أعاد الفنان خالد عبدالرحمن خلال الحفل الثاني لمهرجان جدة الغنائي 2010 سيناريو العام الماضي للفنان محمد عبده، حيث انسحب من الصالة تاركا خلفه نصف حفلة لم تكن ترضي طموحات جمهوره الذي استدار وأعطى ظهره للفنان الصاعد راكان مطالبا بسرعة دخول فنانهم المحبوب ليفاجؤوا بأنه «أعطاهم ظهره» وخرج تاركا المسرح بمن فيه. راكان يفتتح استهل الحفل في الساعة العاشرة الفنان الشاب راكان الذي قدم عددا من الأغاني الفلكلورية القديمة مثل «يا ريم وادي ثقيف» الذي قدمها عميد الأغنية السعودية طارق عبدالحكيم، تلاها بعض الأغنيات الشبابية ليواصل وصلته ويقدم «عاش من شافك» وبعدها «عطشان بحبكم»، وأغنية «من قال لك اني على البعد مرتاح» للفنان نبيل شعيل، ويواصل تقديم وصلته الغنائية ببعض الأعمال التي بدأ بها مشواره الفني، ورغم الصيحات الاستهجانية من الجماهير ومطالبته بمغادرة المسرح والتي كان يقابلها بابتسامة رغم بوادر الإحباط التي كانت على محياه، لاسيما حين استدارت أعداد كبيرة من الجماهير للمسرح وأعطت ظهورها له مرددين بصوت واحد «خالد خالد»، إضافة إلى عدد من أغاني خالد، ورغم كل ذلك إلا أنه واصل تقديم وصلته الغنائية إلى أن أنهاها بأغنية «ويلي ويلي» التي ستكون عنوانا لألبومه ليودع الجماهير التي ظلت تردد أغنيات خالد. فوضى واستقبال ل.. خالد وفي تمام الساعة ال12 تقريبا صعد الفنان خالد عبدالرحمن على خشبة المسرح، وكعادة جمهور العطا استقبلوا فنانهم بالهتافات والتصفيق بحرارة لمدة تجاوزت خمس دقائق، فيما كان لفئة استقبال آخر، حيث اقتحموا المسرح ونزلوا لتحيته ومصافحته مستغلين سوء التنظيم ليتسببوا في فوضى وتحصل مشاجرة بين عدد من المنظمين وأحد الجماهير ليتدخل خالد سريعا لإنهاء المشاجرة، وسحب أحد الجماهير الذي تسبب في هذه الفوضى إلى خشبة المسرح وسلم عليه «وتواضعا منه» ألبسه خالد الشماغ والعقال، ثم خاطب الجمهور قائلا «أنتم واجهة للجمهور السعودي، فأتمنى أن تكونوا كذلك»، ويضيف «كان موجودا في الفقرة الأولى من الحفل الفنان راكان، وهو صوت شاب نتمنى منكم دعمه»، ليصفق الجمهور الذي لم يتجاوز ربع جماهير الحفلة الأولى التي أحياها الفنان رابح صقر. وبعد عاصفة من الترحيب طلب خالد من جمهوره الهدوء والجلوس للاستمتاع، وما إن جلس على كرسيه إلا بدأ بداية قوية أجبرت كل من كان في الصالة على الوقوف والتصفيق، حيث بدأ وصلته برائعته «رعش قلبي» التي تفاعل معها الجمهور وشاركه الغناء، ورغم رداءة الصوت وتعالي أصوات الجماهير مطالبة برفع الصوت إلا أن ذلك لم يمنعهم من أن يتراقصوا طربا مع فنانهم. أغان قديمة ليأخذ جمهوره بعد أداء هذه الأغنية إلى أغاني زمان قائلا «نرجع أيام زمان» ليقدم أغنيته «ياللي بهواك محكوم»، تلاها «زين اللي منك ذكرتيني» وهي الأغنية التي وجدت تفاعلا جماهيريا كبيرا، ليطلب من الجمهور الهدوء في الوقت الذي طالبوه بعدد من الأغاني ليعلق قائلا «نبي نغني لكم على العود» ليفرض خالد حضوره المميز حين أخذ يعزف بشكل رائع على العود ليهدي «تقوى الهجر» لجمهوره وهي الأغنية التي حولت الصالة إلى منظر رائع حين سلط أغلب الجمهور أشعة الجوالات إلى خالد لتصويره، فيما أخذت الجماهير الباقية بالرقص ومشاركة خالد الغناء، وهو الأمر الذي قابله خالد بالصمت ليمنحهم الضوء الأخضر ليصدحوا بمقاطع من رائعته الشهيرة التي وجدت من خالد نفسه تفاعلا جميلا بالحركات. حزن وألم جديد وواصل خالد وصلته الغنائية ويقدم «طال النوى» ويعود لماضيه الجميل ليقدم «قف وناظر» التي شعللت الصالة وأطربت الجماهير، تلاها «اسأليني» وبعدها توقف خالد عن الغناء ليروي عطشه ويستمع إلى جماهيره وفي نظراته وحديثه لهم كأن حفلته لهذا العام ستكون غير، وأخذ جمهوره إلى عالم الحزن والألم بعد أن لامس مشاعر محبيه بالأغنية الرائعة «طوينا صفحة الماضي وتبنا» ليتراقص الجمهور طربا ويشاركه الغناء، وبعد انتهائه من الوصلة توجه إليه أحد جمهوره وطوق عنقه بالورد، ولم يغب جديد خالد عن الحفل إذ قدم أغنية «يوم كنتي مغرمة» وسط تفاعل جماهيري ومحاولات سيئة من قبل المنظمين بتهدئة الوضع إلا أن خالد طلب منهم عدم التدخل ليواصل جمهوره الرقص طربا على أنغامه. سوء تنظيم استكمل خالد وصلته الغنائية بأغنية «اعتبرني أي واحد»، تلاها بأغنية «خلاص من حبكم»، ومع التفاعل الجماهيري واقتحامات جماهيرية والواحد تلو الآخر، قام خالد من على كرسيه وواصل الغناء، ونتيجة لسوء التنظيم غادر المسرح دون أن يودع جمهوره أو يخرج واحد من منظمي الحفل ويعلن عن انتهاء الحفل، حيث ظل الجمهور في الصالة لأكثر من ربع ساعة ينتظر عودة خالد .