مع اقتراب انعقاد محادثات السلام السورية برعاية روسياوتركيا في أستانة، برزت تساؤلات حيال مشاركة الولاياتالمتحدة فيها بعدما أعلن الكرملين تعذر اتخاذ موقف من دعوة واشنطن إلى المحادثات التي تتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا. وكانت انقرة تحدثت قبل ساعات عن اتفاق مع موسكو على دعوة واشنطن الى محادثات استانا المقررة في 23 يناير، في وقت تستمر الهدنة الهشة في سورية حيث اقدمت اسرائيل ليل الخميس/الجمعة على قصف مطار مزة العسكري، بحسب مصدر رسمي. وشهدت العاصمة قبل ذلك تفجيرا انتحاريا تسبب بمقتل ثمانية اشخاص. وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بشكل مفاجىء الخميس أن روسيا وافقت على ضرورة أن تشارك الولاياتالمتحدة في المفاوضات بشأن المستقبل السياسي لسورية المزمع عقدها في أستانة. وقال تشاوش أوغلو من جنيف "يجب بالتأكيد أن تتم دعوة الولاياتالمتحدة، وهذا ما اتفقنا عليه مع روسيا". وشدد تشاوش أوغلو على "وجوب أن نحافظ على وقف إطلاق النار، فهذا ضروري من اجل مفاوضات أستانة"، مشيرا الى أن الدعوات الى المفاوضات ستوجه على الأرجح الأسبوع المقبل. وأردف "لا يمكن لأحد ان ينكر دور الولاياتالمتحدة. وهذا موقف مبدئي بالنسبة الى تركيا"، ملمحا إلى أن واشنطن لن تكون موجودة في أستانة فقط من أجل تسجيل حضورها. وقال تشاوش أوغلو ان الهدف من هذه المفاوضات "هو التوصل الى حل سياسي يشكل الحل الأفضل". وستجمع هذه المحادثات ممثلين عن النظام وفصائل المعارضة المقاتلة. لكن موسكو لم تؤكد ما تقدمت به انقرة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة "لا يمكن أن اتخذ موقفا. بالتأكيد، نحن نؤيد اكبر تمثيل ممكن لكل الاطراف" المعنية بالملف السوري، "لكنني لا استطيع أن أجيب بشكل دقيق الآن". على صعيد آخر، هزت سلسلة انفجارات قاعدة المزة العسكرية في ضاحية دمشق ليل الخميس الجمعة، قال المرصد السوري لحقوق الانسان انها استهدفت مستودعات ذخيرة. واتهم النظام السوري الجمعة إسرائيل بقصف قاعدة المزة العسكرية قرب دمشق، محذرا إياها من "تداعيات هذا الاعتداء السافر"، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري. وقال المصدر ان الصواريخ انطلقت من طائرة من شمال بحيرة طبريا (الجولان المحتل) و"سقطت في محيط مطار المزة ما أدى إلى نشوب حريق في المكان". وكانت تلك المرة الثانية خلال ثمانية ايام التي تضرب فيها اسرائيل مواقع بالقرب من دمشق من دون ان تتضح اهدافها تماما. وقتل ثمانية اشخاص مساء الخميس في تفجير انتحاري في حي كفرسوسة في جنوب شرق دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان "بين القتلى اربعة عسكريين ضمنهم عقيد". واكد التلفزيون السوري وقوع "هجوم ارهابي".