من النادر أن تجد فنانا يفهم مشاعرك وما ترغب في الاستماع إليه، تبدو هذه العبارة هي لسان حال الكثير من الجماهير التي تحرص على حضور حفلات نجومها الغنائية سواء داخليا أو خارجيا بغية إشباع رغباتهم الغنائية وتلبية تطلعاتهم وأذواقهم الفنية، ولكن ما يحدث العكس، فالمتابع للحفلات الغنائية لبعض الفنانين السعوديين بشكل خاص يجد أن معظم الأغاني التي يشدو بها أي فنان في حفلة غنائية تكاد تكون هي نفسها التي قدمها في حفلات سابقة، لذا ليس غريبا أن يكون هناك عزوف جماهيري في الحفلات الغنائية طالما أن أغلبية الجماهير تجد أن بعض جماهيرها تسير على النهج التقليدي المستهلك في تكرار الأغاني في حفلاتهم بصورة متشابهة وكأنها نسخة كربونية من الحفلة الغنائية التي قبلها وما سبقتها إلى أن بات الملل يتسرب إلى أسماعهم من كثرة تكرار فنانيهم للأغاني. «شمس» استطلعت آراء الجماهير، وكان هناك تأكيد على أن جل الفنانين لا يشعرون بروح معنوية في التغيير، مسفر السلمي يقول إن عددا من الفنانين يعتقدون أن حضورهم للحفلات كاف؛ لذا لا يحرصون على تقديم الجديد أو تجديد أعمالهم القديمة من خلال الحفلات والجلسات، ويبدو أن التقاعس والضغوط هو ما يدفع بعض الفنانين إلى أن يكرروا أعمالهم كونهم لا يشعرون بروح معنوية في التغيير»، ويضيف «للأسف كلما أحضر حفلة لفنان أجد أنه يميل وبشكل كبير إلى التكرار في الأغاني فأنا حينما أحضر إلى حفلة لفنان العرب محمد عبده أرغب في الاستماع إلى أغنية لم تر النور بعد أو لم يغنها على المسرح، وهناك أعمال أتمنى أن أسمع فنان العرب يغنيها على المسرح ومن بينها «يا غالي الأثمان» و«ليتك معي» و«من يقول الزين»، وغيرها من أعمال»، ويستطرد «ليس محمد عبده فقط بل خالد ورابح وراشد الماجد وعبدالمجيد وعبادي وغيرهم ممن يكررون أغانيهم بصورة مملة وكأن ليس في تاريخهم الفني سوى هذه الأغاني». خالد.. والتقنية في حين يخالف مشعل المطيري – مدير الملتقى الجماهيري لخالد عبدالرحمن رأي من سبقه قائلا «يظل الفنان خالد عبدالرحمن هو الفنان الذي استعان بالوسائل التقنية الحديثة ليتواصل مع جمهوره ويشاركوه اختيار الأعمال في حفلاته الغنائية»، ويضيف «واتضح ذلك جليا في الفترة الأخيرة من خلال مشاركته في حفلات داخلية وخارجية، حيث لا تكاد حفلة تمر إلا ويقدم أكثر من عملين من زمنه الجميل مما ينعكس ذلك على الجمهور بتفاعلهم مع الأغنية، ويستطرد «خالد انتهج في حفلاته الغنائية الأخيرة أسلوب التنويع في الأعمال ما بين القديم والحديث، وهذا ما يلبي رغبة الجماهير الخالدية التي تقطع مسافات طويلة لحضور حفلات خالد، وأعتقد أن ما ساعد خالد على الخروج من الطريقة التي ينتهجها بعض الفنانين كتكرار الأغاني هي قربه من الجمهور وحرصه على أن يقدم ما يرغبون فيه، لذا تنجح حفلات خالد على المستوى الجماهيري»، مشيرا إلى أن سبب العزوف الجماهيري في حفلات خالد هو أنه كان يعيد ويكرر نفس الأغاني، فالجمهور حين يحضر للمسرح يبحث عن أغنية جديدة يستمع إليها، فمثلا أغنية «ياشوق» التي غناها في حفل صلالة لم أكن أتوقع أن خالد يغنيها، وحين غناها خالد أعجبت الحضور رغم أنهم سمعوها كثيرا، ولكن الوضع يختلف حين تأتي مباشرة على المسرح»، مشيرا إلى أنه يرغب في أن يسمع أغاني لم يسبق أن غناها خالد في المسارح والجلسات الفنية. رابح.. والتكرار بينما ذكر مطر عبدالعزيز أن تكرار الأعمال الغنائية في الحفلات يسبب الملل للجماهير الحاضرة «على سبيل المثال هناك فنانون مازالوا يغنون نفس أعمالهم في حفلاتهم الداخلية والخارجية ومنهم رابح صقر، فرغم نجاح حفلاته الفنية وتحقيق أرقام قياسية على المستوى الجماهيري إلا أن طريقته اعتبرها مستهلكة، فمن المفترض أن يغير أغانيه وفي كل حفلة يقدم أغاني من قديمه حتى يرضي الجمهور، فهل من المعقول أن رابح لم يقدم في حياته سوى ثمانية أعمال»، ويضيف «آخر 15 حفلة لرابح صقر كانت الأغاني هي نفس الأغاني». ويواصل حديثه «على كل فنان سواء رابح لكوني من محبيه أو غيره أن يغيروا في الحفلات الغنائية ويقدموا أعمالا جديدة أو قديمة، المهم أن تكون غير مكررة ولم يسبق أن غناها في الجلسات والحفلات إلا نادرا»، مشيرا إلى أن طلال مداح كان ينتهج أسلوب التنويع، وهذا ما يجب على الفنانين أن يقوموا به». راشد منهم في حين أكد فيصل الشهراني أنه من أكثر الجماهير التي تحرص على حضور حفلات الفنان راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله، ولكن يعاب عليهما كذلك تكرار أغانيهما دون أن يقدما أغاني قديمة، ويضيف «لم يسبق أن سمعت أغنية قديمة في آخر خمس سنوات للفنان راشد الماجد من قديمه يغنيها في حفلاته الغنائية رغم أنه مقصر في المشاركة بالحفلات» .