حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننتظر نظام يجرّم التعصب والعنصرية
القانون يعيد هيبة الصف الوطني المتماسك وحدة وتآلفاً بين كافة مكوناته الفكرية والمذهبية
نشر في الرياض يوم 17 - 02 - 2015

تتسارع الأحداث وتتعدد متغيراتها ومغرياتها، ما تتطلب أن يكون المجتمع صفاً واحداً متماسكاً يمثل عمق وحدته الوطنية، وينبذ كل ما يسيء إليها أو يقلل منها، ولاشك أن "التعصب" يعد واحداً من تلك الآفات التي لها تأثير مباشر في أمن ووحدة المجتمع، وتحديداً في جوانب نفسية لدى المواطن، كما يُعد آفة تتطلب تضافر الجهود المجتمعية للحد منه، وكذلك تضافر جهود المختصين لبحث سبل ووسائل تلك الحدود التي يفترض أن يقف عندها الفرد، إضافةً إلى إيجاد نظام لمكافحة التعصب في المملكة، الذي يُعد واحداً من أهم الحلول التي نتطلع إليها جميعاً للحد من الظاهرة التي بدأت تنتشر وتؤثر في أمن المجتمع ووحدته.
عدل ومساواة
في البداية تحدث "يحيى الراشد" قائلاً: التعصب من حيث المعنى هو الشدة، وتم تعريفه لغةً: "فلان عصيب، بمعنى شديد"، ولما حضر الملائكة إلى نبينا لوط عليه السلام واشتد من مجيئهم قال: "هذا يوم عصيب" أي يوم شديد، مضيفاً أنه دائماً الشدة ملازمة لكل متعصب، وهو شديد في قوله، وشديد في حواره، وقد يتطور الأمر إلى العنف، وإلى أمور أكبر من ذلك، مبيناً أنه من الناحية النظامية أو القانونية لا يوجد شيء يكافح التعصب في حد ذاته، بل يعاقب ويحاسب ما ترتب عليه المتعصب لشيء معين، ذاكراً أن المخرج من هذا الأمر نظّمه الدين الإسلامي الحنيف، وجعل له ضوابط معينة وقننه، مؤكداً أنه متى ما خرج التعصب عن دائرة تعاليم ديننا الإسلامي أصبح مذموماً ومخالفاً، مشيراً إلى أنه إذا لجأنا إلى الشرع قبل القانون والنظام، وكذلك أعطينا الإنسان كرامته وقدره، وعاملناه بالعدل والمساواة، فإننا بذلك ننبذ التعصب، مبيناً أن التعصب دائماً لا يأتي بخير بل العكس.
مبالغة صريحة
وأوضح "إبراهيم العسيري" أنه لغةً يُعرّف التعصب بميل المرء إلى عصبته، أي يتحزب لها بغض النظر إذا كان على صواب أو على خطأ، مضيفاً أنه اجتماعياً هو الحكم المسبق على الأمور، أي أن يكون لدى الفرد تصور قبل أن يتحدث عن المواضيع، وبالتالي يتم هنا قولبة الناس في قالب معين يكون له آثار جانبية نفسية أو اجتماعية، مبيناً أننا نرى في المجتمع مصطلحات اجتماعية تدخل في إطار التعميم، فإذا استمعت إلى الشخص المتعصب يتحدث عن منطقة معينة أو بلد ما تجد في ذهنه التعميم عن هذه الجهة أو هذه الدولة، وهذا نتيجة الجهل أو عدم المعرفة في بعض الأمور، ذاكراً أن التعصب اصطلاحاً هو حالة مبالغ فيها في الحكم على الشيء، أي أن الموضوع يقصد منه القائل نقطة معينة، لكنه يُبالغ في تصوره، وبالتالي يترك آثاراً سلبية، لافتاً إلى أنه لو حاربنا التعصب الرياضي بمعناه الشامل فإننا نكون قد قضينا على عملية الحماس التنافسي؛ لأن التعصب الرياضي هنا مثل ملح الطعام، لكن إذا زاد عن حده فإن ذلك يعد مشكلة حقيقية، خاصةً إذا أدى الأمر إلى إقصاء الآخرين أو تهميشهم أو النصرة للفريق أو للشخص أو صاحب الفكرة والرأي ظالماً أو مظلوماً، حيث يُعذ ذلك إشكالية كبيرة.
التوعية مطلب مهم وإيجاد العقاب الرادع يمنع التجاوزات
خطاب موحد
وأكد "إبراهيم العسيري" أنه بذل مركز الحوار الوطني الكثير من الجهود في هذا المجال خلال الخمسة أعوام الماضية، وقد خصصوا ثلاثة لقاءات، ركزوا خلالها على موضوع التعصب والمناطقية والتطرف، وقد خرج المشاركون في تلك اللقاءات بالعديد من التوصيات الأساسية منها؛ الحاجة إلى وجود خطاب موحد ثقافي إعلامي تحت إشراف المركز ووزارة الثقافة والإعلام وبعض الجهات التي تعني بهذا الموضوع، مضيفاً أنه عقد المركز العديد من الورش في مجال التعصب بشكل عام والرياضي بشكل خاص، وأخيراً أعدّوا الحقائب؛ لأن المركز لديه أكاديمية متخصصة بدأت منذ (10) أعوام بتنظيم دورات تدريبية فقط، ذاكراً أن العمل الأكاديمي بدأ منذ عام فقط، عبر أكاديمية معتمدة من جهتين؛ وزارة التعليم العالي، و"منظمة اليونسكو"، حيث تعد حقائب متخصصة في التعصب، منها؛ حقيبة متخصصة في الإعلام، وأخرى في التعصب الرياضي، إضافةً إلى تنظيم ورش عمل في مجال التعصب، الهدف منها أنه أصبح يخرج عن السيطرة خاصة الرياضي، الذي أرى أنه من الصعب الآن التحكم فيه.
ظاهرة عالمية
وحول النظر إلى آفة التعصب من خلال مفهومها ومستوياتها ومعايير رفضها بين مجتمع وآخر، قال "د. عبدالرحمن العسيري": إن التعصب ليس خاصاً بمجتمع محدد أو منطقة محددة أو مكان محدد، بل هو ظاهرة عالمية توجد لدى جميع شعوب الأرض منذ أن خلق الله البشر إلى هذا اليوم، مضيفاً أن التعصب ناتج عمّا يمكن أن نسميه بالحاجة إلى الانتماء للآخر، فمثلاً عندما يشعر الشخص بالرغبة في الانتماء إلى مجموعة معينة أو طائفة هنا يأتي التعصب، مبيناً أن التعصب شيء طبيعي في المجتمع الإنساني، لكن استخدامه للإضرار بالآخرين وانتقاص حقوقهم، هنا تأتي المشكلة، ذاكراً أن التعصب موجود عند كل البشر وعند كافة المجتمعات والثقافات ولا يمكن بأي حال من الأحوال إلغاؤه، لكن الممكن تهذيبه وجعله يأخذ منحنى إيجابيا أكثر من أن يأخذ منحنى سلبيا، مُشدداً على أهمية التنبيه أن هناك صوراً متعددة له منها: التعصب السياسي والعرفي والطائفي، وكذلك المذهبي والرياضي، وكل من هذه الأنواع له مصادره التي تغذيه وتنميه، لافتاً إلى أنه لا نستطيع الجزم أن التعصب خاص بشيء معين يمكن أن تعمم عليه نظرية معينة، موضحاً أن العصبية شيء عام، وتحدث عنها "ابن خلدون" بشكل واسع، حيث رأى أن هذه المجتمعات خاصةً العربية تعاني من ما يمكن تسميته بالعصبية، وأن قضايا السياسة والريادة وغيرها جميعها تُبنى عليها.
