بعيداً عن قضية قيادة المرأة للسيارة وموقف كل طرف منها نسلط الضوء في هذه المساحة على وصف شعري نادر استخدمه عدد قليل جداً من الشعراء في قصائدهم عندما شبهوا السيارة بضخامتها وجمودها ووظيفتها كوسيلة نقل ، بالمرأة رمز الحسن والرقة والعذوبة دون امتهان أو انتقاص من المرأة . ولصعوبة وندرة هذا الوصف فلم يستخدمه سوى العمالقة من الشعراء كما سيتبين لنا ، في حين لن تفلح محاولات من أراد رسم تلك الصورة الشعرية وسواها من صور عجيب الوصف المستحسن وهو لا يمتلك أدوات الخيال الواسع وتوظيف المفردات وجزالتها إضافة إلى الذوق الرفيع وجمالية الوصف والبعد عن التقليدية . فها هو الشاعر بندر بن سرور يقول : يا اهل الونيت إللي يبي مشتل البيب ما دق صدره بالخطوط الغزيره يوم يتخثع في محير الأداعيب يشدي تخثع جادل في حريره لا تجربونه ما يبا الفرت تجريب قد جربه بالبيت الأبيض خبيره فشبه الونيت في مسيره المتعرج عبر مجاري السيول بتمايل الفتاة الحسناء في ردائها الحريري . بينما قال الشاعر سعد بن جدلان الأكلبي : راكب الي صممه صاحب اصناعه جمس بيك أب من حديثات الأنواعي الغريب اللي جديد من أنواعه حوض رفرف مايبي شد وشراعي لا أنس البنزين عجل تفرقاعه مخطر من سرعته يقلع اقلاعي لا تحرك شفت في القاع مشلاعه والتواير تظهر الماء من القاعي ينعش القلب الحزين ابتهملاعه لا مشا قام يتهملع تهملاعي لاوطى الأرض العتش كن تهزاعه بنت شيخ طامح من ولد راعي حيث رسم صورة شعرية مدهشة تعكس تمكنه الغريب في الوصف بتشبيهه للسيارة عند عبورها للأرض الوعرة ارتفاعاً وانخفاضاً دون توقف بإبنة شيخ أصيلة وقد فرت (طمحت) من زوجها (ولد الراعي) ، فعلى أي هيئة ستكون مشيتها أثناء فرارها يا ترى !! فلن تكون إلا مشية المصممة العازمة على عدم التوقف ، المسرعة بكل قوتها وهي تأمل أن تطوي الأرض تحت قدميها لتفارق ذلك الزوج . ولعله من المناسب أن نورد أمثلة لشعر المرأة في السيارة وكيف ينظر المشبه به للمشبه في هذه الصورة الشعرية : ومن أكثر الشاعرات ذكراً للسيارة في قصائدها الشاعرة بخوت المرية ، فقد قالت : المرسدس محلاه في طلعت أم حويض اليا عطي ثالث جاوب السير شكمانه وقالت في قصيدة أخرى : تل قلبي تل فرت(ن)على سبر العجل عشقه راعيه والحوض تحته قد ملاه ان تسنّد عشّقه ثم لده بالدبل وان تحرر ريّحه لين ياصل منتهاه وقالت أيضاً : ياحن قلبي حن ماك(ن) مع الطلعات ليا عشقه بالعايدي والدبل جره جرمة ثقيل وحملوا فوقه البيبات ويدعس عليه ببنزينه ولا سرّه