قفزت أسعار النفط أمس متخطية حاجز 58 دولاراً متوجهة نحو 59 دولاراً تدفعها عوامل جيوسياسية تتمثل في ارتفاع وتيرة التوتر السياسي و الأمني في نيجيريا والذي أدى إلى إغلاق السفارة الأمريكية في نيجيريا بسبب تردي الحالة الأمنية هناك وهو ما سيفضي إلى عرقلة عمل شركات النفط و تعرض منشآتها للتخريب. و تعتبر نيجيريا اكبر منتج للنفط في أفريقيا و الحادي عشر على مستوى العالم وهي أيضا منتج مهم للبترول الحلو حيث إن نفطها يجد إقبالا شديداً من المصافي نظرا لنقاوته الشديدة كما أنها عضو بارز في منظمة الأوبك وتتخوف الأوساط الاقتصادية من احتمال نقص في الإمدادات في حالة توقف النفط النيجيري إضافة إلى تقطع إمدادات النفط العراقي. وقد زاد من قلق الأسواق النفطية تحذير علماء جيولوجيون من اجتياح مد زلزالي جديد على غرار تسونامي شواطئ الدول الواقعة على المحيط الهندي في المستقبل، دون أن يحددوا أي موعد لذلك مما قد يعيق من وصول الإمدادات النفطية إلى أسواق الاستهلاك رغم أن زلزال تسونامي لم يضر بتدفق النفط في المرة الماضية غير أن هاجس الكارثة ما برح يساور شركات التأمين التي سارعت في رفع رسومها تحسبا لأي خسارة قادمة وهو أمر يصب في زيادة الأسعار. هناك متفائلون في السوق يرون بان ارتفاع الأسعار لن يدوم طويلا إذ من المحتمل أن تشهد الأسواق قريبا إقبالا على البيع لجني الأرباح في أعقاب ارتفاع الأسعار هذا الأسبوع، إلا أن الصورة العامة تشير إلى اتجاه صعودي فهناك استفتاء أجرته وكالة بلومبيرج اظهر أن الاتجاه سيكون تصاعديا لا سيما وأن المخزونات تحتاج إلى كميات من المواد المكررة من اجل أن تبني نفسها استعدادا لذروة الاستهلاك في موسم الشتاء القادم و ربما يكون الوقت متأخرا لتحقيق ذلك خاصة أنها تعيش حاليا حالة نزف لمواجهة موسم القيادة لموسم هذا الصيف. هذه العوامل صعدت بخام ناميكس إلى تخطي 58 دولاراً للبرميل بزيادة مقدارها 2,6 دولار عن مستوياته ليوم أمس الأول وتتوقع الأوساط الاقتصادية أن يسجل رقما قياسيا جديدا بوصوله إلى 59 دولاراً للبرميل. وارتفع سعر الخام الخفيف في أسواق لندن للتعاملات اليومية إلى 57,25 دولاراً للبرميل مسجلا رقما جديدا لم يبلغه خلال السبعة أسابيع الماضية كما صعد خام برنت إلى 56,05 دولاراً للبرميل بزيادة مقدارها حوالي 2,8 دولار للبرميل. وارتفع خام وست تكساس إلى 56,58 دولاراً للبرميل. وتجاوبت أسعار الوقود لضغوط نقص إمدادات المواد المكررة و ارتفعت إلى 1,66 دولار للجالون. وتنامت أسعار الغاز الطبيعي بمقدار 7 سنتات إلى 7,65 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. كما قفزت المعادن النفيسة حيث ارتفع الذهب إلى 441 دولاراً للأوقية كما ارتفعت الفضة إلى 7,5 دولارات وارتفع البلاتين إلى 903 دولارات للأوقية.