التشهير كفيل بأن يوقف أصحاب النفوس الضعيفة ويضمن «وحدة الصف»
الإعلام سبب
وعن أسباب التعصب ومصادره ومن يغذيه في المجتمع، أوضح "د. عبدالرحمن العسيري" أنه قبل معرفة ذلك لا بد أن نعود إلى أنواع التعصب، وهي العرقي والمناطقي والسياسي والحزبي، وكذلك الديني والطائفي والرياضي، مضيفاً أن كل هذه الأنواع له أسبابه التي تغذيه، لهذا نجد أن التعصب يبدأ كنتيجة أو حاجة إلى الانتماء نحن والآخرون، وذلك بأن يكون الشخص منتمياً إلى منطقة أو إلى حزب أو مجموعة، وهذا الانتماء ينتهي تدريجياً إلى الرغبة في التنافس، ثم يتحول بتدرج إلى الرغبة في الصراع، ثم يتحول من الصراع إلى الرغبة في القضاء على الآخر، وهنا تأتي المشكلة، مبيناً أنه من خلال كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية أجروا عدة دراسات عن التعصب القبلي والمذهبي، وظهر لهم جلياً أن الإعلام له دور كبير، سواء الجديد أو القنوات الفضائية، حيث أصبحت هناك قنوات متخصصة دينية وحزبية وقبلية ورياضية، ذاكراً أن كلا منها يذكي هذا الجانب، وكلا له مناصروه ومؤيدوه، وبالتالي يبدأ إيجاد أتباع لهذه الفئة، ذاكراً أنه لا يمكن لأي حال من الأحوال في العصر الحاضر عندما نتحدث عن التعصب أن نغفل الدور الكبير الذي يفعله الإعلام الجديد أو القنوات القضائية في إذكاء هذه الأنواع المتعددة من التعصب وبكافة أشكالها.
علاقة تبادلية
وتداخل "د. إبراهيم الزبن" قائلاً: من خلال وجهة نظري أرى أنه لا بد أن تكون لدينا رؤية تحليلية "سايسلوجية" لظاهرة التعصب، مضيفاً أن التعصب علاقة تبادلية قائمة على المنفعة، بمعنى أن الأفراد الذين يتعصبون ينتمون إلى جماعات ثم يتسمون بخصائصها، بل ويتعصبون كذلك بفكرها، وبالتالي يكون الشخص مقبولاً لدى هذه الجماعة التي تحتويه وتحتضنه وتوفر له حاجته التي تشبع رغباته، مبيناً أنه إذا حاولت البحث عن مفهوم التعصب وأسبابه لا بد أن أفهم لماذا هؤلاء الشباب أو الفتيات يمارسون هذا السلوك التعصبي بدون خجل وبدون تحفظ على المكاسب الوطنية التي يُؤدي فقدها إلى خسارة المجتمع، ولا يدركها إلاّ إذا كان هناك أثر واضح يتم قياسه، ذاكراً أن الأسباب الأساسية التي جعلت هؤلاء الشباب يمارسون التعصب تعود إلى أن المجتمع والجهات المسؤولة لم يشخصوا حاجاتهم واحتياجاتهم التي جعلتهم يتعصبون إلى الأندية الرياضية، متسائلاً: لماذا وجدوا في هذه الأندية الرياضة على سبيل المثال الفرصة للتنفيس عن ما في مشاعرهم ورؤاهم التي هي في الأساس مغلفة بسلوك رياضي؟ لافتاً إلى أن هؤلاء الشباب لديهم مشكلة إشباع احتياجاتهم داخل الأسرة وداخل المجتمع، وعلاقات القرابة اليوم أصبح دورها مهمشاً، وجماعات الجيرة لا دور لها، والمسجد كذلك لا يمارس دوره الذي كان يمارسه في السابق، وبالتالي تم تهميش الشباب، مما أدى إلى خلق جماعات بديلة تمثلت في الأندية الرياضية.
تبادل الاتهامات والتصنيف والتشكيك في الأصول سلوكيات تفكك المجتمعات
وأضاف: هناك سبب آخر يتعلق بمسألة مرتبطة تماماً بالتنشئة الاجتماعية، حيث نجد مشكلة في ثقافة الحوار التي تقتصر على الاستقبال وليس على الاستقبال والارسال، وهذا خطأ في التربية، ونحن نعلم تماماً أن الطفل عندما لا يعطى فرصة للتعبير عن رؤيته ويهمش رأيه ويمارس فيه نوع من الاقتصاء، فإن هذا السلوك سينمو معه، وبالتالي إذا وصل إلى مراحل عمرية متقدمة يبدأ يتعامل مع الآخرين بهذا الأسلوب، مبيناً أن ثقافة الحوار داخل الأسرة شبه مغيبة، كذلك داخل المؤسسات التعليمية نجد أن الطالب الذي يشارك بالرأي غير مرغوب فيه داخل القاعة الدراسية، ذاكراً أنه في الأحياء السكنية تم إعطاء الفرص لجماعات القرناء الذين يمارسون في الغالب أدواراً انحرافية، ولعلنا نعرف كيف نشأت الجماعات الإرهابية وغيرها، متأسفاً أن لدينا منظومة متكاملة من الأسباب التي يجب أن ندركها من خلال فهمنا لسلوك التعصب.
د. العسيري: وصلنا إلى مرحلة صعبة من التعصب القبلي داخل المدارس
برامج تثقيفية
وأكد "يحيى الراشد" أن التعصب يصعب ضبطه بضابط معين، أو قوالب معينة نضعه فيها بحيث يحكم على الشخص أو يتم تجريمه، مضيفاً أن المغذي لهذا التعصب هو البعد عن منهج الله سبحانه وتعالى، ومتى ما خرجنا من تعاليم ديننا الحنيف فإننا سنقع في عواقب وخيمة نتيجة لهذا التعصب، مبيناً أن من يتعامل بالعصبية لا يمكن أن يتعايش مع المجتمع الواحد، ولابد أن يغترف الظلم والاعتداء على الآخرين، ذاكراً أنه يجب علينا إيجاد برامح تثقيفية لتوعية المجتمعات من خلال المدارس والخُطب، وكذلك تكثيف إقامة مثل هذه الندوات من أجل توعية المجتمع وافهامهم أن هذا الأمر منبوذ ويتسبب لنا في مشكلات عديدة، لا سيما أنه يتعدى الأمور التي تتعلق بالاعتداء الشخصي، وقد يخرج عن الإطار الأخلاقي ويدخله في الأمور التي تخل بمبادئ الشرع، مشيراً إلى أنه قد يصل التعصب بالفرد إلى أن يهتم بأمر من أمور الدنيا ويجعلها تسير في شرايين دمه، وكما تعلمون أن شرعنا يرفض مثل هذا الأمر، قال تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"، وألا أربطها بأي رابط آخر.
