رجح عدد من المراقبين النفطيين أن تستمر موجة صعود أسعار النفط التي بدأت مطلع الأسبوع الماضي واقتربت من مستوياتها القياسية التي كانت عليه قبل أربعة أشهر نتيجة إلى الأحداث الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حتى نهاية العام الحالي 2006م بسبب التوترات السياسية ونقص طاقة التكرير ومضاربات صناديق الاستثمار بالإضافة إلى عوامل الطقس. وقال المراقبون أن هناك محفزات تجعل الأسعار تستمر في التنامي أو على الأقل البقاء فوق 60 دولاراً للبرميل حتى نهاية العام وربما تقفز إلى مستويات تتخطى 80 دولاراً للبرميل في حالة حدوث أي توقف لإمدادات النفط من بعض الدول المنتجة الرئيسية في منظمة الأوبك ، إشارة إلى إيران ونيجيريا ، مما يجعل الأسعار تدخل في مرحلة الشح في مصادر الوقود الاحفوري. وقد تجاوبت الأسعار بصورة سريعة مع الأنباء التي أشارت إلى عدم نجاح المباحثات بين إيران وروسيا بشأن ملف إيران النووي ورفضها للمقترح الروسي حول تخصيب اليورانيوم على أراضيها ، وهو ما قرأته الأسواق على أنه بداية إلى مرحلة تصعيد جديدة لا سيما بعد تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي جددت من خلالها إصرار بلادها على إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي، وعزز من صعود أسعار النفط لتلامس 68 دولاراً للبرميل لخام ناميكس وسط التداولات في الأسواق الأمريكية استمرار التوتر الأمني في نيجيريا وإعلان شركة شل عن عدم قدرتها على إصلاح أنابيب البترول التي دمرتها المليشيات قبل أن تؤمن الحكومة النيجيرية الأمن لمسئوليها واستعادة المنشآت النفطية التي تسيطر عليها هذه المليشيات في دلتا نهر النيجر. وكانت أسعار النفط أمس الأول تراجعت نتيجة إلى تطمينات المملكة إلى استعدادها إلى تأمين أي نقص قد يحصل في إمدادات الطاقة وساعد في ذلك حمى بيع في الأسواق لجني الأرباح ، غير أن الأسعار افتتحت أمس على صعود قدر بحوالي 1,24 دولار للبرميل لخامي ناميكس ووست تكساس بينما صعد سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية بمقدار 74 سنتا للبرميل ليصل إلى 66 دولار قبل أن يتراجع في نهاية التداول ويغلق عند سعر 65,66 دولار للبرميل ، وزاد سعر مزيج برنت القياسي بمقدار 77 دولار إلا أنه ظل قرب مستوياته ليوم أمس الأول وأغلق عند سعر 64,20 دولار للبرميل. وحفز نقص إمدادات المواد البترولية المكررة في ظل ارتفاع الاستهلاك مع اشتداد برودة الشتاء واستمرار إغلاق منصة «فساوند» لإنتاج النفط في بحر الشمال والتي تديرها شركة «ستاتويل» النرويجية بطاقة تتراوح بين 350 إلى 400 ألف برميل يوميا لليوم السابع أسعار وقود التدفئة إلى الصعود إلى سعر 1,82 دولار للجالون ، وكذلك انتعاش أسعار الغاز الطبيعي التي ارتفعت إلى 8,50 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. أسعار المعادن النفيسة أغلقت عند مستوياتها المرتفعة ، غير أن الذهب تراجع بمقدار 50سنتا عن إغلاقه ليوم أمس الأول وبلغ 558,5 دولار للأوقية ، وحافظت الفضة على مستوياتها السعرية طيلة التداول وأغلقت عند سعر 9,51 دولارات للأوقية ، وارتفع البلاتين بمقدار 10 دولارات ليصل إلى 1070دولار للأوقية.