لم تتدخل الجهات العليا للحزم تجاه الإعلام الرياضي بجميع فنونه حتى وصل الأمر إلى ظاهرة التعصب وتخطي جميع الخطوط الحمراء وتحويل الرياضة من التنافس الشريف إلى ميدان للصراعات والخلافات ورفع الصوت والطعن بالذمم، والتجاوز ضد المسؤولين بطريقة غير لائقة ولا تعبر عن إعلام رياضي متحضر ينتقد بحياد، ويطرح بوعي، ويقدم رأيه بكل وضوح ولمصلحة الجميع، لا الانحياز لجهة ضد الأخرى. تعددت المنابر الإعلامية ومعها كثر الصراخ والأشخاص الذين ما عليهم إلا أن يضفوا على ملامحهم صفة إعلامي، وهمهم الأول البحث عن مصالحهم ومصالح انديتهم فقط حتى أصبح الاعلام الرياضي غير السعودي يتاجر ويساوم على رياضتنا من خلال تواجد فئة معينة من "المتعصبين" الذين لم يكتفوا بنشر تعصبهم الاعمى في المنصات الإعلامية حتى تحولوا باسم الإعلامي الرياضي السعودي إلى اضحوكة للقاصي والداني نتيجة تسابق القنوات التي لاتهمها مصلحة رياضة بلد على استضافتهم، لأنها تبحث عن الإثارة وشد الانتباه ولكن بطريقة تسيء لها وتلوث الفضاء ولا تليق بالمشاهد الراقي الذي يبحث عن الإعلام البناء والطرح الإيجابي. التنظيمات الجديدة ستحد بدرجة كبيرة من هذه الظاهرة الخطيرة التي أثرت على المنتخبات الوطنية في الاستحقاقات الخارجية المهمة، على الرغم من أن"الأخضر" لم يتبق بينه وبين مواجهة تايلاند والعراق إلا أياما معدودة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018، لا حديث لهم الا عن ألقاب الأندية ومشاكلها الداخلية والخارجية والتشكيك في نجوم المنتخب، والإساءة للأندية المنافسة بطريق لا تليق واسلوب لا يقدم عليه الا من تعرى عقله من الحياء، وإذا ما طبقت الخطوات التي اتفقت عليها الجهات ذات العلاقة في محاربة التعصب فالمعالجة لن تكون صعبة بل إنها تدخل في نطاق العمليات الجراحية الصغرى ذات اليوم الواحد من خلال محاصرة هذه الفئة -وهم معروفون- وحجب ظهورها في القنوات الإعلامية وهذا الأمر ليس بالصعب بل إنه سريع وفعال والرياضة السعودية ولله الحمد لديها من الكوادر الإعلامية والفنية والإدارية عدد كبير وجديرين بتصدر المنصات وتقديم النقد البناء البعيد عن التعصب الذي أثر على تلاحم ورقي الشباب بشكل مباشر، فمع الحجب ستنحصر هذه الظاهرة ويكون تأثيرها غير مباشر والرابح الأكبر رياضة الوطن وما سيساعد على نجاح هذا المشروع أن المتلقي بات يتهكم على طرح هذه الفئة ويبحث عن الطرح الإعلامي المتميز والمتزن والبناء.