د. الخالد: البرامج الرياضية تبحث عن المعلن بالإثارة وتعزيز التعصب
مبالغة في الطرح
وأوضح "د. عبدالعزيز الخالد" أنه في المجال الرياضي فالتعصب ناتج بسبب الإعلام بشكل رئيسي، والآن لو عدنا إلى أنجح برنامج رياضي تأتي بأربعة متعصبين هلالي، نصراوي، اتحادي، أهلاوي وأمامهم مقدم برامج مفوّه، مما يتسبب في مشاكل كبيرة، وقد يجعل البرنامج أكثر مشاهدة وأكثر جلباً للإعلان، ويصبح بالتالي من أفضل البرامج التي تجد متابعة، مضيفاً أنه أصبح المجتمع كله منقسماً نحو نادٍ معين يدافع عنه، ثم تأتي الردود من مجموعة أخرى تتبع نادياً آخر، ذاكراً أن هذا الأسلوب أوصل المجتمع إلى قمة التعصب الذي سببه الإعلام بشكل رئيسي، من خلال المبالغة في الطرح التي حولت النقاشات إلى معركة وليست كرة قدم، مؤكداً أنه تحول النشاط الرياضي بشكل عام من تسلية بريئة ومتعة إلى غم وهم، وأصبح ضرره على المجتمع واضحاً جداً، مشيراً إلى أنه من الأسباب الأخرى للتعصب قلة الوعي، وعدم الإلمام بمعاني التنافس الرياضي، وحب الذات المتمثل في الأنانية، والتي تجسمت في أن فريقي هو الموجود وهو الصحيح وباقي الفرق يشكلون خطأ في خطأ، وبالتالي لا مجال لقبول الآخر، إضافةً إلى أن هناك لغة استفزازية نسمعها في الإعلام الرياضي وتصدر من شخصيات إعلامية رياضية لها ما يزيد على الثلاثين عاماً في الميدان الرياضي، ومع ذلك يتحدثون بمبالغة من أجل الكسب الجماهيري الشخصي، لينصب نفسه محامياً عن ناديه وعن جمهوره وليكسب شهرة جماهيرية.
الراشد: الاختلاف يُعد ظاهرة صحية دون أن يقصي طرف آخر
وأضاف: نجد في الإعلام الرياضي تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، وقد شاهدنا ذلك على مستوى المنتخب الذي انتهت مشاركته في البطولة الآسيوية في استراليا، كان يلعب المباريات والناس يتحدثون عن الأندية وليس عن المكاسب الوطنية، الأمر الذي أثّر على الناشئين، وجعلهم يتجاوبون مع هذا الاتجاه، بل ويحرصون على متابعة لاعبيهم المفضلين، مما أدى إلى تلاشي الاحساس الوطني بشكل واضح بسبب تأثير الطرح الإعلامي، مُتأسفاً على غياب دور المدارس ورب الأسرة وكذلك بعض المعلمين الذين يفرضون على الطلاب ارتداء ملابس النادي الذي يشجعونه، مما أدى إلى زيادة حدة التعصب.
د. الزبن: الإرهاب والعنف من مخلفات التعصب للأفكار
بيئة خصبة
وحول توارث التعصب قال "خالد الفاخري": فيما يتعلق بالإعلام فإنني لا ألوم الجهاز الإعلامي، وإنما اللوم يقع على من يستخدم الإعلام كأداة لبث سموم التعصب، وقد سمعنا بطلاق بين زوجين بسبب هزيمة نادٍ وفوز آخر، متأسفاً أننا نتعاطى مع الموضوع باعتباره قضية لا أثر له في المجتمع، مما خلق لنا بيئة خصبة للتعصب، وإذا جئنا وتحدثنا عن تعصب لقبيلة معينة قد يؤدي ذلك إلى أن يرتكب شخص ذو عقل فارغ جريمة محددة ضد طرف آخر، مبيناً أن سبب توارث التعصب ناتج عن عدم اعتباره مشكلة جوهرية في المجتمع، إضافةً إلى عدم اعترافنا به كمشكلة، مُشدداً على ضرورة التأكيد بأن التعصب يتنافى مع مبدأين اثنين هما التسامح والمساواة.
العسيري: وسائل الإعلام لها دور كبير في تغذية التعصب وهي من الحلول
وعلّق "إبراهيم العسيري" قائلاً: أعتقد الإعلام ليس هو السبب الوحيد في عملية التعصب الموجود لدينا، لكن هناك جوانب كثيرة في المجتمع تثير العملية، وقد نرى التعصب الرياضي ظاهراً إعلامياً لكن هناك تعصبا في أمور كثيرة وليس ظاهراً إعلامياً، مضيفاً أنهم في مركز الحوار الوطني لديهم محاور رئيسة هي الأسرة من خلال المنزل، والطالب، والجامعة، والمسجد، مبيناً أنه فيما يتعلق بالأسرة من المفترض أن يكون هناك حوار ونقاش داخل المنزل وتقبل الرأي والرأي الآخر، ذاكراً أن المساجد لها دور في توعية الناس دينياً على كيفية الحوار وتقبل الرأي الآخر.
عدة أنماط
وطرح الزميل "د. أحمد الجميعة" سؤالاً: نحن نتوارث التعصب لأننا أصلاً مجتمع متعصب صحيح أم خطأ؟
وأجاب د. عبدالرحمن العسيري: لست مع هذا التعميم، لكننا نجده في جميع المجتمعات، مضيفاً أن كل المجتمعات تتوارث نمطاً معيناً قد يتغير مع الوقت، مبيناً أنه إذا رجعنا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "يولد المولود على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، وهذا كلام قد ينطبق على التعصب، فالذي يعيش في مجتمع معين له توجه محدد هو الذي يقولبه في نمط معين من أنماط التعصب، ذاكراً أنه في مرحلة ما تعرف بالصحوة بدأ يظهر عندنا نوع ما يمكن أن نسميه بالتعصب الديني بدرجة كبيرة، والذي أدى إلى تقسيم المجتمع إلى قسمين ملتزم، وغير ملتزم، وكل منهما يتعصب لرأيه إلى درجة إقصاء الآخر، متأسفاً على أنه بعد ظهور القنوات الفضائية بدأت تنمو لدينا فكرة إحياء العصبية القبلية بشكل كبير جداً، والتي أصبحت تطغى على العصبية الدينية، كذلك بدأت لدينا ظاهرة المد القبلي من حيث القنوات والمنتديات القبلية، بل وبدأ المجتمع يقولب هذا التعصب في المدارس والأماكن العامة، إضافةً إلى ذلك نجد التعصب الرياضي موجوداً في كل الأوقات، لافتاً إلى أن البيئة المحيطة بالفرد هي التي تشكل نوع التعصب وهي التي تورثه خلال فترة معينة.
