استمر التوتر جراء التصريحات الصادرة عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ليل الثلثاء، وواصلت وسائل الإعلام في السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحديث عن دحض نظرية اختراق وكالة «الأنباء القطرية» التي نشرت كلام الشيخ تميم في منصاتها المختلفة، وأسباب الهجوم القطري وتوقيته، الأمر الذي عزل الترويج لحججها. وحتى أمس، لم يصدر أي تصريح أو بيان رسمي من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، عن موقفها من الأزمة. وفيما كانت أوساط إعلامية وشعبية تتوقع صدور «اعتذار قطري رسمي واضح»، كان لافتاً في تصريحات وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نفى فيها صلة بلاده بجماعة «الإخوان»، وقال في مؤتمر صحافي في الدوحة أن بلاده «لا تعنى بالأحزاب السياسية، وأنها تتعامل مع الحكومات». وقال أن بلاده لم تجر أي اتصال مع دول الخليج، بحجة أن الصورة واضحة. وألمح المسؤول القطري إلى أن ملف التحقيقات في قضية الاختراق المزعوم لوكالة الأنباء ستستغرق وقتاً نظراً إلى جمع «الأدلة»، إضافة إلى أنها لن تستعجل في إعلان النتائج. وأبرزت المواقع الإخبارية الإيرانية تصريحات وزير الخارجية القطري، إضافة إلى تسليط الضوء على دور قطر وأهميته في المنطقة من خلال التحليلات السياسية. ورداً على نفي وزير الخارجية القطري لوجود أية علاقة بين بلاده وجماعة «الإخوان»، في ظل وجود الزعيم الروحي للجماعة في الدوحة الشيخ يوسف القرضاوي وحمله الجنسية القطرية، قال وزير الخارجية المصري السابق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب المصري محمد العرابي: «إن قطر تعالج الأزمة التي تمر بها بأزمات جديدة هي في غنى عنها». واضاف في اتصال مع «الحياة»: «الموقف القطري مرتبك وضعيف، وعلى الدوحة أن تعلم جيداً أن حال الغضب السائدة الآن في أوساط خليجية وعربية ليس الهدف منها عزل قطر أو التسبب في إحراجها أمام الرأي العام، قدر الضغط لتصويب مواقفها وعدم الخروج أو القفز على الإجماع العربي، والنظر إلى الأمور بمنظور أعم وأشمل، فلا يمكن القبول بحال من الأحوال بمهادنة إيران وموالاتها على حساب جيرانها من الدول الخليجية أو من مصر». ولفت العرابي إلى أن «تراجع وزير الخارجية القطري عن الخط السياسي لبلاده في دعم جماعة الإخوان المسلمين، ومحاولته التغاضي عن حجم التحويلات والتمويل المقدم لهذه الجماعة وأذرعها الإعلامية والسياسية في الخارج لم يعد خافياً على أحد». وفي القاهرة وبعد ساعات من قرار حجب 21 موقعاً إلكترونياً لعلاقتها بالإرهاب، أيد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام القرار، وأعلن رئيسه مكرم محمد أحمد في السياق ذاته تشكيل المجلس الأعلى للإعلام مرصداً تقوم مهمته على «رصد المواقع التي تحرض على الإرهاب والعنف واتخاذ قرار في شأنها». وتضمنت قائمة المواقع المحجوبة ذات الصلة المباشرة بجماعة «الإخوان» منها الموقع الرسمي للجماعة «إخوان أون لاين» وشبكة «رصد الإخبارية» التي لوحق مراسلوها قضائياً لانتمائهم إلى جماعة محظورة، و «كلمتي» «والشرق» و «حسم» و«حماس» إضافة إلى موقع «عربي 21». واستهدفت مصر المواقع القطرية بصورة مباشرة فشمل مواقع «الجزيرة، ووكالة الأنباء القطرية، والوطن القطري، وتلفزيون قطر، والراية». إضافة إلى مواقع ليست على علاقة مباشرة بالجماعة. والتزمت أبوظبي أمس «الصمت الرسمي» على رغم حملة للصحف الاماراتية هاجمت فيها تصريحات أمير قطر التي طالت الامارات والسعودية ودولا عربية وغيرها. وكان لافتا في أبوظبي عقد اجتماع أمس جمع نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان . واكتفى بيان بالاشارة الى أن الاجتماع «جاء في إطار والتشاور الدائم فيما بينهما حول القضايا الوطنية وكل ما يتصل بشؤون الوطن والمواطنين وتوفير جميع السبل والامكانات من أجل أمن الوطن واستقراره».