في كل موسم شتائي يتجه سكان الشمالية والوسطى لقضاء أجمل أوقاتهم في الجلسات الخاصة من خلال استخدام مشب النار في بيوت الشعر سواء في المنازل أو في رحلات البر حيث يتسامرون ويتلذذون بالدفء في أحضان الطبيعة فيما يشبه عملية الاسترجاع لذكريات الماضي التي تعتبر السمة الأبرز لهذه الجلسات خاصة عند تزامنها مع الإجازات ! ، حيث تمثل هذه الإجازة الصغيرة رغم توافقها و انخفاض درجة الحرارة .. بمستويات تجاوزت الصفر .. تمثل فرصة للتمتع ( بشبة النار ) التي لا تزال تشكل نكهة خاصة لفصل الشتاء ولياليه شديدة البرودة بما تحققه من لقاءات لا تخلو من بعض الوجبات التقليدية التي اختص بها فصل الشتاء .. فضلا عن التحرر من أسر البيوت ، والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي ، وما تتركه في النفوس من بعض ملامح التوتر . ول ( شبة النار ) في أذهان الأجيال المتقدمة نسبيا في السن سمة خاصة .. لأنها تربطهم بأيامهم الخوالي ، وتعيدهم إلى تقاليدهم الأصيلة التي كثيرا ما تغنى بها الشعراء الشعبيون ، حتى أنها أصبحت جزأ لا يتجزأ من ملامح الكرم .. حيث يوصف البخيل في التراث الشعبي ( بميّت النار ) كناية عن عدم اهتمامه باستقبال الضيوف ، وكلنا نتذكر قصيدة على غرار قصيدة الظلماوي الشهيرة : يا كليب شب النار يا كليب شبه .. عليك شبه والحطب لك يجابي وادغث لها يا كليب من سمر جبه .. وشبّه إلا منّه غفى كل هابي باغ ٍ إلى شبيتها ثم قبّه .. تجلب لنا ربع (ن) سراة غيابي بنسرية يا كليب صلف (ن) مهبّه .. لا هبّ نسناسه تقل سمّ دابي وغيرها من القصائد التي لا تزال تمجد هذه العادة ، وتضعها في خانة الترحيب بالضيوف .. تماما كما كان يفعل كريم العرب ، خالد الذكر " حاتم الطائي " عندما كان يخاطب غلامه شعرا على قمة جبل ( الموقدة ) قائلا : أوقد فإن الليل ليل قر .. والريح يا موقد ريح صرّ عسى يرى نارك من يمر .. إن جلبت ضيفا فأنت حر