وتداخل "د. إبراهيم الزبن" قائلاً: هناك جدال في علم الجريمة والانحراف وباعتباري متخصصاً في هذا المجال فكثيراً ما نناقش هل هذا السلوك الإنساني هو مكتسب أم موروث؟ مضيفاً أنه لو أخذنا النص الشرعي "كل مولود يولد على الفطرة"، فهذا يعني أن الإنسان يكتسب السلوك قبل الوراثة، مبيناً أننا لا نغفل أهمية انتقال الإنسان من بيئة إلى أخرى ومن مرحلة زمنية إلى أخرى، إضافةً إلى الحاجات الإنسانية التي كثيراً ما نسخر منها وهي أحد المبررات الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الشباب في المجتمع.
الفاخري: تفشي التعصب بسبب عدم اعتباره مشكلة جوهرية في المجتمع
غياب النظام
وعن وجود أزمة أخلاق لدينا، وكذلك غياب نظام يضبط الظاهرة، أوضح "د. عبدالعزيز الخالد" أن الأمر لا ينقصه الأخلاق، وإنما عدم وجود نظام يفرض عقاباً لكل من يتجاوز حدوده ويخطئ، مضيفاً أن الالتزام سيقضي على نسبة عالية من التعصب، خاصةً الرياضي، مبيناً أننا نلاحظ انفلاتاً تاماً في التصريحات الرياضية من قبل إداريي الأندية واللاعبين، وكذلك بعض الجماهير دون رقيب، وقد تصل الإساءات إلى مرحلة القذف والإساءة للقبيلة أو الأسرة، وكذلك اختلاق بعض القصص الوهمية عن بعض المسؤولين أو اللاعبين، كل ذلك بسبب عدم وجود نظام يجرِّم مثل هذه التصرفات، ذاكراً أنه قبل فترة استمع إلى رئيس نادي الهلال يتحدث عن وجود حوالي أربع قضايا خاصة به في وزارة الإعلام ولم تحسم منذ حوالي أربعة أعوام؛ بسبب قذف غير جيد في تويتر، وهذا سيعطي فرصة للآخرين للاستمرار في التطاول.
وتداخل "إبراهيم العسيري" قائلاً: أود أن أحيلكم إلى الدراسة الاستطلاعية عن التعصب الرياضي وأسبابه التي نشرت في هذه الصحيفة وشملت كافة مناطق المملكة، وخرجت بعدم وجود أنظمة رادعة تمنع تجاوز العصبية في مجال الرياضة إلى أمور أخرى تدخل في شكل اللاعب ولونه، مما قد يسبب العديد من المشاكل.
وعلّق "يحيى الراشد" قائلاً: ان الضابط لمثل هذه الأمور هو الضابط الديني، والقائم على الوعي الديني المتوازن، مؤكداً أنه إذا ضبط الجانب الديني لن تكون لدينا مشاكل يصعب حلها.
قنوات فضائية
وطرح الزميل "علي الموسى" سؤالاً قال فيه: ذكر بعض المتحدثين أن من أسباب التعصب ما تنقله بعض القنوات الفضائية، خاصةً التي تبث الأشعار الشعبية التي تثير النعرات القبلية، هل من الممكن وضع قوانين للسيطرة على القنوات الشعبية والبرامج الرياضية، خاصةً أن مالكي هذه القنوات سعوديون؟ وهل سن هذه القوانين سيؤدي إلى الحد من هذه القنوات؟
وأجاب "د. عبدالرحمن العسيري": لا أحد ينكر الدور الكبير للقنوات الشعبية في إذكاء العصبية القبلية تحديداً، وهي نشأت في فترة زمنية متعاقبة، حيث أصبحت الآن مملوكة للقبائل، بل وأصبحت بالتالي تتحدث باسم القبيلة، والهدف ربحي، وإبراز صورة القبيلة أمام الآخرين بالطريقة التي تريدها، مضيفاً أنهم أجروا ملتقى في كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية حضره مسؤولون عن القنوات الشعبية وهي تزيد على عشر، وشارك كذلك عدد كبير من المشرفين على المنتديات القبلية، ووجدوا تجاوباً كبيراً في قضية الدور الذي يمكن أن تؤديه من ناحية عكسية، عبر تعزيز اللحمة الوطنية، ذاكراً أنه كان جميع المشاركين متجاوبين ومؤيدين لذلك التوجه، مشيراً إلى أنهم في البداية استطاعوا أن يطبقوا ما اتفقوا عليه وحاولوا التغيير، متأسفاً أن الأهداف الرئيسة للقناة لم تتغير، مما يدل على أن الوضع العام من الصعب تغييره.
وتداخل "د. عبدالعزيز الخالد" قائلاً: أعتقد أن الهدف من هذه القنوات هو الربح، بل حتى القنوات الخليجية تسوق عبر جماهيرية المملكة، حيث تحضر متعصبين لدينا، ثم تقيم برنامجاً حوارياً لتبيع كثرة المشاهدة من خلالها، مضيفاً أن هناك برنامجا خليجيا اكتسب الشهرة من خلال متعصبين سعوديين إعلاميين ونقاد، متأسفاً على أن هناك قنوات يملكها مواطنون ومع ذلك تهدف إلى الكسب والربح على حساب مشاعر المجتمع وقضايا البلد، كل ذلك في سبيل بيع المتابعة والمشاهدة، مؤكداً أنه إذا كان هناك نظام حقيقي صادر من وزارة الإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب لتقنين مثل هذه القنوات بنظام قوي لضبط ما يصدر منها.
حاجة وإشباع
وتساءل الزميل "د. أحمد الجميعة": لماذا يريد المجتمع السعودي مثل هذه البرامج؟
وعلّق "د. إبراهيم الزبن" قائلاً: هناك حاجة لدى أفراد المجتمع تحتاج إلى الإشباع إذا لم يتم إشباعها بالطريقة السليمة فستتم بالطرق الأخرى، مضيفاً أنه لا يمكن أن يضع نظاماً دون العودة إلى الرؤية القضائية في المملكة، التي لا ننسى أنها تستمد مبادئها من الشريعة الإسلامية، وبالتالي فإن أي سلوك انحرافي في أي مجال يجب أن يضبط بالقضاء الشرعي الموجود في المملكة، ذاكراً أن المشكلة ليست في الأنظمة، وإنما في إجراءات تطبيق الأنظمة، إذ لدينا كذلك مشكلة كبيرة في الجانب الإجرائي أكثر من القضائي، مُشدداً على أهمية الأخذ في الحسبان أنه إذا أردنا أن نضع أنظمة يجب أن نُفرّق بين الأسباب والنتائج.
