يوم السبت جلس إلى مقاعد الاختبارات طلاب مرحلتي المتوسط والثانوية، لتأدية اختبارات الفصل الدراسي الأول لهذا العام الدراسي 33-1434ه ،ومع صادق دعائنا لهم بالتوفيق والنجاح ،فلعله من المناسب التنبيه لجملة من النقاط تشكل همنا نحن التربويين في مثل هذه الأيام ،وهو أن يكون الآباء قريبين من أبنائهم ،لطيفين معهم ،متناسين خلافاتهم ومشاكلهم،متفهمين لظروفهم النفسية التي يعيشونها وهم على وجه الاختبارات والتي يسودها بشكل طبعي القلق والتوتر،موفرين لهم الأجواء التربوية الصحية التي تعينهم على المذاكرة ،وتساعدهم على أداء اختباراتهم بدون قلق من النتائج أو خوف على مستقبلهم ،الذي يأتي من خلال الشحن الزائد الذي ينتج عنه التوتر ،و زيادة حجم الخوف على اختباراتهم ،وهذه الأجواء التربوية لاتكون إلا من خلال ابتعاد أسر الطلاب عن استخدام أساليب الوعيد والتهديد بنتائج الاختبارات ،أو تحويل البيوت إلى أشبه ما تكون بثكنات عسكرية ،بما في ذلك اجتهاد الأسر في تغيير برامج الأسرة الاعتيادية ،وهذا يزيد من أجواء التوتر والخوف في نفوس الأبناء ،فتنعكس الأجواء المنزلية الساخنة على نفوسهم ،فتتشكل حالة من القلق يسكنهم، تكون من نتائجه السلبية عليهم ،انعدام التوازن النفسي المطلوب في مثل أجواء الاختبارات ،وخسارة الشعور بالثقة والاطمئنان والهدوء الذي هم يحتاجونه وهم يستذكرون الدروس ،وزيادة مخاوفهم المتعلقة بالنتائج ،ولهذا لابد أن يجدوا في أسرهم مايهيئ لهم الأجواء المريحة ،كي يخرجوا بنتائج جيدة مثمرة تحقق تطلعاتهم ،ودأبهم وتعبهم الذي قدموه طيلة الفصل الدراسي الأول ،ويحققوا نتائج تعكس جهدهم الذي بذلوه سعيا للنجاح وتحقيق الآمال المعلقة عليهم من قبل أسرهم ،وهنا نقطة مهمة ،وهي يجب أن يتنبه الآباء إلى أن فترة الاختبارات قد تستغل من قبل بعض الطلاب من الذين وقعوا فريسة لدعايات واهية في أن هناك «حبوبا «تعين على التركيز والفهم ،أو تقوي الذاكرة ،وتزيد النشاط والسهر ،يروج لها مفسدون مستغلين حاجة طلاب المدارس إلى التركيز والسهر للمذاكرة ،ومستغلين بساطة فهم البعض الآخر منهم ،لأن أخطر مافيها أنها الطريق نحو (الإدمان )حينما يبدأ متعاطيها بعد انتهاء الاختبارات بالبحث عنها وعن غيرها من الحبوب ،حتى يصل به الحال إلى تعاطي حبوب المخدرات بأنواعها ،أو الشعور بالاكتئاب وهو بداية علامات الإدمان ،والخطير في هذا الأمر أن بعض الطلاب سيجد من أصدقائه ممن تعاطى حبوب المذاكرة كما اصطلحوا على تسميتها وشربوا الوهم معها ،من سيوفر لهم مايريدون تحت الدعاوي الكاذبة ،فالحذر من أولياء الأمور مطلب ،وفق الله الجميع. محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط