للأماكن السياحية والترفيهية أهمية كبيرة في حياة الأسرة للتخلص من رتابة الوقت التي يعيشون فيها طيلة أيام الاسبوع ولكن لقلة تلك الأماكن بمدينة الرياض اتجه البعض لإنشاء استراحات بمساحات مختلفة يقومون بعرضها للايجار اليومي ويحصلون مقابل ذلك على مبالغ مادية مجزية واصبحت في هذا الوقت المتنفس الوحيد لغالبية الأسر. إلا أن هناك أناساً يرون ان تلك الاستراحات لم تأت عند آمالهم مؤكدين ان تدخل هيئة السياحة في موضوع الاستراحات سيساهم في تطورها. «الرياض» وفي جولة لها على منطقة الاستراحات الواقعة بجوار الفحص الدوري للسيارات التقت مع عدد من مستأجري تلك الاستراحات لنقل معاناتهم وما يأملون ان تكون عليه تلك المواقع. بداية تحدث ل «الرياض» الأستاذ فهد نفال الحربي أحد مستأجري الاستراحات قائلاً: لا شك ان مدينة بحجم الرياض ذات كثافة سكانية عالية تحتاج الأسرة فيها إلى أماكن ترفيهية وسياحية والتي لا تتوفر فيها بالشكل المطلوب إلى الآن ولذلك تفضل بعض الأسر قضاء وقت الاجازات في الاستراحات والتي لا ترتقي إلى ما تطمح له تلك الأسر وذلك يرجع بالدرجة الأولى لتساهل الجهات المعنية بالترخيص لتلك الاستراحات التي لا نجد فيها إلا اسمها فقط، أما السبب الآخر فهو تشدد بعض ملاك تلك الاستراحات من أصحاب الجشع الذين لا هم لهم سوى الربح المادي مقابل أحواش تفتقر لأدنى متطلبات الراحة والاستجمام. فالتمعن بحال تلك الاستراحات من الخارج يجد ان النظافة معدومة والشوارع المحيطة بها ترابية، اما الشوارع المسفلتة منها فتعاني من طفح المياه وانتشار الحفر فيها، كما تفتقر تلك الشوارع إلى الإنارة وهذا ما يجعلنا نتجنب المبيت في الاستراحات أو الجلوس فيها إلى آخر الليل إضافة لانتشار الكلاب الضالة والتي تنشط خلال الفترة المسائية وما تتسبب فيه من ازعاج للمستأجر. وطالب الحربي بأن تكون هناك مؤسسات تتولى هذه الاستراحات وبالتالي سيجبر ملاكها على تقديم خدمات أفضل وأرقى على أن تكون تلك المؤسسات ربحية لها خدمات صحية وغيرها وأن يكون للبلدية والصحة والهيئة العليا للسياحة مكاتب بمنطقة الاستراحات وتكون هي الفاصل بين المالك والمستأجر. وقال المواطن رامي معلا الرويثي: يعاني المستأجر لهذه الاستراحات من عدة مشاكل مثل عدم تأمين مياه الشرب من قبل المستثمر أو المالك للاستراحة مما يضطرنا لجلب المياه بأنفسنا، فهذه الاستراحة قمت باستئجارها أنا وأسرتي خلال خمسة أيام مقابل مبلغ ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال وللأسف الشديد نجد أنفسنا مضطرين لاستئجار مثل تلك الأحواش وهي أرض محاطة بجدار وبها دورة «مياه» فهل تستحق هذه الأماكن أن يطلق عليها اسم استراحة ولكن ما أجبرنا على القبول بها هو قلة الأماكن السياحية. وطالب الرويثي الجهات المعنية بوضع دراسة وشروط لتلك الاستراحات وبأن تكون بمساحة معينة وتحتوي على ملاعب رياضية وألعاب ترفيهية للأطفال بالإضافة لتوفير جميع الاحتياجات الأساسية التي تتوافق مع متطلبات الأسرة، مضيفاً بأن إشراف هيئة السياحة على هذه الاستراحات سيساهم في تطورها. وأضاف المواطن سعود محمد القحطاني: انني منذ أكثر من خمس سنوات وأنا استأجر بهذه المنطقة الواقعة بجهة الفحص الدوري للسيارات ولم أر أي تقدم فيها منذ ذلك الوقت، فالشوارع كما هي ترابية وبعضها وعر ولا نستطيع الوصول إلى هذه الاستراحات إلا بشق الأنفس، اضف إلى ذلك سوء النظافة بالأراضي والشوارع المحيطة بها، فأكوام النفايات هي ما يميز هذه المنطقة. وطالب القحطاني الجهات المعنية بضرورة القيام بواجباتها تجاه هذه المنطقة التي يعتبرها البعض المتنفس الوحيد للعائلة. وأن تخضع لإشراف مباشر من هيئة السياحة حتى تتطور هذه الأماكن. كما التقت «الرياض» بعدد من ملاك تلك الاستراحات حيث أبدوا ما يعانونه مع تلك الاستراحات والجهات الخدمية والمستأجرين. يقول المواطن منصور سليمان الخليفة أحد ملاك الاستراحات :أن أي شخص يتمنى أن يكون له استراحة خاصة يقضي بها بعض الوقت مع أسرته أو أصدقائه، ولذلك حرصنا على إنشاء هذه الاستراحة والتي كلفتنا الشيء الكثير حتى حملت هذا الاسم وقمنا بتوفير جميع وسائل الراحة فيها من ملاعب ومسطحات خضراء، ومجالس ومسابح وخلافه إلا ان محيط هذه الاستراحة يعكر علينا، حيث ان الشوارع لا تجد العناية الكافية من الجهات المعنية مقارنة ببعض الشوارع بمدينة الرياض. وطالب الخليفة الجهات المعنية بضرورة القيام بواجبها تجاه توفير الخدمات لهذه الاستراحات ولو وصل الأمر لفرض رسوم رمزية شهرية تفرض على ملاك الاستراحات لرفع المخلفات يومياً من أمام هذه الاستراحات. وقال المواطن عبدالعزيز المنصور: نعاني نحن ملاك الاستراحات من الجهات الخدمية أولاً، حيث ان المياه الصالحة للشرب لم تصل إلينا، كما نعاني من المقاهي المجاورة لنا مما تسبب في عزوف العوائل عن هذه المنطقة بسبب انبعاث الروائح وازدحام سيارات الشباب التي تنتشر بهذه المنطقة. كما نعاني من العبث والتصرفات اللامسؤولة التي يقوم بها بعض المستأجرين داخل تلك الاستراحات.