حرص البعض من الكتاب والإعلاميين الرياضيين على نشر ثقافة التجاوزات غير المسبوقة من الإعلام غير الهادف، كالتصيد والشتم والافتراء ومعارضة كل ما فيه تحديث وتجديد للرياضة السعودية، فهنالك فريق ممانع وفريق آخر يريد التغيير والنهوض بالكرة السعودية؛ ففي معظم الأحيان نجد المهاترات التي انتشرت في الصحافة الرياضية بين الإعلاميين، والمصيبة أن هنالك قاعدة كبيرة من المجتمع تتابع تلك البرامج الرياضية التي يقودها بعض محللي وضيوف البرامج الرياضية الذين لا يفقهون في الرياضة شيئا سوى التهكم وممارسة القذارة من خلال الشتم والقذف والتشكيك بأجندة واهية يرأسها التعصب الرياضي، فللأسف أصبحت فضائح هؤلاء الكتاب والإعلاميين أكثر من كلامهم وأحاديثهم، أكاد أجزم أن معظم هؤلاء الإعلاميين يعملون من أجل مصالحهم الشخصية فقط دون أن يفكروا في مصلحة الوطن ومن أجل إصلاح شأن الكرة السعودية بل إنهم يخافون من صلاح حال الكرة السعوديه لكي لا تبور تجارتهم!، فالحقيقة أنني مللت وأنا أشاهد شريحة كبيرة من المجتمع تتابع هؤلاء المغمورين فكريا يتحدثون بالساعات بكلام مكرر يتسم بالمجاملات والحقد والتعصب الأعمى، مر جيل خلف جيل في الكرة السعودية وهم مازالوا على نفس خططهم ويعملون على الأجندة التي بنيت على التعصب. أصبحت متشائما كثيرا بشأن الكرة السعودية في ظل وجود هذه الفئة من الإعلاميين المهرجين غير المهنيين الذين لم يكونوا ولن يكونوا محل المسؤولية التي منحت لهم من قبل المجتمع، أتأسف كثيرا عندما أجد إعلاميا في مقام الوالد وهو يقذف ويشتم ويتحدث بلغة التعصب أمام الملء، المقلق في الأمر أن هنالك فئة كبيرة من الشباب تتابع هذه البرامج الرياضية، وتقتبس منها الشيء الكثير وقد نرى شبابا يصدق قضية (البانوراما) على سبيل المثال وهذا ما أخشاه، فقد ظن البعض من الإعلاميين أن التكنولوجيا الجديدة التي من خلالها سيصل صوتهم للجميع ومن خلالها كما اعتقدنا أن ثقافتنا ستزيد وستكتسب الشيء الكثير منهم وأن حال كرة القدم سيتطور، ولكن للأسف الشديد، التكنولوجيا التي فرحوا بها سابقا، هي من أسقطتهم وجعلتنا نزداد يقينا أننا فعلا بحاجة إلى لجنة انضباط جديدة لبعض الإعلاميين، من أجل ضبط هذا التعصب. تويتر أصبح مجالا جديدا لإيصال صوت الإعلاميين وإذا ما ذكرنا تويتر سنتذكر حينها اللاعب الشاب الخلوق المغلوب على أمره عندما وصف بأوصاف لا تليق مليئة بالتعصب والعنصرية من قبل من يصنف بالإعلامي.! والكثير من القصص التي لا أود الخوض فيها، للأسف الشديد نشاهد على التويتر أبشع الكلمات على كثير من الشرفاء بدعوى الحرية في الفضاء الإعلامي؟، تستغل هذه الحرية استغلالا غير مهني وغير حضاري بلغة الرصيف لا بلغة الإعلام المقنن الهادف البناء، إنها نكسة وانتكاسة إعلامية كبيرة، فهم يجرون الجماهير للتعصب والانفلات الأخلاقي، فترى بعض البرامج الرياضية لا تهدف إلى الوصول إلى المتلقي بحيادية وإيجابية لكي يستفيد المشاهد، بل بالشتائم والإثارة السلبية!، هذه السقطات المروعة من بعض الاعلاميين لابد من توجيهها التوجيه السليم من قبل المسؤولين وأن يعلموا أن هذه المنابر الإعلامية للتنوير والتطوير وللنقد البناء والسعي للتوجيه السليم والبعد عن السلبيات، فالميول ينبغي أن يكون ذا مردود إيجابي، ولكن يبدو أن البعض غير مؤهل أن يكون أحد ضيوف الحلقات، أو أن القائمين على بعض القنوات هم من يبحث عن مثل هذه العينات (الله أعلم). أتمنى من الإعلاميين المخضرمين والصحفيين أن يتولوا مبادرة إعادة تطوير مفاهيم الإعلام البناء وأدبياته وأهدافه وإبعاد من هم أعضاء التعصب الإعلامي، لقد أصبنا الرياضة في مقتل وخاصة كرة القدم، الأساتذة الإعلاميون المحترمون التحديات كبيرة أمامنا، للنهوض بالرياضة السعودية وبإعلامنا المسموع والمقروء الرياضي، فلنتحد ولنعمل صفا واحدا جنبا إلى جنب مع القيادات الرياضية لنبذ التعصب بكل أنواعه وأشكاله.