تفتقد الأندية السعودية إلى الخطط الإستراتيجية الصحيحة التي تبنى عليها الأهداف الواضحة والمنطقية، والعشم كل العشم في أن يساهم التخصيص في تحويل العمل في إدارات الأندية من الاجتهادات الشخصية والعشوائية إلى العمل الاحترافي ذي الأهداف المحددة والإستراتيجيات الواضحة، وإلى ذلك الحين سنتحدث في مقال اليوم عن جزئية واحدة من جزئيات التخطيط الإستراتيجي في الأندية تخص التسويق في الأندية وكيف يتم تطبيقه بشكل احترافي وفعال عبر تحديد الأهداف ورسم أنسب الإستراتيجيات لتحقيق تلك الأهداف. كل ما تحتاجه الأندية في هذه الفترة أن تحدد بالضبط أهدافها التسويقية لتعمل على تحقيقها عبر رسم إستراتيجيات تسويقية عامة وخطط خاصة لكل جزئية من جزئيات التسويق فيها بحيث تساهم هذه الخطط والإستراتيجيات في زيادة المداخيل. فلو أخذنا على سبيل المثال المنتجات التي تحمل شعارات الأندية من ملابس وغيرها لوجدنا أنها تحتاج لرسم إستراتيجية خاصة تبنى على أهداف مالية وتجارية محددة، بحيث تضمن الإستراتيجية التدفق المالي عبر المبيعات التي تحقق الهدف المالي وفي الوقت ذاته يكون جزءاً من الإستراتيجية مخصص للجانب التجاري عبر الانتشار والمنافسة والابتكار لضمان المحافظة على العملاء وكسب عملاء آخرين وبالتالي كسب حصة من السوق، وهذا لن يتحقق إلا عبر إستراتيجية مدروسة بعناية منفذة بدقة تراعي البيئة الداخلية للأندية والبيئة المحيطة بها. أيضاً التذاكر تعتبر جزءاً مهماً يحتاج إلى إستراتيجية تسويقية يتم تفعيلها بشكل صحيح ومربح، فكل نادٍ ينبغي أن يضع هدفاً من شقين لرفع كفاءة وفائدة تذاكر المباريات، الشق الأول مالي، والشق الآخر يتعلق برفع نسبة الحضور في المدرج وهنا يجب رسم إستراتيجية مرنة بحيث تركز على الشق الثاني عبر خطة بعيدة المدى لرفع نسبة الحضور في المدرجات، فيما يكون تحقيق الشق الأول عبر خطط قصيرة المدى مرنة ومتغيرة بحيث لا تخرج عن الإطار العام للإستراتيجية العامة التي رسمت، وما ذكرناه عن منتجات الأندية وتذاكر المباريات ينطبق على جميع مناشط التسويق في الأندية كالرعايات والنقل التلفزيوني ومنشآت الأندية وغيرها من المناشط التي يحتاج كل منها إلى إستراتيجية خاصة بها. الخلاصة أن العمل عندما يكون وفق إستراتيجية واضحة تسير باتجاه هدف محدد، فإن النتائج ستكون مبهرة ومميزة ومثمرة، حتى وإن كانت الأهداف صغيرة وموقتة.