أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لليابان عن توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين، منها اتفاق لبحث إدراج أسهم شركة النفط السعودية "أرامكو" في بورصة "طوكيو"، وتأتي الخطوة بعد تخطيط السعودية لإدراج نحو خمسة بالمئة من أسهم شركة أرامكو -أكبر منتج للنفط في العالم- في السوق المالية السعودية وفي بعض الأسواق العالمية، وتتنافس على هذا الطرح عواصم عدة منها لندن وهونغ كونغ وسنغافورة وتورنتو وطوكيو ويبقى الأكثر حظاً للحصول على الصفقة لندن ونيويورك وتورنتو بحسب صحيفة "الوول ستريت جورنال" الأميركية فبراير الماضي. وفي حين تتطلع الحكومة اليابانية لاستقطاب أسهم أرامكو، تتحرك باتجاه مد جسور صناعية واقتصادية مع المملكة من خلال تشجيع مستثمريها على بناء منشآت صناعية للبيتروكيماويات في السعودية، كما صرّحت شركة "تويوتا" لصناعة السيارات عن عزمها تصنيع بعض سياراتها في المملكة العربية السعودية، وبدورها تحركت السعودية لتسهيل عمل المستثمرين اليابانيين على أراضي المملكة من خلال تخفيض الضرائب على الاستثمارات الأجنبية وبناء مجمعات صناعية خاصة لليابانيين وسن القوانين الجاذبة للاستثمارات بالإضافة لتسهيل آلية منح الفيزا السعودية للقادمين من اليابان. وصرّحت الخبيرة اليابانية بشؤون الطاقة والأمن القومي "جين ناكانو" ل"الرياض" بأن طوكيو تُقدّر أهمية العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودورها في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما ترى أن التعاون بين اليابان والسعودية في قطاع الصناعات الثقيلة سيساهم في تعزيز استقرار الاقتصاد السعودي، وعلى الأرجح سوف تنمو في المستقبل الصناعات البيتروكيماوية والصناعات الثقيلة بسبب توافر الموارد وقابلية المملكة لنهضة صناعية. وتعتبر السعودية المصدر النفطي الأول لليابان تليها الإمارات العربية المتحدة ومن ثم إيران. وعن توتر العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران وتأثير هذا على خيارات طوكيو أفادت "ناكانو": "نظراً للتوتر الأميركي - الإيراني بسبب نشاطات إيران في الشرق الأوسط وبسبب الاتفاق النووي الإيراني ستكون طوكيو حذرة من تعميق العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران في المرحلة القادمة، إلا أن اليابان تتخوف من علاقات هندية-إيرانية أو صينية-إيرانية منفردة في آسيا". وعن إدراج أسهم شركة النفط السعودية "أرامكو" في بورصة طوكيو قالت "ناكانو" هناك تنافس كبير على أسهم الشركة بين عدة دول لكن إذا كان لليابان حصة من الشركة فإن العلاقات مع السعودية ستتعزز أكثر بطبيعة الحال وسيفسح هذا المجال لتعاون اقتصادي أكبر بين اليابان والسعودية".