@ عندما كنا قبل يومين في ضيافة رجل الاعمال بدر المطلق لم اكن اتوقع ان يتحول الحديث من الاقتصاد الى الرياضة، لان معظم الحاضرين ليسوا رياضيين وان كانوا يؤكدون انهم من مؤيدي نادي القادسية باعتباره يمثل مدينة الخبر التي ينتمون اليها. @ قبل عامين قدمت اسم (بدر) ليكون رئيسا للقادسية بحكم انه رجل أعمال ناجح ومتابع وداعم لهذا النادي، ولما يتمتع به من سمعة طيبة وعلاقات واسعة، لكن ورغم تفاؤل اهل القادسية بهذا الخبر الا انه اسرع ليعلن انه غير راغب في هذا المنصب لارتباطاته العملية والتجارية. وكنت افكر في تكليف مفاوض بارع اسمه (ابو سليمان) لاقناع بدر بالمنصب لولا خوفي من ان يطلب مني (السعي) لو وافق بدر على ذلك. @ عموما تحولت الجلسة بحكم وجودي على ما يبدو الى كلام في الرياضة وطرح (المطلق) عدة افكار وتساؤلات مهمة كان لابد لي من ان انقلها للقراء الكرام خاصة فيما يخص صناعة النجوم الوطنيين. @ يقول رجل الاعمال انه لاحظ في اوروبا وامريكا ان الاعلام يلعب دورا مهما في صناعة النجوم الوطنيين ويتبناهم منذ صغرهم وينشئ منهم نجوما لبلادهم ولا ينظر للولاية التي أتوا منها ولا الاندية التي ينتمون اليها ولا للألوان التي يحبونها ولا الاصدقاء الذين يذهبون معهم أو يتأثرون بهم فالمهم لديهم ان ينجح هذا اللاعب او الفنان ويتحول الى اسطورة ثم يصدرونها فيما بعد للعالم الخارجي الذي يتأثر بزخم الاعلام الذي يسلط عليه عبر الصحافة وشاشات التلفزيون. ثم يقارن المطلق بين ذلك ومايحدث عندنا حيث ان لكل صحيفة نجما ولكل قناة لاعبا مفضلا ولكل منطقة أو مدينة او حتى قرية شخصية مميزة. @ يعني نعرات وانتماءات والوان هي التي تؤثر على هذا اللاعب او ذاك والنتيجة اننا لا نتفق ابدا على نجم واحد في الملعب او المسرح وهو الامر الذي يؤثر على المجتمع بشكل عام والوسط الرياضي بشكل خاص. @ وقد فهمت من هذا الطرح بانه طالما ان الاعلام السعودي عاجز عن تجاوز هذه السطحية والميول والانتماء والالوان فاننا سنظل نفتقر لآلية صنع النجوم وبالتالي لن ننجح ابدا في تشجيع الناس على متابعة المنافسات الرياضية وهو الامر الذي سينعكس سلبا على اللاعب نفسه. @ والحقيقة ان هذا الكلام، كلام منطقي وواقعي، فمازال العدد الاكبر من كتابنا يعملون ليل نهار على الاطراء على نجم ينتمي لناديهم ويقاتلون ضد نجم اخر يلعب في ناد منافس لناديهم، حتى لو كان هذا اللاعب مبدعا وفنانا ينتمي لهذا الوطن الكبير لدرجة اننا بتنا منقسمين على نجاح او فشل نجومنا وبات اللاعب يشعر بان انتماءه لناديه هو الذي سيحميه من سطوة اقلام الاخرين. @ وهذه الحقيقة التي جعلت جماهيرنا تصرخ بأعلى صوتها لتشجيع لاعب يمثل المنتخب عند دخوله الملعب بينما تستهزىء بنجم اخر لمجرد ان المباراة تقام على ملعب في المنطقة التي يوجد بها هذا النادي أو ذاك. @ ولان في ذلك خللا غير مقبول ولابد من اصلاحه فان الأمر يتطلب تثقيف وسائل اعلامنا والمنتمين إليها ليتحدثوا باسم الوطن ويساهموا في صناعة نجومه وابطاله. ولكم تحياتي. [email protected]