انتهى كلاسيكو الكرة الآسيوية بين الهلال والاتحاد على أرضية الجوهرة المشعة، بانتصار هلالي كبير، بثلاثية أعادت للأذهان بعضاً من ملامح الزعيم. ذلك الزعيم الذي ينتزع بطولاته من ملاعب خصومه، ويفرض على البطولات أن تأتي له طواعية لتنضم لمثيلاتها الكثر اللاتي اعتدن سكنى دواليبه العامرة. في كل المواسم الخمسة الماضية، كانت مباريات الحسم أو المواجهات المباشرة مع المنافسين يخسرها الهلال بكل برود، ثم ينتظر تعثر منافسيه ليحصل على اللقب، والذي بدوره لا يكافئ الخاسرين. في هذا الموسم تغلب الهلال على الأهلي والاتحاد في ملعبهما، وهذان الانتصاران هما اللذان جعلا من ملامسة كأس الدوري حقيقةً قابلة للحدوث. فاز الهلال، وبدأ الجميع بالحديث عن أخلاقية هدف إدواردو فقط. تجاهلوا قدرة الهلال على قلب النتيجة من تأخر بهدف إلى ثلاثية. تجاهلوا الانفلات الجماهيري الاتحادي الذي أصبح علامة مسجلة له دون غيره. تجاهلوا التوتر الرهيب الذي كان عليه أغلب لاعبي الاتحاد، وبالذات فهد المولد الذي لا تمر مباراة مع الهلال إلا وتراه يكاد ينفجر من شدة الاحتقان والتوتر. تجاهلوا العبث الإداري الذي استحضر قضايا بائتة، وتذكيراً بصراع إدارات ضحت بالاتحاد (الكيان) رغبة في تسجيل انتصارات شخصية على حساب العميد. تجاهلوا خشونة لاعبي الاتحاد، والتي لو مرت على حكم أكثر حزم و شدة لرأينا البطاقة الحمراء تظهر مرتين إضافيتين على أقل تقدير. فاز الهلال لأنه الأفضل، والأجدر بانتصار أبعده عن أقرب منافسيه بفارق ثماني نقاط كاملة. فاز الهلال لأن إدواردو وميليسي والشهراني والبريك و هوساوي وخربين، استشعروا أهمية اللقاء واستوعبوا أن الفوز لا بديل له. فاز الهلال لأن دياز تنازل عن بعضٍ من قناعاته، و أجرى تبديلاً مبكراً بين شوطي اللقاء لم يعتد جمهور الهلال إطلاقاً على توقيته طوال فترة إشرافه على الفريق. اقترب الهلال كثيراً من اللقب، ولكنه لم يحققه بعد. جميلٌ جداً أن يرى الفريق أن انتصار الكلاسيكو هو مهر البطولة، وصادمٌ جداً لو اعتبروا أنه إعلان رسمي بالتتويج. فالستة اللقاءات القادمة ليست تحصيل حاصل على الإطلاق، بل هي نتيجة الموسم وثمرته. نبارك للهلال وإدارته وجماهيره هذا الانتصار الكبير، فلم يتبق على الحصاد سوى جولات قلائل يتحكم بها الهلال بمصيره بعد توفيق الله، ليردد جمهوره وبأعلى صوت (زعامة بس).