المرأة في قريتي كل شيء. كانت هي التعب، هي المأوى، هي الجنة، وكل بيت في القرية بيتي، وكل أم في القرية أمي. بهذه الكلمات بدأ الروائي أحمد ابو دهمان حديثه الذي جاء ذلك ضمن ملتقى كتاب الشهر بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وبين أن الفقراء في القرية إذا أولموا دعوا من كل نارٍ واحد أما الموسرون فيدعون الصغير والكبير، وأنا أدعوكم الليلة صغيرًا وكبيرًا على سواليف عذبة. وقال أبودهمان إنه ينتمي لطفولة عظيمة في القرية جعلت منه كاتباً وانساناً، بنينا بيوتاً من الشعر من الغناء من السمر من الحب، والمرأة جديرة أن نكتب عنها نصوص تليق بكفاحها وعطائها وبلادنا كلها جديرة بالكتابة عنها وتاريخها. ولفت الروائي أبو دهمان إلى انه عرف اسمه بثمانية عشر اسماً في برنامج فرنسي، وحينما سأله المذيع: كيف حفظت هذا النص؟ قال :هذا نص القبيلة حين ولدت، لم أعرف غير هذا النص، حفظت نسبي عندما ختنوني في القرية وكان حينها الختان اختبارا لرجولة الفتى في قريتي. وبين أبودهمان أنه لم يكن سهلا من قروي أن ينتقل لباريس نحن ننتمي لبلد متعدد وفيه تنوع ثقافي ولخصت جوانب كثيرة أريد أن أتحدث عنها في هذا العمل الصغير "الحزام" التي عندما صدرت خرجت ولم أجد لها صدى في باريس إلا بعد استضافتي في برنامج تلفزيوني وجدتها على الجدران. وعلل كتابة الحزام بالفرنسية رغم انه متخصص باللغة العربية بقوله: " لاني عملت باحثا وصحفيا ورأيت حينها لدى الغير كرها لبلادنا فأردت أن أنقلها بحقيقتها كما وجدتها وأحببتها وهي ليست سيرة ذاتية ولا روائية وهي نص شعري أقرب إلى الانثربولوجيا الشعرية. كتبت الحزام لأروي هذه البلاد، أرويها تحديدا لابنتي وزوجتي، وكانت هناك اقتراحات لتحويل الحزام إلى عمل مسرحي أو فيلم سينمائي مشيراً الى ان الرواية التي ترجمت لعشر لغات عالمية، كانت نتاج بحث دقيق وعميق في ثقافة المملكة العربية السعودية، تحت إشراف المفكر الراحل محمد أركون، الذي أضاء له دروب البحث العلمي والتحليل الثقافي الذي استقبلني وتبناني وأصبح بمقام الأب لي في باريس وانجزت على يده أشياء جميلة. تعلمت من أركون التحليل العلمي والتفسير التاريخي للظواهر. ولفت إلى أنه قبل دعوة مكتبة الملك عبدالعزيز لأنها بعيدة عن المؤسسات الثقافية الرسمية، وهي من المجتمع المدني مطالباً الكاتب السعودي أن لا يكون رخيصا ويأتي بلا مقابل لأي فعالية. واختتم أبو دهمان حديثه بتأكيده على أن العلم جزء من المعرفة والعلوم الإنسانية دون الاهتمام بها لا يمكن أن ننهض بالإنسان في بلادنا. وزاد:أنا أعتز بهذه البلاد ولا يمكن أن يحترمك الغرب إلا إذا أتيتهم من فوق ولن تستطيع ذلك ما لم تمتلك المعرفة. جانب من الحضور للملتقى عدسة -عمار الملحم