لم يتوقع أحد أن يلتقي نجمان يمتلكان جماهيرية طاغية مثل خالد عبدالرحمن ورابح صقر في حفلة واحدة، وأن تظهر بهذا الشكل المتناغم رغم اختلاف "مزاج" كل فنان وجمهوره. ابتدأ خالد عبدالرحمن الأمسية الجماهيرية التي احتضنها مركز الملك فهد الثقافي بالرياض مساء أول أمس الاثنين، في ثالث الحفلات الغنائية التي استضافتها الرياض خلال أشهر معدودة بعد حفلتي "نغمات ثقافية" وحفلة "فنان العرب" محمد عبده والفنان راشد الماجد. عاش جمهور الرياض ليلة استثنائية على صوت خالد عبدالرحمن ورابح صقر وهما يشدوان بأغانيهما وسط حضور كبير غطى جنبات المسرح، في حفلة نظمتها شركة "روتانا"، قال عنها خالد عبدالرحمن في مؤتمره الصحفي قبل صعوده المسرح: "إنها مناسبة سعيدة والفرحة لا تسعني بلقاء جمهوري وإخوتي بعد غياب أكثر من "25" سنة ماضية عن الحفلات داخل الوطن"، مضيفاً بأن الجمهور الذي يلتقي معه في الداخل والخارج يستحق أن يقدم لهم ليلة استثنائية يطرح فيها مجموعة من الأغاني القديمة والجديدة، مؤكداً بأن الجمهور ذواق جداً، ووجه شكره لمنظمي الحفلة. كما امتدح الإعلام وأكد أن له دور كبير في توجيه الفنانين وتصحيح مسار الأغنية السعودية. بعد ذلك دخل "مخاوي الليل" المسرح مواجهاً هالة كبيرة من التصفيق، ثم بدأت الفرقة تحت قيادة هاني فرحات، وقدم مجموعة من الأعمال ضمنها أغاني التسعينيات وتفاعل جماهيري "صدقيني" "أهلاً هلا بك" وأغنية "تقوى الهجر" التي وجدت تفاعلاً جماهيرياً كبيراً وقدمها على آلة العود وأغاني أخرى، ليختتم وصلته الغنائية بالأغنية الوطنية "دام راسي حي"، مهدياً إياها لجنودنا البواسل بالحد الجنوبي. وبعد استراحة استغرقت نصف ساعة ظهر رابح صقر المختلف كلياً عن أسلوب ونمط الفنان القدير خالد عبدالرحمن، ليصافح الجمهور بأغنية "ابد يعني"، ثم قدم عدداً من الأغاني ضمنها "هو هذا"، "ماني مصدق" وكلها من ألبومه الجديد، ويعيد الجمهور لذاكرة الجمال في أغنية "من أولها"، "وصدقيني" وينطلق في "خذها مني"، "ماني مصدق"، "منتهى الرقة"، مغرورة"، "يحبونه"، "عمر لحظات ضعفي"، "غبت عني"، مختتماً حفلته بالأغنية الشهيرة "يا دار". رابح صقر لم يتحدث كثيراً قبل بدء وصلته الغنائية، إلا أنه خاطب الجمهور: "يا زينكم.. يا زيننا في ديرنا"، تعبيراً عن سعادته بلقاء جمهوره داخل الوطن. الجمهور غنى كثيراً مع خالد عبدالرحمن وتفاعل بشكل ينم عن علاقة أبدية بينه وبين محبيه، وأعاد لهم ذكريات التسعينيات بعدد كبير من الأغاني، من أهمها "تقوى الهجر" العلامة البارزة في مسيرته الفنية المتميزة. كانت ليلة كبيرة اجتمع فيها فنانان كبيران ليطربا جمهورهما بمجموعة من الأغاني الجميلة التي ظهرت مزيجاً إبداعياً بين الموسيقى الكلاسكية التي يقدمها خالد عبدالرحمن وبين الموسيقى المتطورة لرابح صقر.