أكد اقتصاديون الأهمية البالغة التي تحملها الجولة الآسيوية لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في فتح آفاقٍ اقتصادية جديدة للمملكة وتعزيزها، وتثبيت أقدام المملكة في أسواق شرق آسيا التي تعدّ من أهم الوجهات الاقتصادية في العالم. وأوضحوا أن تلك الدول التي ستشملها الجولة تعد مزدهرة في الصناعات التحويلية، ومن أنجح الأمثلة في التحوّل للاقتصاد النوعي. وقال الاقتصادي فضل البوعينين يمكن النظر إلى جولة خادم الحرمين -حفظه الله- من ثلاثة جوانب سياسياً واقتصادياً وإسلامياً، ففي ما يتعلق بالجانب السياسي تأتي هذه الجولة لترسيخ العلاقات الثنائية مع دول الشرق التي أصبحت اليوم بُعْداً إستراتيجياً للعلاقات السعودية، حيث إن المملكة تركز على تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية وتعميقها، بالإضافة إلى تشكيل التحالفات الإسلامية بما يساعد على إعادة اللُحمة والتفاهم الأمثل لخدمة المسلمين، حيث أكدّ خادم الحرمين في خطابه بماليزيا اهتمام المملكة بالشأن الإسلامي على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي دفع لبحث كل الجوانب المتعلقة بهذا الشأن. وتابع بقوله الجوانب الاقتصادية في هذه الجولة كانت في غاية أهميتها، فجميع الدول التي ستشملها زيارة خادم الحرمين لها أبعاد اقتصادية، لاسيمّا ماليزياوالصين واليابان، فقد تمّ التوقيع مع ماليزيا خلال الزيارة على إنشاء محطة لتكرير النفط وإنتاج الكيماويات، مما سيمكّن شركة أرامكو السعودية من الإنتاج بداخل السوق الماليزية، ويساعدها على أن تكون قريبة من عملائها كي تستطيع أن تحظى بميزة تنافسية، أضف إلى ذلك أن ماليزيا تعدّ من الدول المزدهرة في الصناعات التحويلية، وبالتالي ستتمكن المنتجات البتروكيماوية من إيجاد أسواق رائجة لها هناك وفي عموم دول شرق آسيا، أضف إلى ذلك اتفاقية التجارة والاستثمار التي ستعمل على تدفق الاستثمارات الماليزية إلى المملكة والعكس، ومن الأمور المهمة التي يجب ذكرها أن ماليزيا تعدّ النموذج الأمثل للتحوّل الاقتصادي النوعي، ولطالما نحن ملتزمون بتنفيذ رؤية 2030 فأعتقد أن ماليزيا هي أفضل نموذج لمحاكاته. وذكر البوعينين أن دولتي الصين واليابان تحملان أبعاداً اقتصادية مهمة؛ لما لها من تأثير كبير في الجانب النفطي حيث تعدّ المستورد الأكبر لنفط المملكة، كما أن هنالك اتفاقيات تم توقيعها العام الماضي مع الصين واليابان التي كانت عبارة عن شراكات اقتصادية مع المملكة، وأن زيارة خادم الحرمين الشريفين ستعمل على تعزيز هذه الاتفاقيات. في سياقٍ متصل قال أستاذ الاقتصاد الدكتور سالم باعجاجه لاشك أن الجولة الآسيوية لخادم الحرمين ستحمل الكثير من التبعات الاقتصادية الإيجابية على الاقتصاد الوطني؛ تماشياً مع تطلعات المملكة المستقبلية في تحقيق رؤيتها القادمة. وبيّن باعجاجه أن المملكة تهدف إلى نقل وتوطين التقنية والتي تحتاج إلى الكوادر الفنية المؤهلة، ومن المؤكد أن تشمل ملفاتها جولة خادم الحرمين. الزيارات تتماشى مع تطلعات المملكة المستقبلية في تحقيق رؤيتها الجولة الآسيوية لخادم الحرمين تساهم في فتح آفاقٍ اقتصادية جديدة