لغة الشباب
وطرح الزميل "نايف الوعيل" سؤالاً: المجتمع البسيط يريد من علماء الدين أن يتحدثوا بلغة الشارع، فماذا يمنعهم بالتحدث مثلاً عن مباراة الهلال والنصر، وعن القنوات الشعبية؟ كذلك أعضاء هيئة التدريس في الجامعات وفي المدارس، لماذا لا ينزلون إلى مستوى الطلاب، مضيفاً أنه إذا تناولنا موضوع القانون نجد أن الإجراءات القانونية لدينا تأخذ إجراءات طويلة مما يجعلنا نزداد تعصباً وتفككاً، متسائلاً: ألا ترون أن بيئتنا لم تكن جاذبة للمتعصبين والآن أصبحت تكافئ التعصب؟
وأجاب "د. عبدالرحمن العسيري" قائلاً: عندما أجرينا دراسات على المتطرفين فكرياً اتضح أن أهم المشاكل التي نعاني منها هي قضية الفجوة بين العلماء والشباب، الأمر الذي يتطلب فتح العلماء أبوابهم لاستقبال هؤلاء الشباب بدلاً من أن استقطابهم شرائح أخرى، مضيفاً أن هذا الموضوع يجب أن نسعى إليه جميعاً وليس عيباً أن ينزل علماؤنا إلى مستوى الشباب، ويحرصوا على تبسيط الخطاب الديني، وأن يكون موجهاً من العلماء من أجل احتواء هؤلاء الجيل إلى أفكار وسطية تخدم الدين ومن ثم المجتمع، وحتى لا يقعوا فريسة لأشخاص متطرفين، مُشدداً على ضرورة أن تكون نوعية الخطاب الديني مفهومة، إضافةً إلى أهمية إخضاع المشايخ والعلماء والدعاة لدورات تدريبية في كيفية تناول الخطاب الديني، وكيفية التخاطب مع الأفراد.
محكمة رياضية
وتداخل "يحيى الراشد" وقال: القضايا التي تم مرافعتها في المحاكم الجزئية تتعلق بالقذف الناتج عن السلوك التعصبي، أو اعتداءات شخصية ناتجة عن شجار قبلي مرجعها في النهاية التعصب، إذاً نحن نمارس الآن في المحاكم عقوبات ضد نوع من أنواع التعصب، مضيفاً أن وجود قانون خاص لمكافحة التعصب مُحدد الدرجات ليس سهلاً؛ لأننا لا نستطيع أن نحصي أنواعه، إلاّ أنه يمكن وضع قوانين لمعالجة ما يترتب على التعصب من حقوق شخصية واعتداء على الآخرين، أو على الحق العام، وبالتالي تتولى دوائر الادعاء أو غيرها من الأجهزة القضائية عملية التحقق والعمل على إرجاع الحق لأصحابه.
وقال "د. عبدالعزيز الخالد": هناك أحد الزملاء يقول إنه في اللقاءات التلفزيونية يذكر الشيء الذي في خاطره لكنه لا يذكر الحقيقة، وأنه كلما زاد في التعصب تجاه فريقه أو ناديه تطلبه القنوات الفضائية، ويصبح بطلاً عند جماهير ناديه، وينتشر عبر وسائل الاتصال الاجتماعي! متسائلاً: هل يمكن تأسيس محكمة رياضية؟
وأوضح "يحيى الراشد": أنه ليس هناك مانع لإنشاء محكمة خاصة بقضايا الرياضة كما هو الآن في محكمة المشكلات المرورية، مضيفاً أن وزارة العدل تعمل على تحديد تخصصات المحاكم التي تتناول القضايا المرورية والجنائية والعقارية والأموال الشخصية، وبالتالي يصبح القاضي ممارساً لعمله بشكل يومي بدلاً من أن تأتيه قضايا مختلفة.
وأكد "خالد الفاخري" أن التعصب غير مُجرّم في مجتمعنا، لكن ما ينتج عنه هو المُجرّم.
أهداف متمددة
وتساءل الزميل "راشد السكران": هل التعصب ناتج عن قصور في التوعية والتثقيف خاصةً من مؤسساتنا التربوية والتعليمية؟ وهل مازلنا مجتمعاً منغلقاً لم يستطع الاندماج مع الآخر؟ وهل هناك أيادٍ خاصة تؤجج التعصب لدينا؟
وقال "خالد الفاخري": أصبح المجتمع منفتحاً على اعتبار أن العالم قرية صغيرة، كذلك وسائل التواصل الاجتماعي أوجدت التداخل مع جميع الفئات، لكن يبدو أن هناك من له أهداف لتأجيج التعصب في مجتمعنا، فقد تدرجنا حتى وصلنا إلى التعصب في مذهب واحد.
وأوضح "د. إبراهيم الزبن" أن البُعد الاقتصادي أهم أسباب تأجيج التعصب، مضيفاً أن البُعد الخارجي له خيوط وأهداف متمددة في كثير من قضايانا، خاصةً الجرائم عابرة الحدود، والتي لها عصابات متخصصة في هذا المجال، وتستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال بأطراف داخل المملكة، مبيناً أنه ليس لدينا انغلاق في المجتمع بل المجتمع متواصل، مُستبعداً أن تكون مشكلة التعصب ناتجة عن الانغلاق.
وتداخل "د. عبدالعزيز الخالد" قائلاً: هناك أياد خارجية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر معرفات وهمية، ولا أستبعد أن يكون هناك أشخاص خارج الوطن يعملون من أجل تفريق أبناء المجتمع من خلال التعصب الرياضي وغيره.
تغيير التقليدية
وطرح الزميل "محمد المخلفي" سؤالاً: لو راجعنا الأحداث الوحشية والاجرامية التي وقعت حول العالم نجد أن مرتكبيها ليسوا مجانين أو مختلين عقلياً، بل هم أشخاص عاديون متأثرين بأفكار معينة، فهل نحتاج في المملكة إلى مصحّات لمعالجة حالات التعصب؟، مضيفاً: "أُلاحظ أن أساليب الحوار الوطني لدينا تقليدية، لماذا لا نلجأ إلى الشبكات الاجتماعية والأجهزة الإلكترونية والوصول إلى جيل الشباب ونوعيتهم بخطورة هذه الظواهر؟".
