عبدالله الصالح الرشيد بين الحين والآخر وبالأخص في منتصف العام وفي نهاية كل عام دراسي يعيش أبناؤنا وبناتنا أجواء معينة شبه مشحونة وفترات زمنية مميزة في حياتهم الدراسية. اصطلحنا على تسميتها بمواسم الاختبارات يعقبها الحصول على ثمرات الحصاد الذي يقاس مستواه ونضوجه بمقدار الجهد والبذل والتضحية التي سبقته. البعض يتفاءل ويستبشر ويتطلع إلى النجاح ولحظات الفرح وهؤلاء هم المجدون، والمكافحون المتطلعون إلى المستقبل بعزيمة وإرادة ونجابة ممن ينمون ويرعون بذرة العطاء والغرس بالمتابعة والعناية المبكرة منذ بداية العام الدراسي.. وهنالك فئة من الطلبة والطالبات تشعر بالتردد والانقباض والخوف والرهبة عند حلول أوقات الاختبارات وترقب النتائج وهي وجلة شبه يائسة، بل تبعث الكآبة في من حولها ونعني بها الفئة المتقاعسة الخاملة التي تعيش أيام وشهور العام الدراسي بواقع روتيني رتيب، بمعنى أنهم يقضون أيام الدراسة كيفما اتفق بل وربما تشغلهم عنها الاهتمامات الجانبية والتي لا تمت لمستقبلهم وطموحهم بأدنى صلة أو أقل فائدة، وما أكثر هذه الاهتمامات التافهة السطحية لو أردنا التطرق لها في هذه العجالة وهي بالطبع لا تغيب عن فطنة اللبيب والحصيف من الطلبة والذي يتجنبها الكثير منهم ونعني بهم الفئة الأولى التي تطرقنا لها في بداية الحديث. إلى هنا فإنني أقول بصريح العبارة ومن واقع تجربتي بالتعليم طالباً ومعلماً وموجهاً ومدير تعليم: إنه لا رهبة في الاختبارات والأجواء عادية. هذا بالنسبة للمجدين والمكافحين والذين لا يهدرون الوقت ويهمهم مستقبلهم وتحيطهم العناية والرعاية من أولياء أمورهم. ويبقى شبح الرهبة أو عقدة الخوف لدى المترددين والخاملين ممن جنوا على أنفسهم بأنفسهم وأهدروا أيام العام الدراسي بعد متابعة المقررات التي جعلت وفق مداركهم ومستوياتهم. يبقى في النهاية عامل الوقت وعامل الجهد والتطلع الواعد الواعي للمستقبل المنشود. وهذه إضاءات ومعالم الحياة الجديدة السعيدة لأجيالنا القادمة رجال الغد الذين نعلق عليهم أكبر الآمال والله من وراء القصد.. (إضاءة) إذا أنت لم تزرع وألفيت حاصداً ندمت على التفريط في زمن البذر