أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي - في خطبة الجمعة - : أن العبد محتاج إلى الاستغفار دائما أشد الحاجة، ولاسيما في هذا الزمان ، لكثرة الفتن. وقال : إن الله جل وعلا كثّر أبواب الخير وطرق الأعمال الصالحات تفضلاً ورحمة وجوداً وكرماً من رب العزة والجلال ليدخل المسلم أي باب من الخيرات ويسلك أي طريق من طرق الطاعات ليصلح الله دنياه ويرفعه درجات في أخراه. وأضاف : الاستغفار سنة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ، ويُشرع أن يطلب العبد المغفرة للذنب المعين لقول النبي – صلى الله عليه وسلم : (إن عبدًا أذنبَ ذنبًا، فقال: يا ربّ! إني عملتُ ذنبًا فاغفِر لي، فقال الله : علِم عبدي أن له ربًّا يغفرُ الذنب، ويأخذُ به، قد غفرت لعبدي) ، كما يُشرع أن يطلب العبد المغفرة مطلقًا، فيقول: رب اغفر لي وارحمني. وتابع : إن دعاء العبد ربه بمغفرة الذنوب دعاء إخلاصٍ وإلحاح وسؤال تضرع وتذلل يتضمن التوبةَ من الذنوب، وسؤال التوبة والتوفيق لها يتضمن الاستغفار، فكل من الاستغفار والتوبة إذا ذكر كل منهما بمفرده تضمن الآخر، وإذا اجتمعا في النصوص كان معنى الاستغفار طلب محو الذنب وإزالة أثره، ووقاية شر ما مضى من الذنب وستره ، والتوبة الرجوع إلى الله بترك الذنوب ووِقاية ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله والعزم على ألا يفعله. وأشار إلى أن الاستغفار باب خيرات ، ودافع شرور وعقوبات، والأمة بحاجة شديدة إلى دوام الاستغفار، ليرفع الله عن الأمة العقوبات النازلة، ويدفع العقوبات المستقبلة، لافتا إلى أنه لا يزهد في الاستغفار إلا من جهِل منافعه وبركاته ، كما يشرع أن يستغفر المسلم للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إحسانا وحبا وسلامة صدر، ونفعا للمسلمين، وشفاعة لهم عند الله.