اطبع هذا المقال وزوجتي تقف على رأسي، ولم تتركني اذهب في شأني قبل ان اتم هذه المقالة حتى ترتاح وتريح.. ولها في ذلك حق ووجهة نظر اتفهمهما كل الفهم، وذلك لنفسها المضطربة شفقة وغضبا في آن نتيجة الذي رأيناه هذا الصباح الساعة 45:6 من صباح يوم الاحد التاسع والعشرين من رجب.. فقد مررنا هذا الصباح زوجتي وانا قرب مدرسة ابتدائية في مدينة الدمام وكانت السيارات تقف بجانب الرصيف لينزل منها الاطفال الصغار.. الا ان سيارة من نوع كابريس (نعرف رقمها الذي قامت زوجتي بتسجيله) كانت تقف امامنا معترضة نهر الطريق، بينما تتخاطف السيارات على يمينها. كنا خلف السيارة تماما، فكان لابد ان نرى المشهد كاملا، ذلك الذي نغص علينا صباحنا.. كان السائق يعتمر الطاقية الخليجية المعروفة، وفي الخلف طفل يبدو انه في السنة الابتدائية الاولى.. امر السائق الطفل بالنزول غير أن الطفل كان مترددا رافضا النزول من السيارة. طبعا لا نعلم سبب عناد الطفل غير أن عناد الأطفال في هذه الأمور متوقع ومعروف، وربما ان الطفل كان يرفض النزول لان السيارات تمر بجانب الباب الذي سينزل منه فتملكه الخوف.. على ان السائق لم يضع وقتا، فالتفت إلى الطفل ممتطيا المقعد الامامي ليتطاول الى الطفل الصغير ويصفعه بغضب عارم على رأسه! وكان المنظر مزعجا مفاجئا ومرهقا للبصر والقلب.. على ان الامر لم يقف عند ذلك فقد نزل الطفل بلا وعي من اللطمة التي انقضت على دماغه الصغير.. وشهقنا من الروع! فكان الطفل يمشي على غير استواء ولم نتأكد اكانت مشيته الضاربة الى الميلان على رجل واحدة بفعل الخوف واثر اللطمة ام انه يعاني قصورا في مشيته.. وارتبكنا هل نكلم الاساتذة المشغولين امام الباب؟ ام نتبع السيارة التي انطلقت بسرعة بدون ان يلتفت السائق حتى الى وضعية الطفل تاركا اياه في وسط الطريق.. اطمأننا على الطفل حين رأينا مدرسا يتقدم اليه ويأخذه بيده، وانطلقنا خلف السيارة واخذنا الرقم.. قبل اي اتصال مع المدرسة، وقبل ان اخرج من المنزل لم تتح لي حرية الحركة من قبل زوجتي الكريمة (من غير لطم هذه المرة) إلا بعد ان أتممت المقالة.. على ان زوجتي لم يبد عليها أي من علامات الراحة!