استنفرت الحكومة اللبنانية أمس، لتجنب أي حادث طيران قد يحصل في مطار رفيق الحريري الدولي بسبب الطيور المنتشرة في محيطه. وإذا كانت دول كثيرة في العالم تواجه المشكلة ذاتها بفعل التكاثر الطبيعي للطيور، فإنها في لبنان «صناعة وطنية». وبعد قرار وقف العمل على المدرج الغربي في المطار الذي اتخذ إثر نجاح طائرة تابعة لشركة «طيران الشرق الأوسط» (ميدل إيست) في تلافي مجموعة من الطيور صادفتها لحظة ملامستها المدرج المذكور قبل يومين، فإن القرار استتبع أمس، بتنفيذ فوري لقرار قضائي بوقف العمل موقتاً بمطمر «كوستا برافا» للنفايات في محلة خلدة قرب المدرج المذكور. والمطمر مخصص لنفايات جزء من جبل لبنان وضاحية بيروت الجنوبية. وإذ سبّب الحادث قلقاً لدى مسافرين ومسؤولين استدعى طرحه مرتين في مجلس الوزراء، فإن حركة الطيران في مطار بيروت لم تتأثر. وقبل الاجتماع الذي عقد مساء أمس، في السراي الكبيرة برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري لإيجاد الحلول، حضر إلى المطمر وزير البيئة طارق الخطيب، ومساعدان قضائيان لإبلاغ متعهد المطمر بضرورة التقيد بنص القرار وإنفاذه. وعاين الخطيب المطمر ميدانياً، يرافقه فريق هندسي من الوزارة، كذلك محطة الغدير لتجميع النفايات ومصب نهر الغدير الذي تحول جاذباً للطيور. ونفى الخطيب مشاهدته طيوراً في المطمر «سوى بعض العصافير». وبدا الحل الأولي باستقدام «معدات إضافية تصدر أصواتاً لتهريب الطيور ضمن حرم المطار» وفق المديرية العامة للطيران المدني ووزارة الأشغال العامة، خشية أن تكون المعدات السابقة اعتادت على أصواتها الطيور العابرة. إلا أن «مجلس الإنماء والإعمار» نشر تقريراً وضعه للمجلس خبير فرنسي رد «العوامل الأساسية الجاذبة للطيور في محيط المطار إلى مجرى نهر الغدير الذي تحول إلى شبه مجرور مكشوف ترمى فيه مختلف أنواع المخلفات والنفايات، وإلى مصب نهر الغدير القريب من المدرج الغربي للمطار، وإلى المصبين البحريين الموصولين بمحطة التكرير الأولي للمياه المبتذلة في منطقة الغدير، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل نشاطات تربية الطيور في محيط المطار وتجمع مياه الأمطار داخل حرم المطار ووجود مساحات مغطاة بالعشب قرب المدارج». ومن بين مقترحات الخبير الفرنسي «استخدام أشخاص بدوام كامل في المطار، يكونون مدربين ومجهزين بما يلزم لطرد الطيور خصوصاً عند إقلاع وهبوط الطائرات، أسوة بالمطارات المعرضة لخطر الطيور». وسبق للطيور أن دخلت محرك طائرة عند الإقلاع أو ارتطمت بجسم طائرة أخرى عند الهبوط.