وقال "د. إبراهيم الزبن": إن المتعصبين يمارسون السلوك الانحرافي، وهو غير مقبول اجتماعياً مادام أنه خرج عن المقبول ليحدث ضرراً في المجتمع، مضيفاً أننا نحتاج إلى معالجته نفسياً، مبيناً أنه قد يكون للتعصب جانب جنائي، وبالتالي تتحول القضية إلى الجهات القضائية والمحاكم، وقد يكون له جانب نفسي المتمثل في العنف، ذاكراً أن هناك بعض القضاة يعرض الشخص إلى العيادات النفسية ضمن معالجاتهم لهذه المشكلة، مشيراً إلى أنه لسنا بحاجة إلى تخصيص عيادات أو مراكز متخصصة لمعالجة التعصب، فقط نحن بحاجة إلى عيادات تُعيد تأهيل المحترفين بشكل عام.
وأوضح "إبراهيم العسيري" أن مركز الحوار الوطني طرأ عليه كثير من التعديلات وقد أصبح يشتمل على كثير من النشاطات والأفكار، مضيفاً أنهم أنشؤوا وحدة متخصصة لإنتاج النشرات، وكذلك مخاطبة الشباب عبر "اليوتيوب" والمنتديات، مبيناً أن المركز له نشاط كبير في معالجة التطرف الذي يعد نوعاً من التعصب الفكري والديني، حيث أقاموا خلال هذا العام حوالي (22) لقاء، يمثل الحاضرون ثلثا من الشباب والشابات في كافة مناطق المملكة، يسبق اللقاءات ندوات، والهدف هو محاولة الوصول إلى الشباب، وتغيير النمط التقليدي الذي يسير عليه المركز، لافتاً إلى أنه تم عقد شراكة مؤخراً مع الرئاسة العامة للشباب من أجل تسيير حملة متكاملة بشعار "فرقنا لا تفرقنا"، حيث سيتم زيارة جميع الملاعب والوصول إلى الشباب في أماكنهم.
نصراوي أو هلالي؟
وتداخل "د. عبدالعزيز الخالد": أرى أن الميول الرياضية ظاهرة صحية، وفي مجال الرياضة ليس هناك توريث؛ لأن هناك كثيراً من الآباء يشجعون أندية بينما أبناؤهم يشجعون أخرى، أي نجد الأب هلالي والابن اتحادي، مبيناً أن الميول المصحوبة بشيء من التعصب ليست عيباً، وإنما التعصب المنبوذ هو الذي يؤدي إلى إقصاء الآخر، مؤكداً على أن كثرة المشجعين وانتماءهم للنادي يُعد شيئاً جيداً ومهماً بالنسبة للتطور الرياضي، وكذلك الانتماء للنادي يساعد في عملية التسويق، مما يؤدي إلى انتعاش الجوانب الاستثمارية في المجالات الرياضية، خاصةً ونحن الآن أمام أبواب "الخصخصة"، أيضاً أي شركة تسعى إلى رعاية ناد رياضي لا توقع أي اتفاق إلاّ بعد دراسة النادي جماهيرياً، لافتاً إلى أن النادي الذي ليس له جماهير لن يجد راعياً، وبالتالي يفقد عاملاً مهماً في مواصلة عمله الرياضي وهو الاستثمار.
وأضاف: أن تكون هلالياً أو نصراوياً لا ضير في ذلك، وإنما المهم أن يكون لديك روح رياضية بحيث تتقبل الهزيمة، متمنياً أن يبقى جمهور الفريق الخاسر في المدرجات لتهنئة الفريق والجمهور الفائز بالكأس؛ لأن الملاحظ مغادرة جمهور الفريق الخاسر قبل تتويج الفريق الكاسب!
وتداخل "خالد الفاخري" قائلاً: يا ليت جماهير الفريق الخاسر تخرج من الملعب فقط دون مشكلات، مضيفاً أن هناك جماهير عندما ترى شعار الفريق الفائز على سيارة من السيارات في المواقف فإنهم يعملون على تكسيرها وتحطيمها، مؤكداً أن هذه الجرائم دليل قاطع أن التعصب أمر خطير ونتائجه مزعجة.
ظاهرة لا يمكن عزلها عن المجتمع!
طالب "د.إبراهيم الزبن" بوجود رؤى تطرح في حدود معينة، بحيث تحاول قدر الإمكان أن توجد مفهوماً للتعصب، مضيفاً أن ذلك يساعدنا على فهم الظاهرة، ولماذا أصبحت مشكلة اجتماعية مؤرقة؟، مبيناً أنه على الرغم أن هذه القضية لها أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية إلاّ أن البعد الاجتماعي قد يكون أحد المصادر المغذية لأبعادها المختلفة، ذاكراً أن التعصب ظاهرة لا يمكن عزلها عن المجتمع، ولا يمكن القول إن هناك مجتمعاً إنسانياً لا توجد به هذه الظاهرة، لكنها توجد بصورة نسبية، مشيراً إلى أنه لا يمكن صنع المجتمعات كلها بنفس المستوى من حيث التعصب.
وأضاف: عندما تتحدث عن التعصب كمفهوم يجب أن ندرك تماماً البنى الثقافية والاجتماعية التي نشأ فيها، ثم تداعيات ذلك ونموه بحسب طبيعة كل مجتمع، مُشدداً على ضرورة وجود نوع من الإدراك لهذه الظاهرة بسماته الخاصة التي تمثلت من مجتمع إلى آخر، مؤكداً على أن وجود التعصب أو الانتماء أو الهوية هي مسألة مطلوبة أحياناً، حيث يرى "ابن خلدون" أن التعصب من الظواهر الإيجابية عندما يتحدث عن الملكية وعن كيفية الوصول إلى البنى السياسية وبناء الدول، ذاكراً أن من ناحية نتائج التعصب فإنه إذا لم يضبط اجتماعياً وسياسياً وإدارياً فقد ينتج عنه تداعيات أو إشكالات اجتماعية، فمثلاً إذا بدأنا بمشكلة ضئيلة كما يحدث الآن في الرياضة وسط فئة من الشباب، يمكنها أن تتطور إلى مستويات أعلى ومن ثم الدخول في المنطقة المحظورة.
مخاطر أمنية واجتماعية..
أكّد د. إبراهيم الزبن على أنه إذا بدأ سلوك التعصب لدى فئة معينة من الشباب فإنه لن يتوقف عند الرياضة، وقد ينتقل بعد ذلك إلى تعصب في صور شتى فيها خطورة أمنية على المجتمع والوطن، مضيفاً أن أهم مشكلة هي الإرهاب؛ لأن التعصب للفكر يعني التطرف، وطالما هناك تطرف فكري فإن ذلك سينتج عنه سلوك لحماية هذا الفكر حتى لو أدى إلى قتل الآخر بمبررات شرعية أحياناً، مبيناً أن هناك أمرا آخر وهو العنف بكافة أشكاله كاللفظي والجسدي، وقد تسمع بعض المصطلحات التي يتداولها الناس في مواقع التواصل الاجتماعي والتي كنا في زمن معين نعتبرها سوء سلوك، ولكن للأسف الآن نرى قياديين في مجال الفكر في المجتمع يستخدمون مصطلحات تشجع على العنف والإيذاء للآخرين، ذاكراً أن التأثير المجتمعي يؤدي إلى خلق بيئة محفزة للتطرف والانحراف، وبالتأكيد عندما تضعف قيم مجتمعية يتم استبدالها بقيم أخرى، وعندما نتحدث عن المواطنة الداخلية، نجد أن كثيراً من أفراد المجتمع يتمنون هزيمة فريق وطني من قبل فريق أجنبي في سبيل حماية تطرفه وتصعبه، مشيراً إلى أننا عندما نتحدث عن التهميش ورفض الآخر واللامساواة والحرمان الذاتي من الناحية النفسية فإننا نتحدث عن سلب حقوق الآخرين نتيجة للتعصب المناطقي والرياضي وللون وما يترتب عليه من تأثير نفسي.
