الشرق الأقصى مليء بالاساطير والحكايات.. والشعوب هناك تختلف من بلد لآخر، لكننا ننظر الى وجوه اهل ذلك الشرق فنراها متشابهة لانفرق بينها، بينما هم يؤكدون اننا ايضا كعرب وجوهنا متشابهة يعجزون عن التفريق بينها. الطريق الى الصين لابد ان يمر عبر واحدة من دول الشرق - بانكوك جاكرتاسنغافورةكوالالمبور - هونج كونج مانيلا وسواء توقفت رحلتها في هذه المدينة او تلك فانك حتما ستعرف الفوارق بين شعوب تلك الدول، ففي هونج كونج لاتستطيع ان تسير ببطء لتتمعن المحلات التجارية لان الجميع يتحركون بسرعة مثل افلام الكرتون او كأنما هم يهربون من خطر قادم اما عندما تركب قطارا في طوكيو، فستفاجأ بهدوء تام لأن اليابانيين اما ان يكونوا نائمين بعد يوم عمل شاق جدا، او يقرأوا كتابا وهو الشيء الذي لم نعرف قيمته بعد، اما جاكرتا ففيها لا تشعر بغرابة لان كثيرا من العادات العربية متأصلة فيهم، خاصة بطء الحركة وحفاظهم على اسرهم ومجتمعهم الصغير، كما ان حياتهم مثلنا تسير فيها بعض الامور بالبركة لكنها لاتتوقف. اما اذا كان حظك جيدا فان محطة توقفك ستكون في سنغافورة، حيث ليس هناك مزح في تطبيق القوانين والانظمة، فرغم صغر مساحة هذا البلد، الا ان اقتصاده اقوى من اقتصاديات ثلاثة ارباع الدول العربية مجتمعة وهي نظيفة جدا تعتقد انك وسط حديقة خضراء مبنية داخلها مدينة او دولة. اما بانكوك فهي حكاية مختلفة فشعبها طيب جدا يجيد الأعمال المهنية ويخلص لوظيفته وهم يعيشون معتقدين ان الدنيا كلها في تايلاند، وان كل شيء خلفهم لا يعنيهم. وكما لدينا بيروت، فان لديهم بيروت الشرق وهي مانيلا عاصمة ارخبيل الفلبين، حيث تشعر بالحياة والسعادة لان كل من يقابلك او يمر امامك يكون مبتسما ومتفائلا رغم صعوبة الحياة وضعف الاقتصاد وقد سمعت من قبل ان اسم مانيلا مشتق من العربية (في أمان الله) والتي يقال ان القدماء العرب اطلقوها عليها، اما العرب الحاليون فقد سمعت مداعبة من صديق يقول ان بعض العرب يعتقدون ان التسمية جاءت من الكلمة العربية (مانملها) يعني لا نمل الاقامة فيها. وسواء كانت هذه الكلمة او تلك فان ما عنيته هو ان الشرق بدوله وان اختلفت لغاتهم وعاداتهم يظلون في نظرنا شعبا متشابها في الشكل وحبه للعمل ومستسلما للاساطير القديمة ومسلما (بتشديد اللام) بتأثيرها على حياة الناس وعاداتهم. ولو سألتموني ما الذي اتمناه لقلت انني اتمنى لمجتمعنا قليلا من قناعة الفلبين وسعادتهم ونظافة ودقة السنغافوريين واخلاص التايلنديين لعملهم وجدية اليابانيين في حياتهم، اما الصين فلا نريد منها سورها العظيم ولا طبها البديل بل كأس آسيا وهو الهدف الذي ذهبنا للشرق من اجله. ولكم تحياتي