احتفتْ شركتا "سابك" السعودية عملاقة البتروكيماويات والمنتجات الكيماوية المتخصصة في العالم، وإكسون موبيل الأميركية عملاقة النفط والغاز والكيماويات في العالم في يوم تاريخي أمام زعماء الدولتين خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وفخامة الرئيس الأميركي دونالد ترمب اللذين باركا ودفعا تحالف الشركتين لتوقيع اتفاقية لبناء أضخم مجمع مشترك للبتروكيماويات في تكساس بمليارات الدولارات تحدد تشييده في ولاية تكساس في ساحل الخليج الأميركي والذي طال انتظاره وطالت مفاوضاته في ظل بعض الاحتجاجات من المخاوف البيئية التي اطلقها السكان المحليون هناك والذين تم الاستماع إليهم من قبل المسؤولين المحليين ومسؤولي الولاية والذين كان لهم دور فعال في اختيار موقع المشروع. ويتضمن المشروع إنشاء وحدة لتكسير الإيثان بتقنيات خاصة ومواصفات عالمية، لإنتاج طاقة 1.8 مليون طن سنوياً من الإيثلين كأضخم مصنع من نوعه في العالم، إضافة إلى وحدات خاصة بالمشتقات لمنتجات البولي إثيلين، والمونو إثيلين جلايكول، في وقت تتطلع "سابك" بشغف كبير من خلال هذا التحالف الضخم لوفرة المواد الخام من ثروات الغاز الطبيعي والغاز الصخري التي تكتنزها الولاياتالمتحدة الأميركية للوصول إلى مواد لقيم بأسعار تنافسية، والاستفادة من الطلب العالمي المتنامي على المنتجات المتعمدة على الإيثيلين. وهذه الاتفاقية الاستراتيجية إنجاز كبير في حصول الشركتين على التراخيص البيئية اللازمة من هيئة ولاية تكساس المعنية بجودة البيئة، وإزالة الكثير من العوائق والإجراءات الحكومية والتنظيمية والتشريعات، في حين تمضي مراحل دراسة التصاميم الهندسية والجوانب التقنية والأبعاد التجارية ونحوها. ويدعم المشروع مساعي "سابك" الحثيثة لتوسيع نطاق أعمالها العالمية في الأسواق الرئيسة مثل الولاياتالمتحدة الأميركية لتفرض الشركة منافسة قوية بتواجدها في قلب الأسواق الأميركية وفرصة كبيرة لرفع استثماراتها البالغة حالياً سبعة مليارات دولار، في حين تخطط لتوسيع وجودها في أسواق الأوليفينات والبوليمرات في أمريكا الشمالية إجمالاً. وما يضمن نجاح هذا التحالف اختيار الموقع الاستراتيجي الذي تم تحديده في جنوب تكساس والتي تعد موطن للتكرير والبتروكيماويات ومن أكبر وأهم المناطق الصناعية في العالم الغنية بمدخرات الغاز الطبيعي، في وقت تتجه خطط الشركتين إلى الاستفادة من الطاقات الهائلة من الإيثان لاستخدامه لقيما في المجمع في ظل سهولة الوصول إليه. وتتزامن مشاركة "سابك" في هذا المشروع في ظل خططها في استثمارات الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة والتي قررت استغلالها واستخدامها لإنتاج طاقات جديدة للإثيلين تضيف قدرات إضافية تصل طاقة 23 مليون طن سنوياً لتصبح مصدراً رئيسياً في سوق البتروكيماويات العالمي. وتحالف "سابك" مع إكسون موبيل في الولاياتالمتحدة الأميركية يدعمها في توجهها للظفر بتوريد إمدادات من الغاز الصخري من المكامن الأميركية بخليج المكسيك لدعم مصانعها البتروكيماوية العالمية وفي مقدمتها مجمع تيسايد للبتروكيماويات في بريطانيا. ومن شأن المشروع المشترك مع شركة اكسون موبيل أن يدعم "سابك" لتزعم صناعة راتنجات البوليمر، ويمهد لها الطريق لاختراق أسواق البولي إيثيلين في أمريكا الشمالية بقوة كمنتجة رئيسة قادرة على الاستفادة من ميزة المواد الخام في المنطقة، في وقت تدير "سابك" مصنع للستايرين في ولاية لويزيانا كجزء من مشروع مشترك مع توتال للبتروكيماويات ولها حصة 11.5٪ في مجمع الأوليفينات في لويزيانا.