وتداخل يحيى الراشد قائلاً: أعتقد أن الاختلاف يُعد ظاهرة صحية دون أن يقضي طرف على آخر، فكلٌ يدلي برأيه دون الخروج عن حدود النص، مضيفاً أنه فيما يتعلق بمسألة التوارث للتعصب فلم تخرج ظاهرة القبلية بشكل ملحوظ إلاّ في الأعوام الأخيرة، حيث كانت محصورة في الرياضة، لكن الآن وصلت إلى مهرجانات الإبل، وانتقلت إلى التفاخر بالمخيمات، مبيناً أنه أثارت هذه الظواهر كل الغيورين على الوطن باعتبارها ظاهرة سلبية، والتي ربما تخرج عن السيطرة.
وعلّق خالد الفاخري: اتفق مع د. إبراهيم الزبن أنه قد يسلب التعصب من بعض الأشخاص حقوقهم، وقد يعطى أفراد آخرين أشياء هم غير مستحقين لها، وهذا ما يدخلنا في جزيئات تتعلق بمخالفة الأنظمة، مضيفاً أن هناك اندفاع من بعض الشباب نحو الأمور الدينية، حيث استغلوا بعض الأشخاص لتأجيج مسألة التعصب الديني، وبالتالي أصبح أبناؤنا أدوات للإرهاب في الخارج، مؤكداً على أنه لا يجوز التركيز على قضية التعصب الرياضي وترك أموراً مهمة بل خطيرة، مُشدداً على عدم إغفال دور الأسرة ومتابعة أولادها، إضافةً إلى المدرسة التي لها دور في التربية، إلى جانب المجتمع الخارجي المتمثل في الأصدقاء، ناصحاً الأسرة بأن يكون لها دور مستمر في تقويم الأبناء في كل المراحل الدراسية التي مرون بها.
ما المطلوب للحد من التعصب؟
* د. عبدالرحمن العسيري
يجب أن نرشد الإعلام في هذه القضية، بحيث نحاول استخدامه بشكل ايجابي، عبر توعية الناس بضرر التعصب، الأمر الآخر لو تتبعنا المشكلات التي تنتج عن التعصب نجدها تتمثل في أربعة أنماط؛ إقصاء، قذف، انتقاص، اعتداء، ولو أخذنا الثلاث نقاط الأخيرة نجدها مجرّمة شرعاً ونظاماً، وهناك أحكام محددة ضد من ينتقص الآخر، أو يقذفه أو يعتدي عليه، والآن صدرت قوانين فيما يتعلق بحقوق الإعلام في هذه القضايا، أمّا الشيء الوحيد الذي لم يصدر فيه أنظمة وقوانين هو موضوع الاقصاء، حيث نحتاج إلى دراسة الاقصاء بشكل كبير لما يترتب عليها كثير من القضايا، ففي أوروبا أو أمريكا عندما يرفض قبول شخص ما في أي وظيفة من الوظائف واتضح أن سبب الرفض هو الإقصاء بسبب نظرة عرقية أو طائفية، فإن ذلك سيترتب عليه إقامة دعوة قضائية ضد الشخص الذي رفض، أّما في عُرفنا فليست هناك أنظمة تحد من هذا النوع من السلوك بل نجده يمارس بشكل كبير.
* يحيى الراشد
- إعادة النظر في الإجراءات بحيث تكون حازمة ورادعة.
- الفهم الصحيح لضوابط الدين ودوره في توعية المجتمع .
- ضبط القنوات الفضائية الشعبية التي تؤجج النعرات القبلية والعصبية.
* د. إبراهيم الزبن
- مراعاة الحاجات الإنسانية التي تؤدي إلى انحراف الشباب في المجتمع.
- نحن بحاجة إلى عيادات متخصصة تعيد تأهيل المنحرفين.
- إجراء دراسات فاحصة لمثل هذه القضايا من قبل مركز الحوار الوطني.
* د. عبدالعزيز الخالد:
- في المجال الرياضي أرى ان يتم وضع نظام دقيق يحاسب كل من يخرج عن النص ويُقلل من الآخر ويستهزئ به ويمارس العنصرية أو الكراهية.
- لابد من إنشاء محكمة رياضية تؤدي دورها في منع أي ممارسات تخل بالروح الرياضية.
- على الكاتب الرياضي أن يتقي الله في كتاباته، وأن يحرص على تقديم رسالة اجتماعية مفيدة.
- يجب أن يتم توجيه المشجعين الرياضيين إلى الطريقة المثلى في تشجيع الرياضة بروح رياضية، وأن الرياضة هي عبارة عن تنافس شريف نترفع فيه عن صفات التعصب، وأن يشمل التوجيه الأب والأخوان الكبار في المنزل، وكذلك الأجهزة الاجتماعية لها دور.
* خالد الفاخري:
- نحتاج إلى موضوع التوعية وتحكيم العقل، وكذلك البُعد عن كل ما يتنافى مع الشريعة الإسلامية والآداب العامة.
* إبراهيم العسيري:
- لابد من سن قوانين صارمة تعالج مشاكل التعصب الرياضي.
- لابد من تكريس الجانب الثقافي وتفعيله، والبحث في أسباب تجاهل الجانب الثقافي والتثقيفي؛ لأنه كلما زادت ثقافة الشخص قلت عصبيته.
التعصب الرياضي أخطر من التمييز العنصري!
قال "خالد الفاخري": نحن في حقوق الإنسان ننظر للتعصب على أنه من الأمور التي تؤدي إلى التمييز، سواء إلى طائفة معينة، أو إلى أشياء ضد حقوق الإنسان، ومما لاشك فيه أن الله عز وجل كرّم بني آدم، وأن منبع هذا التكريم هو أن يكون جميع الناس سواسية، مضيفاً أننا نلاحظ في الفترة الأخيرة وجود اختلافات بين الناس، حتى بين الأخوان في المنزل؛ بسبب تعصب بعضهم إلى فريق كرة قدم، وكذلك نلاحظ تعصب البعض في مجتمع واحد إلى قبيلة (أ) وآخرون إلى قبيلة (ب)، وكل هذه التصرفات تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، مبيناً أن هيئة حقوق الانسان تنظر للتعصب على أنه أداة تقود إلى التمييز، والذي هو مجرّم نظاماً وفق الاتفاقات الدولية، حيث لدينا اتفاقية تنص على القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وكذلك على جميع أشكاله ضد المرأة، لافتاً إلى أن التمييز العنصري هو أساس انطلاق مبدأ التعصب، حيث نبذ جميع ما يُبنى على التفريق بين الأفراد بسبب لون أو جنس أو أي صفة اجتماعية، وكل هذه التصرفات مجرّمة، مؤكداً على وجود دعوات واجتهادات جادة في المملكة من أجل نبذ التصرفات المشينة، إلاّ أنه لا يُرافق ذلك إلزام للأفراد، وهذه هي الإشكالية الكبيرة.
