أكد سياسيون عرب بأن تصريحات رئيس دولة قطر لا تصب في صالح خدمة العرب والمسلمين بشكل عام ولا دول الخليج بشكل خاص، وأضافوا بأن مثل هذه الاختراقات تكون قد وقعت لكن كان عليها أن توضح ذلك على الفور وليس في بيان لا يحتوى على سياسة قطر الواضحة في دحر الإرهاب، والوقوف بجانب الخليج لمواجهة خطر التمدد الإيراني، والتي لم تستنكره في أي تصريحات منفردة لها وتبين مواقفها من جماعات الإخوان ومليشيات إيران وحزب الله. وقال وزير الخارجية المصري السابق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري محمد العرابي ل" الرياض" بأنه كان متواجداً في قمة الرياض مؤخراً واتضح بأن ليس هناك ود كبير لدولة قطر وخاصة من أميركا، وأضاف بأن إعلان المملكة لإقامة مركز لمواجهة الفكر المتطرف قد أثار العديد من الدول، وخاصة بأن المركز سيتتبع حتى الأموال التي تدعم هذه الجماعات المسلحة الإرهابية أو حتى الوقوف المعنوي بجانبها، وقال: بأن رئيس جمهورية مصر عبدالفتاح السيسي أثار مع قادة المملكة ودول الخليج في جولته الأخيرة لزيارة المملكة بأن قطر بدأت تلعب دوراً نشازاً عن مجلس التعاون الخليجي والتي تحترمها مصر وتقدر مواقفها الطيبة والكريمة مع مصر، واعتقد العرابي بأنه آن الأوان أن يتم احتضان قطر مرة أخرى لسرب مجلس التعاون الخليجي واحتضانها بحيث لا تخرج أبداً، والمجلس قادر على استيعاب هذه الدولة وإعادتها مرة أخرى لسرب مجلس التعاون ولا نريد فقدان قطر، ولكن عليها الالتزام بسياسات مجلس التعاون الخليجي وبسياسات جامعة الدول العربية وإلا تعتبر أنها تغرد لوحدها خارج السرب وهذا ليس من مصلحتها، وأشار إلى أن قطر تأخذ موقفاً مغاير عن مجلس التعاون بالنسبة لنشاط إيران في المنطقة، ولديها موقف مختلف لإيران وهذا يخالف سياسة مجلس التعاون الخليجي التي تدين وتستنكر حتى بشكل منفرد ضد تدخلات إيران، وعلى حكماء مجلس التعاون أن يحاولوا استيعاب قطر مرة أخرى بالضغط عليها، فهي قابلة للضغط وإمكانياتها لا ترقى لإمكانيات دور المجلس الذي يعد قوياً جداً في الحفاظ على دول الخليج وجمع الدول العربية صفاً واحداً، وبالتالي إعادتها لسياسات مجلس التعاون الرشيدة ضروري جداً، حيث إن المجلس حكيم وحريص على مصلحة شعوب دول الخليج العربي، كما نأمل من قطر الالتزام بمواقف إيجابية اتجاه الدول العربية ودعم التوجهات لمكافحة الإرهاب والوقوف صفاً واحداً بمثل هذا الوقت، وعدم الخروج عن السرب الخليجي والعربي والذي سيكون عوناً لها. سياسيون عرب ل«الرياض»: قمة الرياض وحدت الصفوف.. وقطر تصر على النشاز فيما أكد المحلل السياسي الكويتي د. فهد الشليمي بأن التصعيد الإعلامي حول تصريحات رئيس دولة قطر بأنها ليس من الحكمة الاستمرار فيه، وإن كانت جميع المؤشرات تؤكد بأن الموقع لم يخترق، ولكن هناك جهة رسمية قطرية تقول إن موقعها مخترق، وقد يكون هذا أحد سبل التراجع من الدول عن تصريحاتها أو بعد إعادة تقييم موقفها وجدوا أنفسهم غير قادرين، وأضاف بأن البعض يقول بأن هذه التصريحات مررت لجس النبض، ولكن بدول مجلس التعاون الخليجي الاتفاق يكون واحداً، وتشريف الاتفاقيات مطلب مهم من جميع الحكومات، ومثل هذه الأمور لا تعالج بالتصعيد الإعلامي أكثر ما تعالج بالحكمة الإعلامية، وأيضاً هذا التصعيد الإعلامي لن يؤدي إلا مزيداً من التصعيد ولا يقرب من وجهات النظر، بل على العكس يجعل الآخرين يتدخلون في الشأن الخليجي، وتعلمنا من التجارب أن التصعيد الإعلامي يتوقف فوراً عندما يكون هناك تفاهم بين السياسيين لتوضيح اللبس، واعتقد الشليمي أن الأخوة في قطر تراجعوا عن تصريحاتهم وجعلوا أن هناك موضع اختراق، وقد يكون هناك اختراق وقد لا يكون، وقال: بأن دول مجلس التعاون الخليجي والجميع عرف ما هو الخطأ، وستدخل دول أخرى على الخط كإيران وغيرها من الدول الحاقدة على الخليج، واليوم لا بد من معالجة مشاكلنا بحكمة وتعهد قطري، كما أن البعض يقول إن قطر قدمت كل التعهدات ولم توف بها، وشدد الشليمي على القيادة القطرية أن توضح رسمياً هل هي مع دول الخليج أم لا؟ وأشار إلى أن الخليج جسد واحد ولا بد من التهدئة ومراجعة الماضي ومراجعة الأخطاء وإصلاحها، ولفت بأن قطر جزء من دول الخليج وجميع البيانات التي تصدر من المجلس هي جزء منها وهي تدين إيران وتدخلها الإرهابي بالمنطقة، لكن بصفة خاصة أن تقوم وزارة الخارجية القطرية أن تدين أعمال إيران الإرهابية لم نشاهد ولم نقرأ، وهناك عتب أخوي على قطر من حيث هذا الأمر، واعتقد بأن الأزمات قد تؤدي إلى حلول، ونتمنى الحلول ودية وتضامنية بدلاً من أن تكون حلولاً منفردة ويدخل آخرون على الساحة، وكذلك التدخل في الشأن الداخلي غير مقبول لأي دولة، لكن هناك جماعات إرهابية كحزب الله، ودعم مليشيات إيران، لا بد على قطر وغيرها أن تعلن موقفها الرسمي من هذا الإرهاب وتدينه بشكل واضح. وأوضح أستاذ القانون الدولي اللبناني المحامي طارق شندب بأنه علاقة قطر مع المملكة العربية السعودية هي أقوى مما نشر، وبالتالي لا بد أن نقف ضد هذه التصريحات وخاصة بأن قطر تراجعت ووضحت بأن التصريح جاء اختراقاً، لأن دول الخليج واحدة وجسد واحد ولن تتأثر بأي تصريحات بوجود المملكة العربية السعودية القائدة الحقيقية للعرب والمسلمين، وأضاف بالوقت الحالي المملكة تقود العالم العربي والإسلامي لمواجهة إرهاب إيران ومليشياتها وحزب الله، وعلى الجميع التضامن مع المملكة وخاصة دول الخليج التي تثبت يوماً بعد يوم بأنها جسد واحد، وحذر من يبحثون على بث الفتنة بين البلدين لأن قطر لن تستغني عن المملكة، فهي الدولة القادرة على جمع العرب والمسلمين، وتمكنت من خلال قمة الرياض جمع العالم العربي والإسلامي تحت مظلة قيادة المملكة الرشيدة والحكيمة. د. فهد الشليمي محمد العرابي طارق شندب