مازال ظهور أبناء وبنات الفنانين والفنانات في أعمال فنية أمراً مثيراً للجدل، فالبعض منهم يرفضه رفضاً باتاً إما إشفاقاً على أبنائهم من مشقة هذا المجال الذي يعرفون صعوباته جيداً وإما خوفاً من الحسد ومن سطوة النجومية والأضواء والشهرة على الأبناء، والبعض الآخر يفرضهم على الوسط الفني والجمهور إما طمعاً في مكاسب مادية أو ليحجزوا أماكن لهم عندما يكبرون!. أصالة نصري هي أبرز الرافضين لانضمام أبنائها للفن، حيث تؤكد ذلك دائماً وسبق أن حاربت حلم شقيقتها ريم نصري في التحول إلى فنانة رغم إمكاناتها الصوتية الجيدة بشهادة أصالة نفسها، مبررة الأمر بأنه مجرد مخاوف اكتبستها أثناء حفرها على الصخر خلال مشوارها الفني الصعب وهو ما لا تتمناه لشقيقتها، ولكنها اليوم وبشكل آخر سمحت لابنتها بالتجرع من بريق الشهرة قليلاً عندما لم تمانع ظهورها ك "فاشينيستا" هنا وهناك. وفي المقابل، هناك نجوم لا يرفضون ظهور أبنائهم كفنانين ولكنهم لا يدعمونهم برغم امتلاك بعضهم للموهبة الجادة، وعلى رأس هذه القائمة يأتي فنان العرب محمد عبده، والذي لم يقف في وجه ابنه عبدالرحمن الذي برزت موهبته في التلحين منذ سنوات طويلة فلم يدعمه أو يقدمه فنياً على أساس أنه نجل فنان العرب، بل كان يراقبه من بعيد تاركاً له مسؤولية صنع مستقبله بنفسه، ولذلك فهو ما زال وحتى اللحظة يحاول دون جدوى. مثال آخر على ذلك وهو الفنان أحمد فتحي، والذي قدم منذ سنوات طويلة ابنته بلقيس فنياً ولكنه تركها تعتمد على ذكائها في صنع ما تستحقه من الانتشار والنجاح، حيث كان يعتبر نفسه قد أدى رسالته معها بتربيتها على الفن الأصيل وصقل موهبتها ومن ثم تركها لتثبت مدى جديتها في حلم النجومية.. وهو ما استطاعت إثباته مع مرور الوقت. من جهة أخرى هناك نجوم فرضوا أبناءهم وبقوة على خارطة الفن، ولكن فرضهم لأبنائهم لم يلق رفضاً من النقاد والجمهور.. وأبرز مثال على ذلك النجم سمير غانم الذي دعم ابنتيه دنيا وإيمي حتى أصبحت كل منهما نجمة وتملك هويتها الفنية الخاصة. إلا أن الأمر لم ينجح مع نجوم آخرين ممن فرضوا أبناءهم على الساحة الفنية فرفضهم الجمهور والنقاد، ربما لأن التركيبة الجينية الفنية السحرية لم تنجح معهم كما حدث مع دنيا وإيمي سمير غانم، وأبرز مثال على ذلك الفنان عادل إمام الذي مازال مصراً على زج ابنه محمد كبطل مساعد في معظم أعماله التي قدمها خلال السنوات الأخيرة وبرغم ذلك ما زال غير قادر على إقناع الأغلبية بنفسه كفنان، ولا ننسى الراحلة زبيدة ثروت التي وصفت عادل إمام بالقامة الفنية المهمة وناشدته في إحدى المرات عبر إحدى الصحف المصرية بأن يوقف ابنه محمد عن التمثيل قائلة: "ارحمنا منه" وهو ما أثار غضب الزعيم وقتها. من جهة أخرى هناك فنانون متزنون في دعم تجربة من يرغبون من أبنائهم بالفن، فتارة يعطونهم فرصة مشاركتهم أعمالاً مهمة، وتارة أخرى يراقبونهم من بعيد دون تدخل، وأبرز الأمثلة على ذلك الفنان نور الشريف رحمه الله، الفنان صلاح السعدني، والفنان فاروق الفيشاوي. أما المفارقة فكانت مع أبناء الممثلين الذين لم يكن آباؤهم نجوماً ولكنهم استطاعوا أن يصبحوا نجوم صف أول، والأمثلة هنا تكثر ولو أن النجم الشاب أحمد فلوكس أبرز مثال على ذلك. عادل إمام مع ابنه محمد سمير غانم وابنتاه «دنيا وإيمي»