حتى في الأدبيات الغربية نجد القسوة على المجتمع الصناعي والتجاري والرسمي والفساد. فيه من النوادر الكثير عن العُمَدْ، مثلا والعمدة فقط هو رئيس المجلس البلدي، ويُسمى "مايور" – وأخذت الكلمة أميركا Mayor ويُقابل هذا المسمى في الشرق رئيس البلدية، وإن كان مسمى العمدة في أرياف مصر يختلف. والمعروف عن العُمد – في الأدبيات على الأقل – أن همه تسخير الأجواء لجعلها مؤاتية لكسبهم.. وتجاوزاتهم وحركاتهم المشبوهة. وما زالت أدبيات من هذا النوع تصدر في الغرب عن الغرب. ومع أن الكل ينظر إليهم بعين النقد إلا أن هفواتهم وزلاتهم وتجاوزاتهم مستمرة، ولا يهمهم أحد. وفي دولة من العالم النامي زار عمدة مدينة زميلا له وهو عمدة مدينة مجاورة. فرأى الأول الثاني يعيش في ترف باذخ.. في قصر بهيّ.. رائع الجمال، وكل ما فيه مُهيب ورفيع وثمين. فلم يقدر الأول على مقاومة سؤال فضولي وهو: * كيف تم لك هذا الكسب اللاستثنائي والنادر. ففتح العمدة نافذة عريضة قائلا: أترى هذا الجسر العظيم؟ لقد تقاضيت 10% من المقاول المكلّف. وهذا وغيره سبب الترف الذي أنا فيه. وبعد سنين انعكست الزيارة حيث زار العمدة الأول (المضيّف) زميله في المدينة المجاورة. ورآه يتمتع بنعمة وترف باذخ. فطرح نفس السؤال: كيف تم لك ذلك؟ فقال العمدة الثاني، وهو المضيف الآن، بعد أن فتح نافذة تطلّ على واد. وقال لضيفه: أترى هذا الجسر الفخم؟ أيّ جسر؟ لا أرى شيئا كان جواب الضيف. قال العمدة المضيّف: لقد تقاضيت 100% من كامل تكلفته..!