لا تزال شبة النار تشكل نكهةً خاصة في فصل الشتاء ولياليه الباردة بما تحققه من لقاءات لا تخلو من بعض الوجبات التقليدية التي اختص بها فصل الشتاء.. فضلًا عن التحرر من وسائل التواصل الاجتماعي، والانشغال بها وما تتركه في النفوس من بعض ملامح التوتر. حيث إن عامة الناس يقضون أجمل أوقاتهم في الجلسات الخاصة من خلال استخدام مشب النار في بيوت الشعر سواء في المنازل والاستراحات أو في رحلات البر حيث يتسامرون ويعيشون أجواء الدفء في أحضان الطبيعة ويعيدون منها ذكريات الماضي التي تعتبر السمة الأبرز لهذه الجلسات..! وتعيد (شبّة النار) في أذهان الأجيال الجديدة، تقاليدنا الأصيلة لكونها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ملامح الكرم.. والترحيب بالضيوف. ولعلنا نستشهد بقصيدة الظلماوي الشهيرة: يا كليب شب النار يا كليب شبه عليك شبه والحطب لك يجابي وادغث لها يا كليب من سمر جبه وشبّه إلا منّه غفى كل هابي باغ ٍ إلى شبيتها ثم قبّه تجلب لنا ربعٍ سراة غيابي بنسرية يا كليب صلفٍ مهبّه لا هبّ نسناسه تقل سمّ دابي وغيرها من القصائد التي لا تزال تمجد هذه العادة التي رددتها الأجيال، وكانت علامات فارقة على كرم العرب، وحبهم للضيوف والضيافة، كقول حاتم الطائي: أوقد فإنّ الليل ليل قرُّ والريح يا غلام ريح صرُّ عسى يرى نارك من يمرُّ إن جلبت ضيفاً فأنت حُرُّ!