في أحد شوارع الرياض قبل الإشارة كان أمامي سيارتان واحدة لإحدى الشركات يقودها عامل، والأخرى شاب في سن المراهقة تخرج من بين عينيه ملامح الطيش، السيارة الأولى تمشي بنظام في مسارها المحدد، والثانية أتت مسرعة من خلفي وتقدمت بسرعة أمامي وسائقها الطائش لم ينفك بضرب البوري للعامل ليفسح له المجال للحاق بالإشارة قبل أن تضيء بلونها الأحمر. وصلنا للإشارة وقد اعلن لونها الأحمر الوقوف، تشنج الطائش من نظام العامل وعدم إفساح المجال بسرعة، نزل مكفهرًا من سيارته، معالم الغضب والجهل تعلو وجهه، أخذ من الأرض حجارة حادة وفتح باب العامل ولم أرَ بعدها سوى رأس دامٍ ونفس مستسلمة للطائش! نشف الدم في عروقي هممت بالنزول للتدخل ولكن أعلنت الإشارة وقت السير ومشى سائقي ومشت السيارات ولم أستطع النزول لوجود كم هائل من السيارات التي تمشي في صمت مطبق لم يحرك احد من الرجال ساكناً! على ضوء هذا المشهد الدامي.. أين دور الأسرة ودور التعليم؟ فمن هنا يأتي دور التعليم، لابد من وضع منهج للسلوك والقيم، يتم اختيار أفضل الأساتذة لتدريسه، والأرجح أن يتم اختيار أساتذة لهم باع في السلك التعليمي ومشهود لهم بالخلق اللين المستقيم. وتكون مادة نظرية وتطبيقية، النظرية للتعليم الشامل في شتى فضائل الأخلاق والتطبيقية لإدخال المسؤولية والاتزان في نفوس الطلاب مثال: حصة لتنظيف الفصول والساحات ودورات المياه ليشعروا بعمال النظافة، حصة في يوم مفتوح ينزل فيها الطلبة الساحات يبيعون للزوار ما يريدون، لتنمية روح التجارة فيهم، وهكذا.. وهذه المادة تكون للبنين والبنات على حد سواء.