في دولة خليجية وأثناء مهرجان للأغنية هناك، حرص أعضاء اللجنة الإعلامية على تعريفنا بالشخص الذي سيتولى ملف السياحة بذلك البلد، هذا الحدث كان تقريباً قبل 15 عاماً. المفاجأة أنه أميركي، ولم تكن هذه الدولة تمتلك أي مقومات سياحية تذكر وكنا للأسف ننظر لها بأفقنا الضيق!. ما الذي حدث بعد سنوات قليلة، شاهدوا آلاف السعوديين المتوجهين للعزيزة قطر في الإجازات، تابعوا الأنشطة المتنوعة التي تقام خلال استقبال السياح الخليجيين، لن أتحدث بطبيعة الحال عن دبي، ولكن ما تشهده الدوحة من فعاليات ترفيهية متنوعة ومناسبة جداً للأسر السعودية، جعلتها من الوجهات المهمة لهم، كان التسويق لقطر كدولة قادمة بالفنون، احتضنت الدوحة أهم المهرجانات الغنائية العربية، جذبت جميع الشرائح، نبشت وبذكاء عن الجماليات الموجودة لدينا، أعادت الروح للفنانين الشعبيين من السعودية، وجذبت جمهورهم السعودي، فازدهرت السياحة وأصبحت ذات سمة خاصة ومميزة بالفعل. الترفيه ليس مجرد أغان وأفلام سينمائية، الترفيه فن بحد ذاته، نحن فعلاً نحزن على تخلفنا عندما نرى مناقشاتنا حول حفل غنائي، ويصل الأمر للتكفير وما إلى ذلك من نقاشات محزنة، رغم أن هذا الحفل هو من عناوين الفرح والبهجة، وموروث كل قرية ومدينة في بلادنا يتضمن فنون الغناء والرقص، وغيرها من الثقافات. الترفيه ثقافة تبدأ بالتحالف مع القائمين على الثقافة لإعادة ولادة المسرح السعودي، لإعادة الكوميديا الحقيقية بعد أن انفلتت وأصبحت "قلة أدب" من "بعض" مهرجي وسائل التواصل الاجتماعي، الترفيه يحتاج لوهج درامي مختلف، يثقف الناس، يطورهم، ينقل همومهم، وأيضاً وهو الأهم يبهجهم، الترفيه ليس مجرد تفكير سريع لإقامة حفلات ومدن ملاهٍ، الترفيه ثقافة من المهم أن نعرف من خلالها ماذا يريد المجتمع وليس التجار والمستفيدون من إنشاء الهيئة. من يحارب حالياً أي بوادر لبث ثقافة الفرح بمجتمعنا تحت أي غطاء، هو يسيء للوطن بشكل كبير، الدولة سخرت إمكانياتها لإسعاد المجتمع، واعتراض هذا الأمر هو خرق للقانون، لذلك نحتاج لاستشراف المستقبل، وأن لا يكون الطموح فقط والإنجاز إقامة حفل أو حتى نحلم قليلاً افتتاح "دور سينما"، نحتاج لمعرفة ماذا يريد المجتمع، وانتداب أعضاء من هيئة الترفيه للدوحة في إجازة المدارس القادمة مثلاً، كافٍ لمعرفة الاحتياجات.