وتداخل "د. عبدالعزيز الخالد" قائلاً: أصعب أنواع التعصب الموجود لدينا الآن هو الرياضي، مع احترامي لكل الجوانب الأخرى التي ذكرها المتحدثون خاصة فيما يتعلق بالتعصب القبلي الذي أرى انه أمر عادي جداً ولا يشكل قلقاً بالنسبة للمجتمع، بل إن القلق الآن يكمن في التعصب الرياضي، حيث بدأ ينخر في جسد المجتمع السعودي، وأصبح يؤثر في العلاقات الأسرية في الوضع بشكل عام، وقد ينذر بخطر كبير إذا لم نتدخل جميعاً لكبح جماحه، خاصةً رجال التربية والمسؤولين، مُشدداً على ضرورة تدخل الدولة بشكل مباشر؛ لأن الوضع أصبح خارج السيطرة، وبدأ يؤثر في الأسر والمجتمع والأسرة الواحدة، بل وفي الأشقاء داخل البيت الواحد، وبالتالي يجب أن نبحث عن حلول، مبيناً أنه قد تكون هذه الندوة بداية لايجاد حلول قوية، وربما سيكون هناك مردود ايجابي، لنخرج بتوصيات عملية مهمة وليست بتوصيات نظرية فقط، مشيراً إلى أن التعصب ليس كله ممقوتا، وإنما مطلوب في حدود من أجل رفع المستوى، حتى نصل إلى مرحلة تنافسية عالية، مؤكداً على أنه ليس من الممكن إيجاد تنافس بدون تعصب مرشد، وبدون حرص ومثابرة من الجميع وأداء عملي جيد حتى تصل بالمسابقة إلى أعلى مستوى، ذاكراً أنه إذا لم يكن هناك حماس وتحد بين الشباب على عشاء أو وجبة من الوجبات فإن اللعب سيكون بارداً.
تجريم التعصب..
تساءل الزميل "د.أحمد الجميعة" عن إقناع صاحب القرار بأهمية إيجاد نظام لمكافحة التعصب، وأجاب "خالد الفاخري"، مؤكّداً على أن القيادة السياسية لها القدرة على تحجيم التعصب من خلال مركز الحوار الوطني، مضيفاً أننا نحتاج إلى وضع قوانين لتجريم الأفعال الناتجة عن التعصب، وكذلك إيجاد الحلول المعلنة، بحيث ان أي شخص يخرج منه سلوك مشين يجعله مجرماً أمام القانون.
وتداخل "د. إبراهيم الزبن" قائلاً: في الواقع هناك رؤية عامة في الدولة أنه في حال وجود ضرر على المجتمع في أي ممارسة سلبية لأي سلوك، فإنه لابد من وضع ضوابط لذلك، مضيفاً أنه ليست هناك بوادر لمثل هذا النظام في ظل الظروف الحالية، مُعتقداً أن مثل هذه الندوة قد تثير نوعاً من الجدلية، وهل نحن بحاجة إلى نظام لضبط المخالفات الرياضية مثلاً؟، وهل نحن فعلاً بحاجة إلى المحكمة الرياضية؟، أم أن الأمر يمكن معالجته عبر القنوات المتاحة حالياً؟، ذاكراً أنه لدينا ما يكفي لضبط هذا التعصب بشرط معالجة الاجراءات وليست معالجة الأنظمة.
وعلّق "يحيى الراشد": لا شك أنّ التعصب له ضرر في مبدأين، أولاً الشرعي؛ أي أن الذي يتعصب يلقي بضرره على الشريعة الإسلامية بشكل عام، ثم يلقي بضرره على الأمن وهو المبدأ الثاني، مشيراً إلى أمر في غاية الأهمية وهو أنه ليس من التعصب اعتزاز الشخص المسلم بشخصيته الإسلامية، وأنه عندما يعتز الفرد بدينه لا يعني ذلك أنه متعصب.
«من أي قبيلة أنت؟»
حول السؤال الذي يُردده النشء: "من أي قبيلة أنت؟"، قال "د. عبدالرحمن العسيري": إن هذا الموضوع ليس افتراضاً، وإنما هي حقيقة، فأبناؤنا في المدارس الابتدائية أول ما يدخل الطالب في الفصل يواجه من قبل زملائه بسؤال: "من أي قبيلة أنت؟"، مضيفاً أنه في الماضي لم يكن يعرف هذا السلوك، وإلى فترة قريبة لم يكن أبناؤنا يعلمون من أي قبيلة هم، حتى وصلنا إلى مرحلة جيدة من الاندماج؛ مبيناً أن هناك دراسات كثيرة أجراها كرسي الأمير نايف داخل المدارس أثبتت أننا فعلاً وصلنا إلى مرحلة صعبة من التعصب القبلي داخل المدارس، وهذا ليس من مسؤولية الأب أو الأسرة وحدها، وإنما المدارس والمؤسسات التربوية كلها لها دور في محاربة هذه السلوكيات، ذاكراً أن الأسرة لها دور كبير، لكن يجب أن تتم توعيتها قبل التركيز على الأبناء، مشيراً إلى أنه إذا كان الأب يرى أن قضية التعصب القبلي تحقق له شيئاً من الاحتياجات فإنه بدون شك سيورثه لأبنائه، مؤكداً على أن المسلمين لا فرق بينهم إلاّ بالتقوى، وذات الطريقة يجب أن تُتَّبع داخل المدارس وجميع المؤسسات التربوية.
المشاركون في الندوة
أ. د. عبدالرحمن العسيري أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية
د. إبراهيم الزبن أستاذ علم الاجتماع بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
د. عبدالعزيز الخالد مدير الأنشطة الرياضية بجامعة الملك سعود ومدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة
إبراهيم العسيري مساعد أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للشؤون التنفيذية
يحيى الراشد محام ومستشار قانوني
خالد الفاخري أمين عام جمعية حقوق الانسان
حضور الرياض
د. أحمد الجميعة
نايف الوعيل
محمد المخلفي
عبدالعزيز العنبر
راشد السكران
علي الموسى
حنيف السبيعي
مواقع وبرامج التواصل زادت من انتشار بعض ممارسات التعصب
الوعي والحوار يصنعان الوحدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.