ضرب الهلال مساء الأحد الماضي عصافير عدة بحجرٍ واحد، وأسقط خصوما عدة في مواجهة واحدة، بهزيمة الاتحاد في "الجوهرة المشعة" بثلاثية تاريخية، بعد أن كاد الأخير أن يسرق الفوز بالطريقة ذاتها التي فعلها في آخر ثلاث مواجهات دورية، بالروح والحماس والهجمات المرتدة واللعب على أخطاء لاعبي الهلال الذين كانوا في تلك المواجهات الثلاث يكتفون بالأفضلية والاستحواذ ويتركون للاتحاد الفوز، لكن كبرياء "الزعيم" حضر هذه المرة، وأبى إلا أن يرد بقسوة، وهزيمة الاتحاد في عقر داره، ماضيًا في طريقه إلى اللقب الغائب، واثق الخطوة يمشي ملكًا!. أجمل ما في فوز الهلال على الاتحاد وتوسيع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه على لقب الدوري إلى ثماني نقاط أنه جاء في جدة، وعلى ملعب الجحفلة "الجوهرة المشعة"، ملحقًا الاتحاد بالأهلي، بعد أن خسر منهما الموسم الماضي، فضلًا عن أن الفوز عليهما وفي عقر دارهما جاء بالحكم الأجنبي الذي حاول البعض أن يجعل منه عقدة للهلال، وأن يوهم الناس زورًا وبهتانًا بأنَّه هو المتضرر الأكبر من حضور الصافرة الأجنبية، قبل أن ينقلب السحر على الساحر، ويظهر للجميع جليًا من هو الكاسب من حضورها، ومن هو الخاسر؟!. أما أسوأ ما في "الكلاسيكو السعودي" الأهم والأكبر فهو الانفلات الذي ظهر عليه لاعبو الاتحاد، وانعكس سلبًا على مدرجاته التي بدأت تنثر على لاعبي الهلال ما ثقل وزنه ورخص سعره، كنتيجة متوقعة للشحن والحشد والتجييش والتحفيز الشرفي والمالي الذي اعتاد عليه الاتحاديون قبل مباريات الهلال تحديدًا، والذي يغيب جله في بقية مواجهات الفريق، ولو أن هذا الإعداد والتحفيز والحماس كان حاضرًا في كل مبارياته لكدت أجزم أنه لم يكن ليعبأ بخصم ثلاث نقاط من رصيده، ولربما حسم لقب الدوري قبل نهايته بعدة جولات، على الرغم من كل ظروفه المالية والشرفية والإدارية، التي تختفي وتتلاشى حين يواجه الهلال!. أما "الزعيم" فعلى الرغم من الفوز الكبير والمهم تاريخيًا ومعنويًا وحسابيًا، والفارق النقطي المريح الذي صار يفصله عن أقرب منافسيه، إلا أنَّه لازال يعاني فنيًّا، وقد يعاني أكثر في المباريات المقبلة بدءًا من مواجهة الفتح، إذا ما وقع لاعبوه في فخ "التخدير"، واستسلموا لحالة الثقة المفرطة التي ربما تفقد الفريق بقية توازنه، وتعيده إلى دائرة الضغط والتهديد بفقدان اللقب الذي بات أقرب من أي وقت مضى من المواسم الخمسة الماضية، لكن أمره لم يُحسم بعد!.