أعجب الإنسان منذ القدم بوسيلة نقله وكانت الدواب ومن أهمها الخيل والإبل هي وسيلته للتنقل الى أماكن بعيدة لم يكن ليصلها إلا بشق الأنفس ومن منطلق أهميتها كونها مصدر رزقه ووسيلة تنقله بدأ في وصفها وذكر مميزاتها ومحاسنها وقد أجزل العرب في المدح منذ القدم ومن ذلك قول امرئ القيس في وصف حصانه: مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل ومن واقع تضاريس الجزيرة العربية مهد العرب الأول التي تباينت وتباعدت مناطقها وتنوعت تضاريسها الجغرافية بين السهل والجبل والرمال والشعاب أصبحت وسيلة التنقل مهمة جداً بل ومرتبطة بعض الأحيان بحياة ومصير المتنقل وخصوصا في الأوقات التي يزداد فيها لهيب الشمس على الرمال وبين الجبال يقول الشاعر في وصف مكانة المطية وسط ظروف الصحراء القاسية: لاصرت فالصمان والقيظ حاديك أيا لطيف الروح و الا المطية وقد أخذت المطية موقعا مهما في القصيدة كونها وسيلة نقل المشاعر ومقربة البعيد وكانت البدايات بقولهم (راكب اللي) وهو أسلوب ندب او طلب لصاحب المطية مع وصف لمميزاتها وقدرتها على قطع المسافات بسرعة يقول الشاعر صالح بن قبلان: راكب ولد أحمر فج عضوده كنه الربدا مع الحزم البياني ومع بداية الظهور الأول للسيارات غير إنسان الجزيرة العربية وجهته فقد شاهد شيئا أشبه بالسحر لديه أو ما يتجاوز خياله في السرعة وقطع المسافات وتجاوز وعورة الصحراء وأحدث ذلك نقلة في حياته الاجتماعية والاقتصادية والوجدانية يقول الشاعر بندر بن سرور: يات ل قلبي تلة عبيد للهاف تلة ولد زايد بدار مخيفه ومن واقع انبهاره بحنينها عندما تتجاوز المناطق الوعرة أو من مشاهدته للحظة انطلاقها بدأ في وصف حالته في العشق والوجدان ولحظات الفراق تقول الشاعرة بخوت المري: حن قلبي حن ماك على سمر العجل عشق السواق والدرب ممسوك وراه