عاد مشهد النفايات المُكدّسة إلى الشوارع مجدداً، خصوصاً في ضاحية بيروت الجنوبية وعرمون وبشامون ودير قوبل والشويفات وبعبدا وقسم من بيروت الإدارية، بسبب إقفال مطمر كوستا برافا في خلدة الذي يستخدم لطمر نفايات جزء من جبل لبنان، بسبب أزمة طيور النورس المنتشرة في محيط مطار بيروت وتهدد سلامة حركة الملاحة فيه. لكن قاضي الأمور المستعجلة في جبل لبنان حسن حمدان وقع قراراً أمس، بإعادة فتح مطمر كوستا برافا موقتاً أمام النفايات لغاية الثلثاء 24 الجاري وإقفاله كلياً بعد هذا التاريخ إلى حين الفصل النهائي بهذا الملف. وفي هذا الإطار أعطى مجلس الإنماء والإعمار تعليماته لشركة «سوكلين» بالبدء بجمع النفايات في بعبدا وجزء من بيروت المشمول في عقد تلزيم طمر النفايات في مطمر الكوستا برافا. وأكد المكتب الإعلامي للشركة ل «الحياة» أن «عمال سوكلين بدأوا جمع النفايات تدريجياً مساء أمس». وكانت «سوكلين» توقفت منذ السبت عن كنس وجمع النفايات في بعبدا وجزء من بيروت، بسبب بلوغ معمل العمروسية طاقته الاستيعابية القصوى وتعذّر تصريف النفايات إلى المطمر بسبب إقفاله. وعقد اجتماع أمس، في وزارة الداخلية برئاسة الوزير نهاد المشنوق للبحث في تنظيم عملية إبعاد الطيور عن المدرجات والحفاظ على سلامة الطيران. وكان وزير البيئة طارق الخطيب قال إن «لا علم له بتوقف سوكلين عن جمع النفايات في بعبدا والضاحية الجنوبية، لكن القرار القضائي يقضي بوقف نقل النفايات إلى المطمر والاستمرار بالعمل داخله»، مشيراً إلى أن «وزارة البيئة أرسلت مندوبين عنها إلى المطمر لمراقبة العمل وطلبت استكمال نقاط الأثر البيئي للمطمر». وقال: «وردنا تقرير من مجلس الإنماء والإعمار عن المطمر وطلبت من اللجنة المشرفة على الموضوع دراسة التقرير لنرى ما إذا كان يستوفي الشروط البيئية والصحية»، موضحاً أن «لا قرار حتى الآن بنقل مطمر الكوستا برافا إلى مكان آخر»، ومشدداً على أن «وزارة البيئة جاهزة للاستماع إلى الخبراء والمعنيين لإيجاد حلول لأزمة النفايات، لا سيما موضوع الطيور». ودعا إلى «اعتماد وسائل تقنية متطورة تبعد خطر الطيور عن المطار ولا تسيء إلى البيئة بل توفق بين سلامة الطيران والمواطن وبين حماية النظم الإيكولوجية». والتقى الخطيب وفداً من حزب «الخضر اللبناني» برئاسة ندى زعرور التي طالبت ب «إقرار قانون النفايات المنزلية الصلبة الموجود في لجنة فرعية مكلفة من لجنة البيئة النيابية لدراسته وإصداره، فهذا القانون يشكل بداية للحل الدائم». جنبلاط يفتح ملف مسلخ الكرنتينا الى ذلك، غرّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» سائلاً: «إلى متى سيبقى مسلخ الكرنتينا مقفلاً، وسيبقى عرب المسلخ مهجرين وعاطلين من العمل؟ إلى متى سيبقى القرار التعسفي لمحافظ بيروت يتعارض ومصالح الناس؟ وإلى متى ستبقى بلدية بيروت تتاجر بالعقارات وتهدم الأبنية القديمة التراثية لحساب تجار البناء؟». ولفت إلى أن «البلدية والمحافظة والداخلية والميكانيك ودفاتر السواقة ولوحات السيارات أوجه متعددة لعملة واحدة». وتحدث عن «بلديات الإقليم والمناصف والعرقوب والحرف في منطقة الشوف فيبدو وكأن على رؤوسها الطير، أدخلها في سبات عميق وحجب عنها حلولاً موضعية كالتي اعتمدت في السويجاني أو الشوف الأعلى، وليس هناك من تفسير لهذا الجمود». وقال: «لا بد من المبادرة والحركة للخروج من هذا المأزق، ابعدوا عنكم عدوى محافظ بيروت، والكلام موجه إلى بلديات الإقليم والمناصف والحرف والعرقوب للخروج من الجمود وإيجاد حل على طريقة السويجاني أو الشوف الأعلى لتخفيف الضرر والحفاظ على جمال المنطقة واحترام المواطن».