على محافظاتحضرموتومأرب وشبوة ضمن المساعدات الإغاثية لدولة الإمارات العربية المتحدة".