في ليلة من ليالي الفن الشعبي الآسرة ووسط حضور جماهيري كبير من الرجال والنساء، قدم المطرب القدير عبدالله الصريخ حفلة غنائية في الرياض مساء أول أمس أعاد بها الذكريات إلى سنوات نجاحاته الكبيرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، متغنياً فيها بنخبة من أغانيه الشهيرة التي أطربت الحضور. وجاءت الحفلة في اليوم الختامي لفعاليات "ليالي الفلكلور الشعبي" التي نظمها واستضافها مركز الملك فهد الثقافي بالرياض على مدى يومين بمشاركة نجوم الطرب الشعبي. وكرم محمد السيف المشرف العام على مركز الملك فهد الثقافي الفنان الصريخ بدرع تذكاري تقديراً لإسهاماته الفنية على ما قدمه للأغنية الشعبية طيلة مسيرته الفنية. وقدم الصريخ شكره لمركز الملك فهد على هذه البادرة الجميلة التي أعطت الفنان جزءاً من حقه في التكريم وشكر القائمين على المركز على ما وجده من حسن استقبال وتنظيم رائع في المسرح. ويعد عبدالله الصريخ من رموز الأغنية الشعبية، وبدأ مسيرته الغنائية بداية السبعينيات وتمكن خلال سنوات قليلة من مزاحمة نجوم الصف الأول، وأصبح نجماً صاحب جماهيرية عالية بفضل أسلوبه الغنائي الخاص به، وقدم أغاني ناجحة سكنت وجدان الجمهور مثل "آه يا صبر روحي" و"الألفية" وغيرها. وكان له حضور لافت في الحفلات الغنائية التي احتضنتها الأندية الرياضية في المنطقة الوسطى خلال عقد الثمانينيات، لكن انحسار الضوء عن الأغنية الشعبية في التسعينيات وما رافقه من إهمال إعلامي لنجوم تلك المرحلة، أجبر الصريخ على إعلان اعتزال الفن في بداية الألفية الجديدة، قبل أن يتراجع عن اعتزاله بعد سنوات قليلة مكتفياً بالغناء في الجلسات الخاصة. وتعد الحفلة التي أحياها أول أمس في "ليالي الفلكلور الشعبي" أول حفلة رسمية يقيمها الصريخ داخل الرياض منذ نحو ثلاثين سنة، ومما لفت الانتباه في الحفلة هو مدى تفاعل الجمهور الكبير مع أغانيه وترديد كلماتها معه. هذا وتضمنت فعاليات الختام تقديم أوبريت فلكلوري استعراضي بعنوان "وطني الغالي" قام بأدائه والمشاركة فيه 35 طفلاً وطفلة، قدموا خلاله لوحات تعبيرية عن حب الوطن والولاء له. واستمرت الفعاليات المصاحبة للحفل الغنائي والتي أقيمت في بهو مركز الملك فهد بعدد من الفلكلورات الشعبية لعدد من مناطق المملكة، وأركان متنوعة ضمت ركن النحت والذي عرف الزوار بصناعة المنحوتات سواء الخشبية أو الحجرية، وركن المنسوجات والأزياء التراثية، وركن الأسر المنتجة، وأخيراً ركن فلكلور "الزفّة" والذي يعرف باحتفالات الزواج في مناطق المملكة. وكانت فعاليات المركز شملت تكريم رواد الفلكلور الشعبي السعودي عيسى الأحسائي وبشير حمد شنان وسلامة العبدالله وفهد بن سعيد، كما كرم الفنان القدير عبدالعزيز الهزاع. وتميزت الفعاليات بالتنويع لتجمع بين الثقافة والترفيه، بمشاركة عدد من الفرق الشعبية من مختلف مناطق المملكة في أداء رقصات شعبية تمثل وتجسد التراث الغنائي والفلكلوري الذي يشكل منظومة الفنون الشعبية في المملكة، بمشاركة عازفي المزمار والربابة والسمسمية. كما شارك ما يقارب من ستة عشر حِرَفِياً والذين يشتغلون بالمهن والحرف التي كان يمارسها الأجداد في معرض مصاحب جذب الجمهور من مختلف الفئات. وشارك الأطفال بتقديم استعراضات متنوعة، وأناشيد وأهازيج تراثية، وكان للمرأة حضور مميز في هذه الفعاليات من خلال الإعداد والتنظيم والمشاركة في الحرف والمهن. محمد السيف مكرماً الفنان عبدالله الصريخ جانب من جمهور الحفلة الختامية إقبال كبير على المعارض المصاحبة لفعاليات «ليالي الفلكلور»