أزمة بيئية حقيقية بدأت في لبنان أمس مع بدء عدد من المواطنين اللبنانيين باصطياد طيور النورس بطريقة عشوائية ما يهدد بأزمة بيئية حقيقية بحسب المعنيين. وكانت الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري شكلت خليّة أزمة لمعالجة موضوع طيور النورس التي تهدد حركة الملاحة في مطار بيروت جراء تواجدها في محيط المطار بسبب مطمر النفايات المجاور (مطمر الكوستابرافا). في هذا الإطار يقول الصحافي البيئي مصطفى رعد ل"الرياض" بأن قرار قتل طيور النورس "اتخذه مدير عام طيران الشرق الأوسط محمد الحوت الذي قال إنه يفضل سلامة الطائرات على سلامة طيور النورس، وذلك قبل أن يبدأ تنفيذ قرارات خلية الأزمة الحكومية الرسمية، ويلفت رعد أن المعنيين يفضلون الإبقاء على المطمر وضرره البيئي وممارسة أساليب لابيئية تضرّ بالبيئة البحرية والثروة الموجودة ولن تؤتي بنتيجة لأن قتل هذه الطيور سوف يستجلب أعدادا أكبر منها لكي تأكل جيفها. ولفت مصطفى رعد الى وجود طرق علمية لإبعاد الطيور بعيدا من قتلها، وهي محمية دوليا باتفاقيات وقع عليها لبنان منها اتفاقية برشلونة لحماية البحر الأبيض المتوسّط والاتفاقية الخاصة بالطيور المائية، وقال رعد بأن المعنيين في لبنان يضعون معادلة غير قابلة للتطبيق وهي إما المطمر وإما المطار وهذا أمر غير مقبول. وقبل أن تحدث هذه الوقائع كان جرى التشاور بانتظام بين أركان الخلية البيئية وبين وزارتي البيئة والأشغال وشركة طيران الشرق الأوسط ومجلس الإنماء والإعمار، وبحسب ما رشح عن المعنيين فإنه بدأ التشاور مع خبراء للحماية من الطيور وسبل السيطرة عليها للحفاظ على سلامة الطيران المدني: وأبرز الإقتراحات: إخافة الطيور بواسطة تقنية الألعاب النارية، وتسمى "pyrotechnique" وإطلاق نار بمسدس ناري غير حربي أو إبعاد النورس عبر استخدام الصوت القوي للمفرقعات، إصدار أصوات مزعجة للطيور، وهي تقنية تستخدم يوميا في مطارات عدة من الولاياتالمتحدة الأميركية وفرنسا، وهي حاليا تستخدم في جزء من مطار بيروت، طرد الطيور عن طريق رش مواد على محيط المطار، ولا يمكن وضعها مباشرة على أرض المطار لعدم إعاقة الطائرات، وهذه المواد تمنع الطائر من الاقتراب من الأرض أو من المناطق التي تم رشها بهذه المواد. أما بالنسبة الى موضوع مياه نهر الغدير الذي يتجمع فيه الكثير من مياه الصرف الصحي والطيور تجد فيه مرتعا لها وطعاما، فهو مشكلة أخرى فضلا عن وجود أماكن لتربية الدواجن والأبقار وديك الحبش الذي نراه عند مدرج المطار. هذه المشاكل كلها ترغم بعض الطائرات للتوقف فترة طويلة من الزمن لإبعاد هذه الطيور، ووعد وزير الأشغال العامة اللبناني يوسف فنيانوس بمعالجة هذه المشاكل وكذلك مشكلة تربية الحمام، وقال فنيانوس أنه تم وضع الآلات الأربعة الجديدة لإصدار الصوت التي وعدنا بها في مطار بيروت وكانت النتائج جيدة جدا ولكنها ليست كافية، فهي يمكن أن تبعد الطيور لشهر أو شهرين ولكن لا بد من تعزيز هذه الوسائل لحماية المطار أطول مدة ممكنة".