تفاقمت جائحة انتشار وباء الكوليرا في اليمن بسبب مليشيا الانقلاب وتزداد الأعداد التي تعلنها منظمة الصحة العالمية بشكل يومي عن المتوفين إذ بلغت آخر الإحصاءات لضحايا الكوليرا 1817 شخصاً خلال أقل من ثلاثة أشهر، فيما تم تسجيل 363 ألف حالة إصابة مشتبهة بالوباء الفتاك في 21 محافظة يمنية من أصل 22 محافظة، منذ 27 أبريل. وحذر عدد من المسؤولين في الحكومة الشرعية من مغبة ما تقوم به المليشيا الحوثية من نهب وسرقة الأدوية، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لردع المليشيا ووقف تصرفاتها الإجرامية. واستنكر وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح قيام الميليشيا الانقلابية بالمتاجرة بالأدوية الخاصة بوباء الكوليرا وبيعها في السوق السوداء، في محافظات الحديدة وحجة وإب وذمار، مؤكداً أن إقدام المليشيات بالمتاجرة بهذه الأدوية ينذر بكارثة إنسانية رهيبة. من جهته، أكد مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة السفير خالد اليماني أمام مجلس الأمن أن الوضع الإنساني والصحي والبيئي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابين يزداد تعقيداً مع تفشي وباء الكوليرا، الذي بات يحصد أرواح مئات اليمنيين. وقال إن مليشيا الانقلاب ترفض التعاون مع مناشدات المجتمع الدولي والجهود المكثفة التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنظمة الصحة العالمية، ومكتب الشؤون الإنسانية، وبرنامج الغذاء العالمي، لإدخال اللقاحات وتنفيذ العمليات الخاصة بمكافحة المرض في المناطق الخاضعة لنفوذها. وكشفت مصادر إعلامية في الداخل اليمني وشهود عيان عن أن المشرفين المعينين من قبل المليشيا يبيعون المحاليل والعلاجات المجانية المخصصة لمرضى الكوليرا لصيدليات تجارية في صنعاء وذمار وإب والحديدة، ويمنعون تقديم أي علاجات للمرضى المصابين بالكوليرا سوى عبر تلك الصيدليات. ونقلت المصادر عن الأطباء قولهم إن الحوثيين حولوا الدعم المقدم من المنظمات الدولية للأمراض المزمنة إلى تجارة خاصة بهم. وأفادوا أن المليشيات تهدف من وراء هذه الأعمال الإجرامية إلى زيادة الإيرادات التي تذهب لجيوب مشرفيهم وقيادات ما يسمى اللجان الشعبية. وبينت المصادر أن قادة اللجان الشعبية في صنعاء يستعينون بأعداد كبيرة من المسلحين لنهب الأدوية المخصصة لوباء الكوليرا والمقدمة من منظمة الصحة العالمية، وإخفاءها وبيعها بعد ذلك في السوق السوداء بمبالغ باهظة. وأكدت أن المليشيا تبيع الأدوية الخاصة والمحاليل الطبية التي توجد في مخازن بعض التجار التابعين لهم أو تتبع المشرفين الحوثيين على بعض المستشفيات بمبالغ باهظة، مشيرة إلى قيام المليشيا بتأسيس وإدارة سوق سوداء للدواء، وشركات أدوية تعمل لمصالحهم، مكونين بذلك أمراء حرب في سوق الدواء اليمني. وأشارت المصادر إلى أن المليشيات استحوذت كذلك وبشكل كامل على أدوية الأمراض المزمنة، مثل القلب والكلى والسرطانات لتتاجر بها على المرضى المعنيين بأسعار خيالية فاقت بكثير الأسعار العالمية، وبزيادة تصل إلى 75%. وتأتي تصرفات مليشيا الانقلاب استجابة لنصائح مستشارين من إيران وحزب الله الإرهابي بشأن كيفية استغلال كارثة تفشي وباء الكوليرا، التي عملوا على توفير البيئة الملائمة لانتشارها، للضغط على المجتمع الدولي وممارسة الابتزاز باسم الإنسانية لتخفيف الضغوط بعد هزائمهم السياسية والعسكرية. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت عن وصول 67 طناً من الأدوية إلى صنعاء وحدها لعلاج مرضى الكوليرا بشكل مجاني، إلا أن الحوثيين عملوا على سرقتها ويفرضون على المرضى شراء العلاج من صيدليات خارج المستشفيات على حسابهم الشخصي بالقوة. وجاءت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكريمة بتقديم 66.7 مليون دولار لاحتواء وباء الكوليرا في اليمن والتخلص من أسبابها استجابة من سموه لنداء منظمة الصحة العالمية ونداء منظمة اليونيسيف لمكافحة وباء الكوليرا ودعم المياه والإصحاح البيئي في اليمن. كما سارع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم قافلة برية لمكافحة وعلاج وباء الكوليرا في اليمن تحتوي على 550 طناً من الأدوية ومستلزمات لتشخيص الوباء. ميدانياً، شنت القوات الشرعية هجوماً على مواقع الانقلابيين في محيط معسكر خالد غربي محافظة تعز، فيما تصدت لهجوم شمالي منطقة الهاملي بموزع، ما أسفر عن مقتل خمسة انقلابيين وأسر سبعة آخرين. وواصلت الفرق الهندسية التابعة للقوات الشرعية والتحالف العربي تمشيطها لمركز عزلة الهاملي ونزع شبكة الألغام المزروعة في المنطقة. وتصدت القوات الشرعية لهجوم في مديرية الصلو، فيما قُتل أربعة حوثيين واثنين من القوات في المواجهات الدائرة في صبر الموادم. كما دارات مواجهات شمالي منطقة صرواح في مأرب. وسقط ثلاثة انقلابيين وجرح العشرات منهم في محور البقع بمحافظة صعدة إثر تصدي القوات لمحاولة هجوم نفذتها المليشيات. بينما قصفت مقاتلات التحالف معسكر الصيفي في المقاش ومواقع أخرى للحوثيين في الصفراء وكتاف بمحافظة صعدة، بالإضافة إلى أهداف في ميدي وحرض بمحافظة حجة. وفي محافظة حضرموت، أعلنت قوات النخبة التابعة للجيش الحكومي إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين شاركوا في الهجوم على مواقع عسكرية في المحافظة.