حظيت الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله حالياً لليابان، والزيارة المرتقبة للصين باهتمام واسع من الإعلام الدولي، الذي اعتبرها مرحلة حاسمة لجذب الاستثمارات. وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إلى أن خادم الحرمين والوفد الكبير المرافق له يسعون لإقناع المستثمرين بطوكيو وبكين باستثمار أموالهم في المملكة،مبيّنةً أن اليابان وافقت أمس على تشجيع شركاتها على تقديم الخبرة والاستثمار في السعودية، على أمل إقامة العلاقات وحث "أرامكو" على إدراج بعض أسهمها في بورصة طوكيو للأوراق المالية. من جهتها قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن اليابان أطلقت حملة دبلوماسية على أعلى مستوى في محاولة لجذب "أرامكو" إلى طوكيو بهدف طرح أسهمها هناك التي تقدر في عملية الطرح الأولي ب 100 مليار دولار. وذكرت أن رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" طلب من خادم الحرمين دعم سعي طوكيو لتصبح إحدى البورصات المستضيفة لعملية الطرح الأولي ل"أرامكو"، حيث وافق الملك على دراسة الطلب لرغبته في شراء المستثمرين اليابانيين لأسهم "أرامكو"، التي تضخ نحو 10% من الإنتاج العالمي للنفط الخام، وتستعد لإدراج نحو 5% من أسهمها في عملية قد تقدر قيمة الشركة بتريليوني دولار. في السياق أوضحت وكالة "رويترز" للأنباء أن رئيس مجموعة "سوفت بنك" "ماسايوشي صن"، سيجتمع مع خادم الحرمين اليوم في طوكيو، في وقت تعمل فيه المملكة مع الشركة التكنولوجية والاستثمارية اليابانية على خطط لإطلاق صندوق استثماري تكنولوجي ب 100 مليار دولار، علماً بأن الرياض والمجموعة اتفقتا في أكتوبر الماضي على إنشاء "صندوق رؤية سوفت بنك" الذي سيعد واحدا من أكبر الأصول الاستثمارية الخاصة في العالم. ورأت صحيفة "ستريتس تايمز" السنغافورية أن اليابان تتودد للمملكة من أجل أن يكون لها نصيب في أكبر عملية طرح أولي في العالم، حيث أبرزت الاجتماع الذي جرى أمس بين خادم الحرمين ورئيس الوزراء الياباني، في أول زيارة يقوم بها ملك سعودي لليابان منذ 46 عاما، مشيرةً إلى أنه خلال الاجتماع الذي استمر 35 دقيقة، اتفق الطرفان على خطة من 9 نقاط بعنوان الرؤية السعودية اليابانية 2030، التي تشمل 31 مشروعا بهدف مساعدة البلدين على تحقيق أهدافهما الاقتصادية. واعتبرت الصحيفة، أن أساس تلك الاستراتجية بين البلدين بدأ في أغسطس الماضي عندما التقى رئيس الوزراء الياباني بولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في طوكيو، ثم تلاها اجتماعا على المستوى الوزاري في الرياض أكتوبر الماضي. وبيّنت صحيفة "نيكاي" اليابانية أن خطة تعاون جديدة بين اليابان والمملكة ستساعد في إعادة تشكيل الاقتصاد السعودي المعتمد على النفط، وتحفيز المستثمرين اليابانيين لتوسيع صناعاتهم في المملكة في مقابل الحصول على تسهيلات ضريبية وتنظيمية. ومن المقرر أن يلتقي خادم الحرمين بأبرز رجال الأعمال اليابانيين، ويحضر منتدى اقتصادي هناك، كما يحضر مأدبة غداء مع إمبراطور اليابان.